ELEVEN

1.8K 105 9
                                    

دانتي:

الماضي..

لم يخيفني الموت  منذ وقت طويل.
لقد ترعرعت في قصر متلألىء في شمال إنجلترا حيث تم تطعيم الذهب واللؤلؤ في الأثاث وصولا إلى لعبتي الصغيرة المصنوعة من الفضة الصلبة.
القليل جداً من الناس كانوا سيشكون في أني سأعرف ظلا الألم والموت يوما ما ، و لكن قلة من الناس عرفوا أن والدي كان مجنونا.
كنت أشك بجنونه منذ سن مبكرة، حيث كنت أسمع دوما صوت أنين صادر من الطابق السفلي، و على عكس بعض روايات جين آير التي قرأتها عن الأشباح ، فهذه الأخيرة كانت كوابيس حقيقية حبيسة داخل جدران منزلنا.
أخي الأكبر ألكسندر.. الطفل الذهبي، لقد كان أعمى عن مخاطر نويل، وقسوة معاملته لوالدتنا والخدم، و أيضا الظهور الشاحب في بعض الأحيان لإمرأة ما تخرج من القبو عند الفجر مع كدمات على حلقها مثل الجواهر، لقد كان رجلا مجنونا ساديا مهووس بإلحاق الأذى بمن حوله، ليصل به الأمر بقتل والدتي.

كنا أنا و كيارا نزور صديق طفولتها توري أماديو سلفاتور في ڤيلته خارج نابولي عندما قررت أننا لن نعود إلى إنجلترا مجددا، كانت متعبة بطريقة غير معهودة ، و لو عاشت، كنت سأبذل مافي وسعي لتتعافى.
شعرها الأسود كان هشا ، يتساقط إلى خصلات غزيرة تحت يدي عندما عانقت جسدها الهزيل، كانت هناك علامات زرقاء داكنة تحت عينيها لم أستطع تذّكر متى إكتسبتها، لكن رغم ذلك كانت جميلة جدا.
لقد كانت تبتسم بسعادة في تلك الرحلة، كنت قد تخرجت للتو من كامبريدج بمرتبة الشرف، وكانت فخورة بي، تقريبا بشكل مثير للسخرية لأنها كانت تحاول دائما التعويض عن عدم تقدير نويل لي، فقد كنت البديل وليس الوريث، ومنذ ولادتي كنت أشبه أمي و شعبها الإيطالي.

لم أرد أن أنتمي إلى والدي بأي شكل من الأشكال ، و نويل عرف ذلك، لذا تظاهر بأنني غير موجود، و لكن إذا اعترضت طريقه، فسيسحقني كما يفعل مع البقية.
مازلت أتذكر في إحدى الليالي، بينما كنا نتناول العشاء بعد أيام قليلة من ابتدائها بوضع خطط للانتقال الدائم إلى إيطاليا ، حين رن هاتفها الخلوي، فعرفت على الفور أنه والدي، من الذعر الذي مر على وجهها كالكسوف.

"لا تجيبي. " قلت واقفاً من كرسيي على طاولة غرفة الطعام لأصل إلى الهاتف حتى أسحقه بالطريقة التي أردت بها أن أسحق قلب والدي بين يدي. "يمكنه أن يضاجع نفسه. "

"إدوارد. " قالت بقلق.

"دانتي. " شددت على الإسم بغضب ثم لانت ملامحي عندما رأيت الخوف في عينيها و وجهها الذي غادر منه الدم.

حدقت مجددا إلى الهاتف المستقر بيدها، ثم رفعت نظري إليها، كانت مثل جندي يشاهد قنبلة تستعد للإنفجار، و كان هناك تقريباً عزيمة رهيبة في وجهها لم الاحظها إلا في وقت لاحق.
"هناك بعض الشياطين التي لا يمكنك الهرب منها، و والدك واحد منهم "

Anti HeroesWhere stories live. Discover now