٠٣|مصدرٌ للمتاعب.

79 18 128
                                    

يومًا بعد يومًا نحنُ كبرنا، ازددنا طولًا و رُبما عقلًا.

نشأنا معًا في بيت أمي وفي بيت أمك،
نتبادل الأغراض و كل ما هو قابل للمشاركة.

ودعني أخبرك بسر أخفيته عن الجميع حتى اليوم، في بداية مُراهقتي تحديدًا في سن الخامسة عشر.

أنا كنت مهوسة حدّ السماء بارتداء قمصانكَ دون غسلها، لقد تعمدت دوما أخذ القميص الذي كنت ترتديه وغسله ثم ارتداءه منجديد لأن رائحتك لازالت عالقة به.

رائحتك الجميلة الفواحة كانت كل ما أهيم به في تلكَ الفترة، لم تكن تضع عطرًا وهذا ما جعلها أكثر عزازةً علي، رائحتك الحقيقية.

بعد عدّة أسابيع أنت استغربت للغاية من هذه العادة الغريبة التي أصبحت أمتلكها، لأنني آخذ قميصًا آخر كل ثلاثة أيام.

أمسكت بي بالجرم المشهود في غرفتك و أنا أسرق قميصًا جديد.

وكل ما فعلتَه كان الإمساك بذراعي وإجلاسي على السرير ثم الجلوس بقربي.

تحمحمت وسألتني بروية عن لماذًا أسرق ملابسك؟

وبالنسبة لفتاة في بداية مراهقتها، أنا فقط تصرفت بفظاظة وأخبرتك أنك بخيل وكيف تغضب لأن صديقتك أخذت قميصًا تافهًا؟

حاولت تمثيل الغضب لتفادي الإحراج لكن احزر ماذا؟

أنت تنهدت فقط ورميت جملة سريعة في وجهي ثم خرجت.

تلك الجملة كانت:

" يمكنكِ أخذ كل شي روزان حتى أنا، لكن أخبريني بذلك فقط. "

طوال سنين معرفتي بجونغكوك إن كان هناك شيء يكرهه في هذا العالم فهو بالتأكيد السرقة والكذب.

وأنا فعلت الإثنين معًا.

تداركتُ وضعي وهرعتُ إلى خارج الغرفة ولألحق بك وأصحح خطئي.

حين فتحت الباب لأخرج استضمت بشيء صلب.

كان صدر مين يونغي وهو يغلق الطريق مانعًا إياي من الخروج.

كلانا كنا نعلم أنكَ الأسوء حين تغضب.

تعابير يونغي كانت توحي بأنه سمع حوارنا، بالتحديد سمع ما قلته أنا فقط لأن صوتي كان عاليًا جدًا.

حاولتُ دفعه وابعاده عن طريقي لكنه هدأني فقط وهمس في أذني قائلًا؛

" لما لا تخبرينهُ بكل شيء وحسب؟ "

يونغي كان الوحيد الذي يعلم بمشاعري نحوك التي نمت في الطفولة كمشاعر امتنان وصداقة عزيزة.

ودون إرادة منّي هي كانت تتحول مع الوقت لتصبح مشاعر اعجاب وفي خضم تطورها أنا خائفة جدًا من أن تصبح حبّا لا يزحزحه شيء، خائفة كثيرًا.

تلكَ الليلة كانت طويلة جدًا بالنسبة لي،
لقد بكيت على صدر يونغي لساعات ونمت حزينة.

لكن الشيء الوحيد الذي كنت أعلمه هو أن ذلك الحزن لم يكن بسببك بل بسببي أنا، لقد كنت دومًا أغضبك وأوقعُك في المشاكل التي اقترفُها، كنت مصدرًا للمتاعب.

أنا آسفة جيون جونغكوك.

_

Life Goes OnDonde viven las historias. Descúbrelo ahora