Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.
"ترّس ترّس علشان الناس ديل م يخشو جوا الأحياء"
كان الظلام يعم علينا من كل النواحي فقد قُطع التيار الكهربائي وأيضاً قُطّعت حقوقنا!
أنا وصديقي ومجموعة من الشباب في هذه الليلة نغلق الشوارع لمحاولة منع العساكر من الدخول للأحياء وإلقاء الغاز المسيل للدموع وهذا صديقي الذي يتحدث بين الأقواس
"الناس جو اعملوا إحتياط ما عايزين ننقص نفر"
أتوا إلينا ليلقوا علينا الغاز المسيل للدموع، هل هو غاز مسيل للدموع أم أنه آخذٌ للأنفاس؟
وفجأة خرجت رصاصة لتعلن عن إستقرارها في قلبي قبل قلب صديقي، لقد عمّ فوق الظلام ظلام!
"أبقى عشرة على البلد وقول لي أمي ما تبكي ولدك مات وهو بدافع عن وطنو"
"شهدائنا ما ماتو عايشين مع الثوار المات ضمير خاين حالفين نجيب التار"
اليوم بالتحديد وبعد شهر أقف على نفس ذلك الطريق، نفس الظلام وحتى التوقيت، أربط علمي المسطر بأربعة ألوان ولكن الفرق أنني أقف دون صديقي لكنني أراه من بعيد يلوح لي أيعقل أنه قد عاد!
رفعتُ قدماي محاولاً الوصول إليه ولكنه يبتعد في كل خطوة، خلفي أصوات الهتافات تعلو شيئاً فشيئاً إلى أن إحتضنتني رصاصة وهي تقول:
أيها الثائر العظيم أنا أتحدث الآن وكُلي حياء، تعلمُ أنني مجبرة على قتلك ولكنك لست ميت طالما قُتلت هنا، فهذا المكان للشجعان فقط ووجودك هنا دليلٌ على انك أكبر شجاع أراه ف تاريخ اليوم، أُكرر أسفي مجدداً المجد والخلود لك سأبلغ أمك السلام.
بعدها علمتُ أن صديقي أتى ليأخذني معه والآن أنا وهو ممسكين أيدينا وننظر إلى تلك المعركة التي ستنتهي يوماً ما بالحرية والسلام والعدالة.
