العشرون الجزء الثاني

Start from the beginning
                                    

- دا موضوع طويل يا چوري يطول شرحه
غمغمت بها رؤى وهي تدخل لباب الغرفة تحمل بين صينية طعام على سطحها صحن يحتوي على الحساء الساخن تتصاعد منه الأبخرة ، اقتربت من ابنتها تضع يدها على جبينها لتهمس بارتياح :
- الحمد لله بقيتي أحسن ، دا أنتِ نشفتي دمنا كلنا ، اشربي يلا .. أنا هسيب طرب معاكِ وهروح أكلم جاسر اطمنه
وتركتها وخرجت من الغرفة لتجلس طرب مرتبكة تفرك يديها تشعر بالتوتر ، التفت ناحية چوري حين همست تعتذر منها:
- أنا آسفة لو كنت ضايقتك أنا بس استغربت ، أنا عارفة أن رعد ما يعرفش بنات خالص ، وإني الاقيه فجاءة متجوز دي مفاجأة بصراحة
أنا ورعد تؤام لو مش عارفة
ابتسمت طرب تردف سعيدة:
- لاء أنا عارفة هو حكالي عنك كتير أوي وقالي أنك قريبة منه جداا ، وأنه غالية عنده أوي
ابتست چوري تتفرس النظر إليها ، رعد أختار فتاة جميلة تبدو مشرقة ومرحة وودودة ولكنها لا تفهم متي وكيف تزوجها بتلك السرعة ، اجفلت كلتاهما على صوت غاضب يأتي من الأسفل لترتشع چوري خوفا حين أدركت أنه صوت والدها وظنت أنه علم بما حدث ؛ لتقبض على يد طرب تهمس تتوسلها خائفة :
- ما تسبينش بالله عليكِ ، ما تمشيش
نظرت طرب لها قلقة لتقترب منها سريعا جلست جوارها تحتضنها لتنفجر چوري في البكاء تهذي مذعورة :
- أنا ما كنش قصدي والله ، دا غصب عني
لم تفهم طرب بما تهذي ولكن خوفها الشديد يذكرها بنفسها فهي تعش ذلك الرعب ولكن داخلها ، الرعب من معرفة الحقيقة التي تحاول أن تتغاضى عنها وتمضي قدما
في الأسفل دخل جاسر يسحب يوسف من ذراعه يصيح فيه محتدا :
- على أوضتك ما تعتبش براها لحد الإمتحان ، الأكل هيجيلك أوضتك
تأفف يوسف محتدا ولم يرد فقط تحرك لأعلى مر في طريقه على غرفة مريم ورآها تقف خارجها لتشيح بوجهها بعيدا عنه ما أن رأته ليكمل طريقه إلى غرفته يصفع بابها بعنف ، صعد جاسر لأعلى حيث غرفة ابنته فتح الباب قلقا لتنتفض چوري من بين أحضان طرب تمسح دموعها تنظر لوالدها خائفة ، اقترب جاسر منها سريعا جلس أمامها يجذبها لأحضانه يمسح على رأسها بحنو يهمس مترفقا :
- اتخضيتي ولا ايه ، دت الحيوان يوسف عامل مشاكل ،اهدي يا حبيبتي ما تعيطيش ، اهدي عشان ما تتعبيش تاني دا أنا ما صدقت رؤى قالت بقيتي كويسة
وقفت طرب بعيدا تراقب تشعر بنغزة قوية تضرب قلبها وهي تنظر لجاسر وهو يحتضن ابنته يخبرها أنه هنا وأنها لا يجب أن تخف وأنها يجب أن تشعر بالأمان ، أدمعت عينيها تشعر بالحرمان لتلك المشاعر .. خرجت سريعا من الغرفة تغلق الباب خلفها بهدوء ، أبعد جاسر ابنته عن أحضانه قليلا يسألها قلقا :
- مالك يا حبيبتي وقعتي فجاءة ، وطالما تعبتي هناك ما اتصلتيش بيا ليه ، هو عند وخلاص يت چوري ، الحمد لله أن حسين كان معاكِ ، مالك يا چوري عينيكِ خايفة تبصلي ليه ..
ارتعبت تبلع لعابها مذعورة تشعر بقواها تتداعى لترتمي بين أحضانه تنفجر في البكاء تهمس من بين شهقاتها المتتابعة :
- أنا آسفة يا بابا ، آسفة إني ما سمعتش كلامك ، سامحني أرجوك أنا آسفة
ساور جاسر الشك ليمسك ذراعيها يبعدها عنه للخلف يحادثها ببعض الحدة :
- في اي يا چوري أنتِ مخبية ايه ، عياطك وخوفك وتعبك بيقول أنك مخبية كتير ، انطقي يا چوري في اي
ارتجفت حدقتيها ذعرا تنظر لأعين أبيها الحادة وقبل أن تنطق بحرف سمعت صوت والدتها تصرخ من أسفل مذعورة :
- جاسر الحقني يا جاسر ، رعد يا جاسر ، ابني ابني !!
___________
في أحد المجمعات التجارية الجديدة جلس جاسر أمام شقيقته ينظر إليها وهي تنظر لقائمة المشروبات منذ نصف ساعة تقريبا قبل أن تغلقها تهمس مرتبكة :
- أنا مش عاوزة حاجة ، أنت ليه مش بتختارلي زيك وخلاص
عقد جاسر ذراعيه أمام صدره يغمغم متضايقا :
- أنا بشرب قهوة سادة يا أريچ ،وبعدين ما تطلبي في أي
لتقول ما جعله مصدوما كليا :
- أنت أكيد عارف الأحسن ليا ، اطلبه زي ماما وخلاص يا جاسر
شعر بالغيظ الشديد بينما هو يصول ويجول يمارس هويته وعمله المفضل في حل عقد الناس ، كانت تنمو داخل جدران منزله عقدة لم يرها أو تغاضى عن رؤيتها لأنه لم يكن يفكر سوى في نفسه ،  نظر لشقيقته يفتح قائمة المشروبات يضعها أمامها يغمغم متضايقا :
- وأنتِ ما تختاريش لنفسك ليه ، ما تعرفيش بتحبي المانجا ولا الفراولة يا أريچ ، عايزة عصير ساقع ولا نسكافية سخن ، اختاري
مدت يدها سريعا تشير إلى أحد المشروبات لتجد أنها أشارت إلى فنجان قهوة قاتم دون سكر ، أشار جاسر للنادل يطلب قهوته والطلب التي وضعت يدها عليه ، لتضطرب حدقتيها تهمس مرتبكة :
- بس أنا ما بحبهاش يا جاسر
- يبقى ارفعي أيدك ونادي الويتر واختاري طلب تاني
نطق بها بهدوء تام يوجه حديثه للهاتف في يدن يراقب تخبطها خلسة ينتظرها أن ترفع يدها وتبدل الطلب ولكنها لم تفعل ، وجاء النادل ووضع الطلبات أمامهم اعتدل في جلسته يلتقط كوب القهوة يرتشف منه يغمغم مبتسما:
- ما تشربي قهوتك ، دي نوع ممتاز هي صحيح غامقة والغامقة بتبقى مرة زيادة بس دا اختيارك ولازم تتحملي نتيجته طالما ما كنش عندك الشجاعة أنك تغيريه
رفعت الكوب إلى فمها رشفة صغيرة جعلت جسدها يرتعش من مرارة ما تذوقت ، طعمه كان أسوء مما ظنت انها ستستطيع التحمل لتسمع جاسر يردف في تلك اللحظة:
- عارفة ليه الستات بتخاف من الطلاق يا أريچ عشان بتخاف تغير اختيارها الغلط ، وبتفتكر أنها تقدر تستحمل كوباية القهوة المرة مع أن أول بوء هي عرفت أنها مش هتقدر تكمل الفنجان ، بس مش هتغيره هتخاف و هتفضل تشرب غصب نفس الفنجان المر عشان ما رفعتش ايدها وغيرت الطلب لما ما عرفتش تشربه
نظرت أريچ له مرتبكة ليدق هاتف جاسر وضعه على أذنه لترى ابتسامة كبيرة تشق شفتيه :
- بجد بالسرعة دي اصطدته ، طب أنا جايلك حالا
نظر لها يشير لكوب القهوة يردف :
- كملي الفنجان عشان نمشي
حاولت أن تنثيه عما يقول ولكنه رفض وبشدة واضطرت أن تتحمل مرارة ذلك الكوب إلى أن أنهته لتراه يبتسم يغمغم سعيدا :
- شوفتي بقى لما عرفتي أن اختيارك غلط ، عمرك ما هتكرريه تاني إلا لو كنتِ عبيطة

