« 16 : شـاطـئ الـذكـريـات »

210 64 9
                                    

.
°
.
°
.
°
.
°
.
°

< يوم 14 يناير 2023 م, الساعة: 09:00 AM >

« استيقظتُ، فوجدت نفسي نائما على فخذها، بينمـا هي مستندة على الصخر ونائمة فنهضت سريعا ابتعد عنها، ثم وقفت، كانت قد استيقظت للتو، ونظرت لـي بنعاس، ثم ابتسمت وقالت مغمضة عينيها: تعرف إني سهرت حتى شروق الشمس ؟ وكل هذا بسببك أنت.

تذكرت حينها ما حدث البارحـة، ولكنـي لـم أتذكـر مـا حدث بالتفصيل، كيف نمت؟ وكيف جئت هنا للكهف؟

نـظـرتُ لها بغرابة، انتظر تفسيرها، ولكنهـا قـد وقفـت أمامي وابتسمت، ثم اقتربت أكثر وقالت: اممم ماري، كان جميلا عندما نطقته، وتلك القبلة، أتحبني حقـا.

ابتسمتْ تلمس شفتي، وهي تنظر بعينيها الناعستيـن، ثم أغمضت عينيها وارتخى جسدها، فمسكتها بسرعة قبل أن تقع للخلـف، حاوطـت خصرها بيـدي اليسـرى، فوضعتْ رأسها على صـدري، قربتُ ذقنـي مـن رأسهـا، ومسست على شعرها المموج الناعم الذي ما زال رائعا وجميلا، ولكنه أصبح أطول قليلا؛ فقـد تخطـى كتفها.

حملتها ثم وضعتها على الأرض لتنام، واضح جدا إنها لم تستطع النوم، ولكن ماذا حدث البارحـة بالضبـط ؟

ذهبت للغابة أبحث عن طعـام جديـد، وبالفعل، عندمـا تعمقت داخل الغابة، وفي مكان لم أذهب له من قبـل، وجدت أرنبا يأكل ثمرة قد وقعت من الشجـرة، وقبـل أن يلاحظني أخرجت مخالبي ومسكته بسرعة لأقتله.

شعرت بالحزن قليلا عندما أصدر صوتا فهربت جميـع الأرانب، حسنا هذه هي الطريقة الوحيدة، لمَ لا نحزن عندما نأكل السمك ؟ ضحكت أفكـر، ولكنـي لـم أحـظ بعد بوجبة سمك، في كل مـرة يحـدث شيء يمنعنـي.

فـي البدايـة أغرقتنـي الأمواج، وثانـي مـرة اكتشفـت ماريانا حقيقتي، لا بأس، لا بـأس، اللحـم الأحمـر رائـع أيضا، اتجهت للشاطـئ، وبدأتُ بتقطيعه بمخالبي، ثـم نزلت الماء -بعدما رفعت بنطالي- وبدأت أغسل اللحم بالماء المالح، أعتقـد إنـي سأصبـح طباخـا ماهـرا فـي حالة عدم وجود مساعدات، ولكن أرجو أن يكون هذا الملح جيدا، ذهبت للغابة، وعندما وجـدت ورق شجـر كبير أخذته، ووضعت به اللحم، ثم اتجهت للكهف، لـم أجـد أي شـيء أطبـخ بـه اللحم، ولكنـي وجـدت نباتـا مثمرا أخرجت منه زيتـه الـذي أمـتلك رائحـة جميلـة.

وضعت اللحم داخل جوز الهند الفارغة وقلبته بالزيت ثم جمعت بعض الأغصـان، وحرقتها بنـاري؛ حتى يتم طهيه، ظللت أقلبه، وأنظر له، حتى استيقظت ماريانا، وجاءت، تنظر لي: ما الذي تفعله؟ جميل، أهذا لحم ؟

قالت بسعادة، ثم جلست بجانبي تقرب يدها من النار: كيف فعلت هذا ؟ إنها دافئة جدا وجميلة ... ما ما ؟

قالت بصدمة عندما رأتني أخرج نارا فضحكتُ أخفيها بسرعة، نظرتْ بدهشة وقالتْ: رائع، لمَ لم تفعلها قبـل هذا ؟ إن المكان بارد والجو ليس جميلا هذه الأيـام.

« أسطورة جورمونجاندر »حيث تعيش القصص. اكتشف الآن