١٣ | طرد.

1.2K 154 49
                                    

الفصل الثالث عشر

***

النباتات البحرية؟ أوه يا إلهي هذا مقزز.

علاقتي مع البحر ليست الأفضل و ذلك لأنني لا أعرف السباحة، و لكن الآن بعد الإطلاع على هذه المادة؟ أعتقد أنني في كل المرات التي سأحضر فيها هذه المحاضرة سآخذ إحتياطاتي للتقيؤ.

سماع تفاصيل الطحالب التي تنمو في المستنقعات كان مقرفاً، أما رؤية صورتهم في الكتاب جعلتني أشعر بالمرض، لا أريد حتى تذكُر تلك التفاصيل و الصور.

كنتُ ممتنة أنني لستُ الوحيدة التي تشعر بالقرف من الأمر، الجميع كان كذلك أيضاً، هذا جعلني أشعر بالإنتماء للمرة الأولى.

حسناً، الجميع عدى شخصين، فلور و الأستاذة كاليسنو.

المحاضرة مازالتْ مستمرة، و أنا أكاد أفقد عقلي من الذي أراهُ، أجلس بين لوكاس و ميلو و أحترق ببطئ بينما أرى تبادل الورقة بينهما، يكتب ميلو شئ في الورقة ثم يطويها و يُمرِرها نحو لوكاس الذي يلتقطها بلهفة، ثم يرد عليه بشئ مكتوب و يأخذها الآخر بسرعة.

و أنا في المنتصف، أحترق، و الفضول ينهشني.

هما يتحدثان عبر الورقة و هذا واضح؛ لأن الصف هادئ و من طريقة السيدة كاليسنو تبدو صارمة ولن تمانع طردهما حتى لو كانا من العائلة الملكية، لذا لا أظن أنهما يمتلكان الجرأة للكلام بصوتٍ عالٍ.

و لكنني أريد معرفة ما يقولانهُ عبر الورقة.

كنتُ أُراقب ميلو الذي يكتب بسرعة دون توقف، و بهدوء وضع قلمهُ يخطف نظرة نحو الأستاذة كاليسنو يتأكد أنها غير منتبه لهُ، رأيتهُ يطوي الورقة و يُمرِرها إلى لوكاس أمامي على الصف و يلتقطها الأخير.

رأيتهُ يفتحها جزئياً و يحرص على أن يكون الوحيد الذي يقرأ المكتوب، يتصرف و كأنهُ يعرف أنني أكاد أقتل أي أحد لمعرفة ما يحدث، ثم باشر في كتابة الرد بإنهماك و إندماج.

حتى رأيتهُ يخطف النظر نحوي أثناء الكتابة، و رأيتهُ يرفع ذراعهُ الذي بجانبي و يحيط الورقة أثناء الكتابة و كأنني أغِش منهُ إجابات إمتحان، هنا ضاق ذرعي.

لا أُحِب هذه التصرفات الصبيانية.

لكزتُ ذراعهُ ليناظرني بأعيُن ضيقة، أشرتُ بعيناي نحو الورقة فيما معناهُ أن يُريني ما يقولانهُ، و هو بكل بساطة عاد للكتابة يتجاهلني و كأنني لم أطلب منهُ.

ضغطتُ شفتاي و أنا أنتظرهُ لينتهي، رأيتهُ يطوي الورقة، و ما إن قدمها إلى ميلو الذي كاد أن يأخذها إنقضضتُ أنا أحاول أخذ الورقة من يدهُ.

إستدرك لوكاس ما كنتُ أنوي فعلهُ و كاد يسحب يدهُ و لكنني كنتُ أتشبث بها، نتشاجر بهدوء كي لا تلحظنا الأستاذة كاليسنو، و هو قوي كاللعنة!

Colin Academy | أكاديمية كولين Where stories live. Discover now