10 | سر ألمانيا ...

496 23 7
                                    

خرج من عيادته الخاصة في حوالي الساعة السابعة مساءً متجها نحو سيارته كي يذهب للمنزل..
هنا كل يوم يجتمع بمرضاه ..
بعضهم يعاني الإكتئاب ، أو الإنفصام ...وربما حتى عقد نفسية ومشاكل في الحديث والنطق ..
كل ما قد يخطر ببالك من الأمراض والعلل الداخلية التي نشعر بها ولا يراها أحد ..
تلك التي حتى عندما تريد الحديث عنها لا تعرف كيف !

هو يعالجها يوميا ... ويكون سعيدا في نهاية النهار عندما يرى جهده يثمر في وجوه مرضاه ..
عندما يأتونه بإبتسامة السعادة !

تنهد بتعب ثم نظر للغيوم التي تجتمع في السماء تزيد الأمر عليه ...
ضحك بخفة لا شيء يستحق ففي النهاية الحياة لا يمكن أن تكون دوما في صفنا !!

وبمجرد أن وضع يده على مقبض باب السيارة حتى سمع صوتا أنثويا مرتجفا يناديه ...

" عمي أحمد .."

إلتفت نصف إلتفاتة ليرى التي تناديه
ليجدها يسرى صديقة نيران ..
بوجه شاحب ودموع غزيرة على خدها !
عقد حاجبيه بصدمة ألم تقل نيران أنها أخذتها معها ؟ ...لما هي هنا الآن ؟وما حالتها تلك؟
هل يعقل أنه حدث شيء لإبنته !؟

عند هذه النقطة توقف عقله عن العمل وإستدار كليا وإقترب منها وقال بقلق واضح

" يسري مالكي ؟؟...واش صرا !"

نظرت له بعينين مرتجفة وقالت بحزن

" لازم نهدرو في موضوع مهم بزاف "

هز رأسه محاولا مجارتها في الكلام كي لا يزيد من حالتها سوءا ثم قال وهو يشير للمقهى المقابل لعيادته

" إرواحي نريحو لداخل ونهدرو "

هزت رأسها ومشت أمامه وهي تمسح دموعها بقسوة من على خديها ..

عدل ربطة عنقه ثم لحقها بتوجس من هيئتها وحديثها ذاك الذي زرع فيه القلق...
لا يريد أن يسمح لنفسه بزيادة التوتر أضعافا لها وله !..
لذا عليه التحكم في الوضع !

دخلا إلى المقهى وجلسا في طاولة منزوية قليلا عن بقية الطاولات كي يتسنى لهما الحديث بهدوء ...

سحب كرسيه وجلس ثم قال

" واش تشربي ؟"

بلعت ريقها وقالت

" الماء برك "

هز رأسه ثم لوح للنادل وطلب منه كأس ماء وقهوة سوداء مُرة كأيامه !

شبك أصابع يديه فوق الطاولة وهو يراقب ملامحها في محاولة لقراءة لغة جسدها وفهم حالتها ..

لم تكن صدفة! ( قيد الكتابة )Where stories live. Discover now