غرفة التخزين

836 66 1
                                    



"همففف..."

بخلاف هذه الأصوات المخمومة التي كانت تتسرب من خلال اليد التي تغطي فمي، لم أتمكن من التحدث بأي شيء آخر.

ونظراً لأننا كنا في الطابق الثاني من المكتبة وحان وقت استراحة الغداء، فقد كان هناك عدد قليل جدًا من الطلاب في المكتبة، وأسوأ جزء أنه لا يوجد الكثير من الأشخاص يدخلون الطابق الثاني.

تم دفعي داخل غرفة تخزين صغيرة في الجزء الخلفي من المكتبة، كان هناك ظلام دامس فقط.. الي ان تم تشغيل مصباح ضوء خافت جدًا.

أخيرًا، تركت اليد التي كانت تغطي فمي طوال هذا الوقت لبضع ثوانٍ، مما منحني الوقت الكافي لأصرخ بالمساعدة.

ومع ذلك، فورما فتحت فمي لأصرخ، وجدت أنه لا يوجد أي مقطع واحد يتحرك صعوداً من اوتاري الصوتية ليترك شفتي.

لا يوجد صوت، سوى هدوء مطلق محدقاً بي الخاطف بعيون رفيعة الحاجبين.

على الرغم من أن لدي فرصة مثالية لطلب المساعدة أو على الأقل محاولة الهرب من الخاطف الذي سحبني داخل تلك الغرفة الصغيرة الممتلئة بالكراسي والطاولات المغطاة بالغبار، صمت... صمتاً تام حيث رفضت الكلمات مغادرة شفتي بينما سجلت عيناي هوية الشخص الذي كان يقف أمامي.

إنه ليس سوى ذلك الفتى ذو الشعر الفضي، ريلان، شخص لم أكن أتوقعه ان يكون الخاطف، أو ربما نعم.

"لماذا السكوت؟ ألا تخططين لطلب المساعدة بعد الآن؟" سأل بابتسامة على شفتيه بينما عيناه الجليدية تأسرني.

كنت ملتقصة بالجدار ولكن ذلك لم تكن مساحة كافية بيني وبين ذلك الفتى.

"ماذا تريد؟"

كانت معجزة أن صوتي خرج بثبات وليس مليئًا بالرجفات. على الرغم من أنني كنت أرتجف من الداخل في الحقيقة.

" ارتدين علي سؤالي بسؤال اخر؟ مثير للاهتمام" قال ريلان بينما يلعب بالقلم الذي كان يحمله بيديه.

إنه نفس القلم الذي استخدمه قبل ساعات قليلة لخلق بعض الثقوب الصغيرة في ظهري، وعلى الرغم من محاولة عدم جعل عقلي يقوم بالتركيز على الألم الذي شعرت به في ظهري، لم أستطع إلا أن أرتجف قليلاً عند رؤية هذا القلم.

ربما لاحظ ريلان الخفقان والتغيير في تعابير وجهي حيث أظهر لي القلم أثناء حديثة.

من أدائك في الفترة السابقة في درس الكيمياء، كدتي تقنعيني بأنك محصنة ضد الألم. ومع ذلك، استراتيجيتك في تجاهلي جعلتني فضوليًا. الآن، أريد أن أعرف بالضبط مدى قوة تحملك هل نحاول؟

شعرت بزيادة ضربات قلبي عندما بدأ الصبي يتجه نحوي. عيناي تحدق بالقلم الذي كان يحمله في يده.

شاهدت برعب وهو يرفع القلم عالياً قبل أن يحمله نحوي بقوة وسرعة هائلتين.

كان وكأنه يخطط لاختراق رأسي بالكامل، وبغريزة تلقائية محاولة لحماية نفسي، رفعت يدي لتغطية وجهي وحمايته من هجوم القلم.

كان جسدي يرتعش، وكنت أتنفس بنهج قصير، وكنت أشعر بأن عيني تصبح أثقل مع تكون الدموع.

انتظرت وانتظرت، لكن الألم الذي كنت من المفترض أن أشعر به، لم يأتِ.

عدم الشعور بالألم المتوقع أو عدم أي نوع آخر من الأصوات في الغرفة، جعلني أفتح عيني، التي هبطت مباشرة على الصبي ذو الشعر الفضي الذي كان ينظر إلي بعينيه الزرقاء الثلجية.

الشعور الوحيد الذي كنت قادرة على استخلاصه من تعابيره هو الفضول الذي كان يلمع من خلف قناع اللامبالاة الذي كان يرتديه.

استخدمت كل قوتي لعدم إفشاء الدموع التي كانت تملأ عيني. مرة أخرى كنت فقط أشعر بالإهانة.

"ا-اتركني و-وحدي!" قلت بنبرة هامسة، ولم تجعلني هذه الجملة أشعر بأفضلية علي الاطلاق.

مهما حاولت التظاهر بالشجاعة والقوة ، إلا أنني في النهاية كنت خائفة حتى من ظلي.

رفعت رأسي لأرى الصبي وهو يتنهد بعمق ويهز رأسه باستمرار.

"كان يجب أن يكون التنمر عليكي متعة..." صرخ رايلان وهو يقترب من الفتاة التي كانت تنظر إليه بعينيها الخضراء الجميلة التي كانت تتلألأ بدموع لم تسقط بعد.

لم يستطع إلا أن يشعر بألم حاد يخترق قلبه عندما شاهد حالتها.

هل فعلاً أرعبها بشدة؟ يفكر رايلان بينما يخبئ القلم في جيبه ، يحاول إخفاءه من نظرها.

قبل بضع دقائق ، كانت تبدو وكأنها لا يوجد شيء في العالم يمكن أن يزعجها بينما تمتلك موقفًا هادئًا.

ومع ذلك ، فإن حالتها الحالية تروي قصة مختلفة تمامًا.

لم يستطيع رايلان فهم الفرق المفاجئ والكبير في موقفها وفي نفس الوقت لا يستطيع فهم السبب الذي يجعله يشعر بالقلق لتلك الفتاة.

"هل...أنتي بخير؟" سأل رايلان أخيراً بصوت عالٍ بينما يلاحظني بعيونه الحادة.

أنا فقط هززت رأسي كرد على سؤاله بينما أنظر حول الغرفة لأجد طريقة للهرب. ومع ذلك ، فهو يقف أمام الباب الوحيد للهروب من الغرفة.

"حسناً! لن أتنمر عليكي بعد الآن. هل يمكنك التوقف عن الرجفة وكأنك شاهدتي جريمة قتل أم شيئًا ما؟ أنت تخيفيني أيضًا." قال رايلان بحنق وقام بطيّ ذراعيه مع إعطائي نظرة حادة.

على الرغم من أنني أردت فعل بالضبط ما يريده والخروج من هذا الموقف في أسرع وقت ممكن، إلا أن جسدي كان لا يصغي لي حتي.

لم أستطع منع الارتجافات التي كانت تمر عبر جسدي ولا الشحوبة ونقاط التعرق التي كانت تغطي وجهي.

لم أحصل على فرصة لفهم ما يحدث، ولم يكن لدي أي فكرة عما يفكر به رايلان بالضبط، لكن الشيء التالي الذي عرفته هو أنني فقط شعرت بيد تمسح علي رأسي برفق في هذه اللحظة.

***************

ندوب الماضي الجزء الثانيWaar verhalen tot leven komen. Ontdek het nu