TWENTY ONE

1.9K 129 50
                                    

إيلينا:

أربعة أسابيع من لمساته الصغيرة .. يده الملفوفة حول عنقي حين يريد أن أركز عليه، مسحة من شعري عندما يمر بي في المطبخ ، و عصر خفيف من وركي عندما أقف بجانبه في محيط المطبخ أعد العشاء.

دون تفويت الليالي المتأخرة التي قضيناها نشاهدة الأفلام في غرفتي أو على الأريكة و أكتافنا مضغوطة معا.
أو حينما أغفوا ، ليحملني و يأخذني إلى غرفة نومي، أحيانا كنت أتظاهر بالنوم ، محرجة جدا بأن أفعل غير ذلك، خصوصا حين أكون متوسدة صدره و قريبة جداً من قلبه و دقاته التي تخترق جداره الصلب.
أربعة أسابيع من اللمسات الدافئة حتى تعافيت من عمليتي.
كان الموت يلتف حولي على هيئة ألف مداعبة ، ممزقة جدراني التي بنيتها لسنوات إلى شرائط.
كنت متوترة لكوني في نفس الغرفة مع دانتي ، يجذبني بعينيه الداكنة المتربصة عبر غرفة المعيشة.
كان على أن أذكر نفسي دائما بأنه كان مجرماً ، قاتلا ، بالأساس وحشا يرتدي بذلة بآلاف الدولارات ، و لم يكن ليخدع أحدا بمظهره الأخاذ على الأقل.. أنا.

كنت أعرف هذا جيدا ، لأن كل تجربة في حياتي علمتني أن أكون حذقة و غير متأثرة ، لكن هذا الخفقان.. الخفقان الذي يتملكني كلما وجد دانتي عذراً ليلمسني.

لم يكن الأمر متعلقا بي حتما ، لأني كنت أعلم أن دانتي تعامل مع الجميع باللمس، لقد قبل توري بكل حرية على خديه حين يرحب به أو يودعه ، ربت بيده على كتف جنوده ، تصافح ، وفرك كتفيه برجاله كنوع من الترابط.
كان حسيا بشكل لا يصدق، الأمر الذي صدمني بغرابة لرجل في هذا اليوم وهذا العصر، فقد إنتقل المجتمع إلى مستوى متطور أكثر ، ربما بسبب تدفق التكنولوجيا التي مكنتنا من التفاعل بأدنى جهد مادي للحصول على ما نرغب فيه.
ولكن يبدو أن دانتي فضل أن يبقى تقليديا، حتى أن كان لديه صبي صغير إسمه توني ، يسلمه ثلاث نسخ من الصحيفة كل صباح ... نيويورك تايمز، الغارديان، و كوريري ديال سيرا.
كان يعقد إجتماعات شخصية كلما تمكن من إدارتها حتى وهو تحت المراقبة الدائمة من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي.

فرغم وجود منصات إلكترونية لا تعد و لا تحصى، كان بوسعه أن يستخدمها لإدارة أعماله على شبكة الإنترنت ، والتي كانت بلت أدنى شك أقل حذرا و جهدا، إلا أنه فضل الطرق التقليدية.

لم يكن قربه الجسدي ما جعلني متوترة كإصطدام الأمواج بالصخور ، فبطبيعة الحال ، بإعتباري إمرأة مثقفة وقوية الإرادة، فقد شعرت بالضيق الشديد من رجل المافيا هذا على طريقة تعامله اللطيفة مع النساء ، على عكس ما أعرفه عن رجال المافيا و تعاملاتهم الوحشية مع جميع شرائح المجتمع بما في ذلك النساء.

فكيف يمكن لأي إمرأة أن ترسخ جذورها و مكانتها في نظام ينظر إلى الأسرة على أنها نظام إقطاعي يديره الرجال فقط، مع استخدام النساء كمنظفات ، وطباخات ومربيات أطفال، و ورقة مساومة للزواج؟

Anti HeroesWhere stories live. Discover now