خاص || مخمور بالحب

Start from the beginning
                                    

"كم تبلغُ من العمر سيد جونغ ان" نغمة صوتها بلغتني حين حاولت فتح حوار معي تبدّد عنا هذا الصمت، وَخشيتُ أن يضطرب خلدي أكثر من هذا إذا ما حطّ نظري عليها لذا تجنبتُ ذلكَ أقتضبُ في الإجابة أخفي عنها إختلال مشاعري "بلغتُ الثامن وَالعشرين"

"أنتَ تكبرني بسنة إذا" همهمتُ لِتسأل مجدّدا تفتحُ قائمة الطلب وَإسترقتُ النظر لها بينما تركز على ما فيها بملامح هادئة "إنها مرتي الأولى في هذا المطعم، أتقترحُ شيئا معينا؟"

"لا أعلم" أصابعي طرقت على المنضدة تصنعُ صوتا ما، وعادت هي تلتزم الصمت، على الأرجح أن إجاباتي المقتضبة دفعتها لذلك لكن الأمر ليس بيدي، لم أقصد أن أبدوَ بهذه الصورة لكن من العسير عليّ تجاهل إختلال فؤادي والتصرّف بإعتيادية

من المفروض أنني زبون دائم هنا لكن عقليّ فارغٌ، لا أذكرُ شيئا عن قائمة الطعام، أو عن نفسي، لا أذكرُ شيئا غير صدى إسمها المتعلّق بكلّ ما هو دافء كَتلكَ الذكرايات

"تشوي إيرينا" صوتُ المُحَاضِر نادى وَلمحتها ترفعُ يدها لِتسجيل حضورها

تشوي إيرينا، هذا إسمها إذا، هذا إسمُ الفتاةِ الجالسة في الخلف تحيكُ شيئا ما، إسمها ليس كوريا بالرغم من أن اسم عائلتها كذلك، أتراها نصف أجنبيّة؟

"انظر امامك جونغ ان، رقبتك سَتلتوي على هذا الحال" نبرة جونميون، أحد رفاقي في الجامعة، دفعتني للإلتفاتِ أمامي حين أدركتُ أنني أطلتُ التحديقَ بها وَواصل هو بِتهكّم "منذُ دخلنا وَأنتَ تراقبُ تلكَ الفتاة بالخلفِ، على الأقلّ حاول إخفاء ذلكَ"

"غيرُ صحيح، أنا لا أراقبها" كذبتُ ليقهقه بسخرية، أكنتُ واضحا لهذا الحدّ؟

لستُ أدري مالّذي جذبني نحوها بهكذا طريقة، أكانت حركة يديها الغير مألوفة؟ ملامحها الهادئة؟ إبتسامتها حين ألقت التحيّة على أحد رفاقها؟ أم ربما عينيها الّتي حطّت عليَّ في لحظة غفلة مما دفعني لأن أشيح ببصري بسرعة؟

لا أعلم، لا أفهم شيئا غير أن تيار فؤادي كان يقودني لها، وَكنتُ أضعف من أن أسبح عكسه لذا أرخيتُ جسدي مستسلما لتلكَ الرغبة المبهمة في مراقبتها

وَلأوّل مرّة أكون شاكرا لجونميون الّذي إقترح علينا إختيار التصميم كَمحاضرة إختيارية في سنتنا الأخيرة لتجربة شيء مختلفٍ عن بقيّة المواد الّتي ندرسها نحنُ طلاب إدارة الأعمال

وَتلكَ السنة جربتُ شيئا جديدا بالفعل، جربتُ شعورا لم أظن يوما أنني قادر على الإحساس به أنا الٱخر، جربتُ معنى الضياعِ في نظراتِ إحداهن، أن يختلَ توازنُ نبضي، وَيصيرَ جحدُ بصري عسيرا كما كتمان إبتسامتي الصغيرة، جربتُ معنى الوقوعِ في الحب...

وَبطريقة ما، صار يوم الإثنين، يوم محاضرتنا المشتركة، اليوم الّذي أتوقُ إليه، وَفي حين كرهه الجميع، أحببتُ كيف أبتدئه بها وَتمنيتُ لو أبتدئُ كل أيامي بها

أبلق: الهلاك في عينيهWhere stories live. Discover now