الخامس عشر

32 0 0
                                    


.

.

خرجت الينورا خلفه وهي تمشي بخطوات ثقيلة،
و عينيها تغشيان، حتى صارت تسمع نبضات قلبها المتسارعة أدركتها خيفة مما يحدث و تقدمت لتمسك يده بينما استدار هو لينظر لها بأستفهام
لم تكن بقوة تكفيها للحديث و شرح ما يحصل معها، فقد ظنت انها إحدى الحالات التي تفقد فيها السيطرة، بعد خروجها من مملكتها صارت تلك الحالة امر يحدث كثيراً..

اقترب ليسندها بيديه

" هل انتِ بخير؟"

سأل وهو يضرب بخفة على خديها عندما لم يرا استجابة حملها.

كانت ممدة على الفراش وهو ينظر لها بتفحص عاقد حاجبيه بأستفهام

"لا أعتقد ان عطشها و جوعها الشديد سبب اغمائها"

" في طريقنا نحو البوابة الخلفية سقطت في رمال اثليس و قد التصقت بقدمها إحدى تلك الديدان"

قال الفتى بتوتر من وضع الينورا، و عندما سمعه ادريان تقدم تقدم نحو قدمها ليرفع ثيابها و يرى جرح سطحي قد شق جلدها، أسرع نحو الماء ليغسل الجرح وهو ينظر له بريبة بينما صرخ بغضب في وجه الفتى

" وهل تذكرت هذا الآن لما لم تقل من قبل؟ "

" لم يكن امامي وقت سيد ادريان خصوصا بعدما استدعيتنا إلى تلك الحملة المفاجأة بعد وصولنا"

ضل يتفحص قدمها و الجرح المحيط بها

" هل رأيت اي علامة على جسدها يا إدوارد ؟ "

سأل ادريان بقلق

" لا"

" ما هي احتمالية موتها "

اردف الشاب بخيبة

"ان لم تكن لديها قوة اثليس فقد تموت حتى المساء"

اردف ادريان ببرود قبل ان يخرج من تلك الغرفة

" كايا لتبقي هنا و اخبريني اذا حدث شيء اما انت فاتبعني إلى القاعة "

كان يجلس على كرسي وهو يترأس طاولة المكتب بينما يتحدث إلى الأشخاص الواقفين أمامه

" ستذهب فرقة منكم للتحري و معرفة احوال الحدود و احوال المملكة "

"كيف سنعبر الجدار؟ كما تعلم يا سيدي ان قوانا لا تستطيع اجتيازه "

اردف ادوارد وهو واقف بين مجموعة صغيرة و كان يقف بجانبه شابان آخرين
تحدث ادريان وهو يأشر على الخارطة الموضوعة امامه
"سوف تتسلقون الجدار في الظلام كما أن سايمون سيشتتهم بعيدا بالنار "

قال مشير كلامه إلى المدعو سايمون الذي كان يرتدي القميص بشكل فضفاضي و جسده قد بان لضخامته و قوته وهذا ما انعكس على ملامحه الحادة

" اما انتم ستذهبون إلى الجهة الأخرى، والتر أنت ستكون في المقدمة، في البداية ستكون وحدك حتى تأمن المكان ليتبعك إدوارد و كايا"

اومأ الأخير ليأمرهم بالانصراف، خرجوا كلهم لكن والتر كان واقف هناك بهدوء ، اخذ ينظر له ادريان بتعب
"قل ما عندك"

"ان كنت لا تمانع سؤالي.. فقد رأيت فتاة غريبة تدخل القصر مع كايا فهل لي بمعرفة من تكون؟"

عقد ادريان حاجبيه عندما استذكر الينورا ووضعها المتأزم، ليرد بحزم

" لست متأكد من هويتها "
اردف والتر بقلق

" قد بان عليها تعب شديد فكما تعلم سيدي إني هنا طبيب القصر ولم استطع منع نفسي من السؤال عن حالها "

" قد تكفل إدوارد بوضعها "

اختصر ادريان ليجيب والتر بعدم اقتناع

" تعلم ان قواي بأستطاعتها ان تشفي الجروح حتى جروح الديدان المميته"

اردف ادريان بحزم
" اريد التأكد من امر مهم لذلك لم استدعيك لعلاجها والتر"

" اذا انت تخاطر بحياتها لمعرفة حقيقتها، ادريان هذا غير مقبول "

" هذه الحرب اكبر من حياة فرد واحد لذلك لن اسمح لعاطفتك تجاه حياة شخص ان تخسرنا كل شيء "

صاح ادريان بغضب و هو يقف امام والتر ليردف الاخير بثبات

" انت تريد الإنتقام من ذلك الساحر لا تريد كسب حرب و كل هذه الارواح تموت عبثا "

سكت ادريان بينما كان ينظر إلى والتر بغضب ليخرج الأخير و قد بانت على ملامحه الحدة و الانفعال.
كان لون شعره بني و عينين زرقاوين،و شكله يوحي إلى القوة و الدهاء كما انه يكون اكبرهم سن و كان مقرب من ادريان و صديقه حيث ان ادريان يستشيره في الخطط و حملات الهجوم التي يخرج بها.

بعد قضاء طيلة ذالك اليوم في مكتبه و هو منشغل في الكثير من الاعمال التي تخص هجومهم القريب، وصل نهاية اليوم و كان الليل قد اسدل ستاره و الشمس غابت و هذا قد بان من الباب المفتوح في اخر الغرفة، حيث كانت شرفة الغرفة تطل على المدينة من فوق و كان المساء يحتضن زوايا المدينة بلون القمر الهادئ.
ارخى جسده و اسند ضهره على الكرسي، اغلق عينيه و اتت نسمات باردة تنبأ عن الشتاء قريب، اخذ نفس عمیق بينما تخللت ذكرياته تلك الفتاة، جحظ عينيه بخوف ليستقيم وهو يتوجه إلى مصدر قلقه بخطوات سريعة، و ملامح الحدة و القلق بانت عليه.
دخل الغرفة ليرى إدوارد وهو يقف امام الفراش حيث كان يعكر عليه الرؤية.
اقترب ببطئ بينما كانت الأفكار السوداوية تأكل عقله، حين رآها وهي مستيقظة اطمئن شيء في نفسه.
اقترب اكثر ليرفع الغطاء عنها و يظهر قدمها حيث رأى رمز مرسوم بعناية وكأنه قد رسم بيد رسام موهوب
ظهرت ابتسامته بينما ادار وجهه نحوها، لم تستطع الينورا تفسير ملامحه و لأنها كانت قد رأته لأول مرة بدون ذلك اللثام اخذت تتأمل وجهه غافلة عن وضعها 
كان وجهه الحاد قد رسم بكل دقة و كأنه مصمم لتلك العينين الحادتين و ثيابه الرسمية أضفت عليه ملامح السيادة و الوقار.

جفلت عندما  رفع الغطاء عن ساقها و زاد توترها تلك الابتسامة التي لم تطمئن لها
نهضت بجزئها العلوي لترى قدمها، زادت قلق و خوف بعدما رأت ذلك الرمز الذي رسم على قدمها بلون الأسود.

.
.
.
.
.

..
.
.

shadow of the desert |	| ظل الصحراء 		Where stories live. Discover now