سمعتُ خطواتها تقترب سريعًا فـمحوتَ تلك
الابتسامة واضعًا وجه اللامبالاة مرة أخرى.

لا تستعجبوا من صدمتها تلك،
هذه أول مرة أتحدث إليها اليوم.

غير تلك اللعنات التي وجَّهتها إليها.

«هل أنتَ حقيقي تتحدث معي؟!»
هي نبست بصدمة وهي تشير نحوي أولًا ثم نحو ذاتها.

كل شئ بها لطيف.

اكتفيتُ فقط بالنظر إليها نظرتي المعتادة،
فـ شعرت هي بأنني سأتراجع عن سؤالي.

«منزلي ليس بعيدٌ عن هنا.»
تحدثت سريعًا قبل أن أغير رأيي عن الحديث معها.

فكَّرتُ بأن أسألها لماذا تحاول اكتساب صداقتي،
ولكن سيكون أمرًا واضحًا بأنني أريد حدوث ذلك.

«لِما لا تتحدث كثيرًا؟
أنتَ دائمًا تجلس وحيدًا وليس لديك أصدقاء.»
سألتني وهي تسير جانبي باعتدال تلك المرة.

لم أكن أريد إجابتها،
ولكن نظراتها نحوي تجعل لساني مستسلمًا.

«كان لديّ أصدقاء.»
فقط اكتفيتُ بثلاث كلمات.

أظنها لن تكتفي بها.

«ماذا تعني بكلمة 'كان'؟
هل تركوكَ وحيدًا؟
أين ذهبوا؟»

يا إلهي!
أكره فضول البشر حقًا.

وثرثرتهم.

ربما أكره البشر ذاتهم.

«كان صديق واحد.
لقد مات منذ شهر.»

لم أرها تنصدم أو تزعُر!
هل كانت تعلم؟

أظن أن أصدقائها أخبروها.

«كنتِ تعلمين بالأساس، فـلِما سألتي؟»
أظن أن نبرتي كانت هجومية بعض الشئ،
ولكنني شعرتُ أنها تحاول معرفة التفاصيل مني.

«كنتُ أعلم أنك خسرتُ صديقك،
لكن لم أحب رؤيتك وأنت تستمر في إخفاء حزنك.
أنت بالنهاية بشر هوسوك، لا يمكنك تعذيب ذاتك.»

أوقفتني بتلك الكلمات.

واللعنة ماذا تعلم هي عن ماهية الشئ الذي خسرته!

لا أحد يعلم قدر خسارتي مثلي.

لا أحد يعلم كم بقيتَ في غرفتي ينهش بي الحزن.

لا أحد يعلم كم شعرتُ بالندم لعدم مساعدته.

لا أحد يعلم قدر المعاناة التي شعرتُ بها حينها والآن.

VAGUE ¦¦ مُـبْـهَـمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن