الفصل الثاني

111K 6.1K 2K
                                    

الصورة لـ جوشوا سانييتي

----------------------------------------------

#سامنثا:

في اليوم التالي استيقظتُ على صوت ضوضاء قادمة من المطبخ، في بادئ الأمر ظننت أنها عمتي لكن تلك الفكرة ذهبت مع مهب الريح حين وجدتُ رسالة نصية منها تقول فيها أنها ستتأخر قليلا.

في تلك اللحظة انتفضتُ من سريري وحملتُ مضرب البيسبول الخاص بأبي من خزانتي.

نزلت الدرج بحذر كالنينجا، ولم أُصدر أي صوت. تسللتُ إلى المطبخ بهدوء ورفعتُ المضرب عاليا. رأيتُ شخصا أمام الثلاجة فهلعت ولوحتُ بالمضرب حتى ضربته على رأسه.

صدر منه أنين ألم بدا مألوفا لي.

"ماركوس!"
استدار إليّ وهو يُدلّك رأسه.

"هذا ما أناله لتحضير الفطور لك؟"
لاحظتُ أخيرا الفطائر المحلاة والخبز المحمص على الطاولة مع العصير.

"ظننتُ أنك غادرت البارحة يا أحمق"
أخرجتُ كيس فاصوليا مجمدة ووضعته على مكان الضربة.

" أردت أن أعتذر لك عن البارحة فنمت على الأريكة ثم استيقظت باكرا لإعداد الفطور "
ارتسمت على وجهه تعابير الندم و الأسف، فلم أستطع مقاومة مداعبة خديه.

" جرو أحمق ظريف "
حضنته و قبلت اعتذاره.

" كم مرة عليّ أن أعيد، أنا لست جروا "
تجهم وجهه وظهرت عليه تعابير الغضب.

" ستبقى جروا في نظري، حتى عندما تصبح والدا سأوصي أبناءك أن ينادوك بالجرو"
أخذت مقعدي وبدأت أتناول الطعام بشراهة.

"مزعجة "
تمتم وجلس بجانبي متجهما.

"إذا، ماذا سنفعل اليوم؟ "
سألته بعد أن أنهينا وجبتنا وبدأنا نغسل الأطباق.

"ستقابلين العائلة التي ستعملين لديها وأنا لدي بعض المهام لأنجزها مع والدي"
وضع المزيد من الطعام من فمه حتى لا يجيب سؤالي القادم لا محالة.

"الآن يتذكر أن لديه ابن؟ ماسر اهتمامه المفاجئ بك بعد عيد ميلادك السادس عشر ؟"
يكاد الفضول أن يقتلني. طوال حياته، لم يتدخل والد ماركوس أبدا، كنت بدأت أظن أنه ميّت فلا أحد يراه، يبقى دائما في منزله القريب من الغابة في عزلة، لكن بعد أن بلغ ماركوس السادسة عشر قبل سنتين، بدأ ينظم نشاطات الوالد والابن. الأمر مريب للغاية.

"أنا ابنه يا بلهاء "
ضحك ضحكة مزيفة ثم ضربني برفق على رأسي.

"كيف حال رأسك يا أحمق؟ "
قفزت من مكاني وجلست على الطاولة لأتمكن من معاينته أفضل، لأنه كان أطول مني. بحثت عن كدمة أو حتى احمرار لكن لا شيء، رغم أنني ضربته بكل قوتي.

جوشوا | JOSHUAحيث تعيش القصص. اكتشف الآن