ابتسمت مرتبكة تحركت جواره ،جلست في السيارة تلاعب قطتها الصغيرة إلى أن وصلوا لمكان مهجور يبدو مخيفا ، أخذ جاسر منها القطة يضعها في صندوقها على الأريكة الخلفية ، قبل أن يخرج من السيارة يفتح الباب المجاور لها يخرجها من السيارة لتقبض على ذراعه تهمس خائفة :
- جاسر إحنا رايحين فين أنا خايفة
ابتسم يربط على ذراعها برفق ، لتتحرك معه مرغمة إلى إحدى العمائر في الطابق الأرضي فتح الباب يُضئ الإنارة ليشير للملقى أمامهم أرضا يغمغم بابتسامة واسعة :
- ايه رأيك في المفاجأة دي
_______________
اتقي شر جاسر راضي لأنه مخيف أكتر من شر جاسر مهران
«اقتباس »
- بس إنت بتحبني أنت بتغير عليا من شهاب أنت نسيت
- بغير عليكِ ااه ، لاء بصي الحقيقة يعني أنا وشهاب كنا دفعة واحدة وأنا كنت ولازلت بكرهه جداا أنه كان متفوق أوي وعلى طول العين عليه ، وهو يا عيني شكله طب في حبك من أول يوم فقولت اغيظه واحرق دم روان هانم ، مش هي كانت عوزاكِ بردوا تبعدي اماندا عشان الطريق يفضالك ، قد ايه أنتِ غبية يا ليان »

أسيرة الشيطان الجزء الأول + الجزء الثاني+ الثالثWhere stories live. Discover now