تهب الرياح في هذا المدى غير المتناهي من أرض قاحلة بلا صوت للحياة، أو هكذا يخيل إليك حتى ترى ما وراء الشمس الحارقة.
من يطأ هذه الأرض سوف يسير فيها بلا انتهاء،
ستغدر بك النجوم و خريطة السماء مهما تعاقبت الليالي
حتى تلجأ إلى الظل ليرشدك خارج اسوار هذه...
¡Ay! Esta imagen no sigue nuestras pautas de contenido. Para continuar la publicación, intente quitarla o subir otra.
تستند اعمدة القلعة بعلوها الشاهق على ارضية من الحجر و يزينها الشجر المتسلق ليضفي روحٌ لهذا الحجر، إلا أن الروح تمل و تهاجر، تنزف و تموت . فها هو آخر صوت للخريف، اخر يوم يحتفل به الشماليون مودعين الحرارة و البهجة و نور الشمس ليشهروا سيوف الضوء في وجه الشتاء مستعدين للظلام الذي سيخيم عليهم.
رائحة الشراب المخمر و الطعام الشهي تملئ أرجاء القصر الملكي، فقد اقام ملك الشمال حفل دعى فيه كافة القادة و العوائل النبيلة، تم تجهيز القصر بأحترافية تامة فقد تم تزيين اسقف الممرات بالورود و الاغصان الخضرة لتتدلى و تعطي رائحة طيبة، اما صالة القصر التي امتلئت بالنبلاء من كل جوانب المملكة فزينت بأنواع الورد والياسمين، لطالما اشتهر الشماليون بحبهم للطبيعة و الفن و الموسيقى فما يكادوا يودعوا الخريف إلا وهم يجمعون اصناف الورود ويزينو بها بيوتهم و قصورهم وبعضهم يصنع منها تاج و قلائد.
يجلس الملك ألكسندر في قاعة الاجتماع مع قادته بعيداً عن ضجة الحفل الذي يحفى به النبلاء، كما ان أحد حصن مملكته قد سقط ناهيك عن أنهم لا يملكون اي معلومات عن عدوهم سوى القوة الجبارة التي اجتاح بها نصف أراضيه
"لن اطلب العون من ملك مغرور يرى نفسه في ارضي ملكاً"
قال ألكسندر بغضب وحدة وهو يرفض اللجوء إلى ملك الغرب روبرت لما في نفسه من طمع بأرضه و عينه على جبل الاحجار "افرادان"
قال احد القادة في محاولة لأقناع ملكه :
" يمكنك التفاوض معه في هذا الامر يا مولاي على أن يأخذ نصف الإنتاج الكلي للمملكة ، فلم نعد نملك القوة الكافية لإرسال فرق أخرى كما ان الخوف و التوتر قد طغى على جنودنا اللذين اذا ذهبوا في حملة فهم ذاهبون في خسارة حتمية مع عدو غريب، لأنه منذ ان سقطت سيلافيا و نحن نستنزف جنودنا في الشرق "
صمت دار بينهم و هم في حيرة من أمر المملكة التي لن تستطيع أن تقف كما كانت سابقاً فلم يعد امامهم غير اللجوء إلى مملكة الغرب.
في قاعة القصر تقف الينورا في صدارة الحفل في حين انشغال والدها بأجتماعة مع قادة المملكة، كانت ترتدي فستان ابيض ذو اكمام طويلة مع عقد يتكون من ستة احجار من الألماس الازرق و تاج ملكي. تنظر بصمت إلى الحفل الممل الذي وقع على عاتقها بسبب انشغال والدها، كانت تعلم ان والدها يحاول ابعادها عن هذه الحرب بشتى الطرق، حتى و ان كان بنفيها عن المملكة سرا لكنها بالتأكيد لن ترضخ لمشيئته.
