الرابع عشر

29 0 0
                                    

الينورا:
امشي في الصحراء خلف أولئك الملثمين، لم أهتم إلى كوني اسيرة عندهم الآن فبعد كل شيء صرتُ لا أبالي بما يحدث فقد انهالت عليّ تلك الحقائق التي كنت اغفل عنها ، شعرت و كأن حياتي اصبحت حطام يتساقط فوق رأسي..
منذ خروجي من المملكة و انا لم أكن على طبيعتي، الهواء تغير و رئتي صارت لا تألفه...
في آخر لقاء لي مع جوزيف قال ان والدي وضع سحر احاط بالمملكة كي يخمد قواي لذلك كنت جاهلة عن حقيقتي..
طالما اعتبرت نفسي شيء صغير في هذا العالم و الآن يعلقون آمالهم بي و لا أعلم مالذي يفترض فعله بهذه الحرب فلست انا المنقذ هنا، انا حتى لا أعلم ما الذي يوجد داخلي،
و ما طبيعة تلك القوى التي يتحدثون عنها.

كانت الينورا منغمسة في تفكيرها، عندما توقفوا عند بحيرة صغيرة قربهم ليتجرد الشخصين من لثامهم حيث كانت فتاة بشعر اسود فاحم و بشرة سمراء بينما كان الآخر فتى طويل ونحيل بانت فيه بعض العضلات من أسفل الثياب يبدو عليه في مقتبل العمر، وجه ابيض شاحب بعينين عسليتين و شعر اسود.
اقتربت تلك الفتاة من الينورا لتحرر يديها من تلك القيود، حينها كان الحبل قد طبع أثر على يديها لتبتسم الفتاة بسخرية و تأمرها

"اغتسلي بسرعة"

راحت الينورا تقترب من البحيرة وهي ترتوي و تغتسل و قطرات الماء انسابت نحو عنقها بينما اغمضت عينيها وهي تتنفس بتعب .

" كم تبقى حتى نصل"

سألت الفتاة وهي تنظر إلى الشاب الذي كان يحدق نحو الصحراء معطي ضهره لها

" سنكون هناك بحلول الظلام، لكني اخشى تلك الديدان عند اقترابنا من حدود اثليس"

" هل تظن ان علينا ان نبقى هنا حتى صباح الغد؟"
استدار لينظر اليها بينما يتحدثون

"يجب ان نصل في الموعد المحدد لا يمكننا ان نتأخر "

هزت رأسها بفهم لتلتفت و هي تتقدم نحو الينورا ، اخذت يداها و بدأت بتقييدها.
سارو ذلك النهار كله حتى بلغ اول الليل لتظهر بلدة كبيرة من بعيد، ضلت الينورا تتفحصها و ملامح الاعجاب بانت عليها و كلما اقتربوا بانت البلدة على الرغم من سواد الليل إلا ان تلك المباني العالية كانت محط تأمل لفتاة كانت تعيش في قصر عادي يعتلي قريتها الصغيرة فلم ترا سوى الجبال الشاهقة اما تلك المباني أمامها كانت لتوازي جبال الشمال بعلوها...

"سوف اذهب انا أولا"

قال الفتى ليتقدم ببطئ بعدما توقفو عند مكان معين وهو ممسك سيفه
تقدم بضع خطوات ليقف هناك انحنى قليلا ليقفز فوق بعض الأحجار الموضوع بين الرمال و بأتجاهات مختلفة و كأنه كان يتفادى شيء ما، و هذا ما زاد اعجاب الينورا بخفته و حركاته المتناسقة و كأنه اعتاد تلك الحركات ليقفز بكل اريحية، حين وصل إلى بعد معين توقف ليرفع يده و يشير إلى الفتاة ان تأتي
مسكت يدا الينورا المقيدتين بينما همست لها

shadow of the desert |	| ظل الصحراء 		Where stories live. Discover now