28

2.8K 216 298
                                    









،







بِضعُ أسابيعَ مضَت وجيسونق لازالَ لَم يُعطي حارِسَهُ أيّ إجابَةٍ على إعترافِه لَه وطلَبهِ الواضِح في المواعدَة

على الرُغمِ مِن أنَ القُبلةَ الأخيرَة التي بادرَ هوَ بِها أعطَت لمحةً عن إجابَتِه المُحتملَةِ بالفعل، إلا أنَهُ لَم ينطِق بِها بَعدُ فعليًا

هوَ كانَ مُتَرَدِدًا، غَيرُ واثقٍ في ذاتِه ولا حتى فيما يُخَبئهُ مُستَقبَلهُ القَريبُ له

فحتى وإن كانَ يعلَمُ شخصيةَ مينهو جيدًا ويعلَمُ كيفَ أنَ ثِقةَ والِده العظيمَةُ بهِ كافيةً لِتشرحَ لَهُ أنَهُ رَجلٌ جَيد ولَن يُخَيِّبَ ظَنَّه بأيّ طريقَةٍ كانَت

إلا أنَ خِذلانَ حَبيبِه السابِق لَه، لَم يفعَل بهِ خيرًا وزعزعَ ثِقتَهُ تمامًا في ذاتِه وفي حقيقة إمكانيَةِ تَلَقّيهِ حُبًا حقيقًا دونَ دوافِعَ خفيّة

فالأمرُ صَعبٌ علَيهِ فِعليًا
رُغمَ أنَهُ تاقَ وتخيَّلَ حالَهُما إن تواعدا في ليالٍ عديدة، إلا أنَهُ لازالَ مُترَدِدًا دونَ إجابَةٍ ثابِتَه

وبدى أنَ مينهو كانَ مُتفَهِمًا لِذَلِك تمامًا...

فهوَ لم يتطَرَّق للموضوعِ نهائيًا، وقامَ بإعطاءِه كامِلَ الوَقتِ والمساحَة دونما يستَعجِلهُ أو يضغطَ علَيه. فقَط كما أخبَرَهُ أنَهُ سيفعَلُ سابِقًا

وقَد كانَ فِعلًا شَديدَ اللُطفِ مِنهُ والمُراعاة
إذ لَم يَشعُر جيسونق حينها بالضَغطِ ولا الحاجَةِ للعجلَةِ إطلاقًا، بَل تأنى في وَقتِه ورتَّبَ أفكارَهُ جيدًا

فمَع مينهو...هوَ أحَسَّ بصفاءِ ذِهنه وبأمانِ قَلبِه
أحَسَّ بأنَ العالمَ بأكمَلِه ينتَظِرُ إشارةً مِنه ليتحرّكَ تحتَ طلَبِه، أحَسَّ أن لا شيءَ آخَرَ مُهِمٌ في هَذِه الحياةِ سِواه

فإن كانَ هذا الشعورُ الذي سيُلازِمهُ مَع مينهو...فهوَ مُستَعِدٌ وراغِبٌ بِه دونَ أيّ ترَدُد.




"لي..؟"

صَوتهُ خَرَجَ خافِتًا ومُناديًا بعدَ طرقتَينِ حطّها على بابِ حارِسه بِطلَبٍ للدخول

لا يلبَثُ في إنتظارِه طويلًا حتى فُتِحَ البابُ وظَهرَ مينهو مِن خَلفِه بِمنظَرٍ دعاهُ يُحَدِّقُ فيهِ دونَ حياء

حَيثُ صَدرهُ العاري كانَ رَطِبًا كحالِ شَعرِه المُنسَدلِ على جَبينِه بِبعثرَةٍ دلّت على مُحاولَتِه تجفيفِه له مِن إستحمامِه الحَديثِ توًا

kalonWhere stories live. Discover now