ينفر أنفَاسه الثقيلة الحَارة فوق جلد وجهي
فجعلني أشعر بقشعريرة مَصحوبة بالخوف حَتى أنني كنت أرمِي نهجاتي بصَوت مسموع مفزوع.

- أريدُ أن أعرِف!!.

بِصوت رجولي صَاخب النبرة صاح وَ بقوة
في وجهي الذي كان ملتصق بهِ، ليضيف في نفس
الثانية بنفس النبرة الهَالكة..

- أريد أن أعرف كُل شيء تخبئينه عني!!، أريد أن
أعرف ما الذي يَجعلك تتصرفين هذه التصرفات الغريبة التي تجعلني عَاجز عن الرد عليكِ!!؟.

وَجه ضربات مٌتتعدة للسيارة التي كَانت خلفي
أحسست وَ أنه سَيقوم بكسرها من شدة قُوة ضرباته

رَفعت يداي لا أراديًا أشد بهما رأسِي الذي أخفضته
إلى الأسفل شعرت بخَوف عظيم إستعمر روحي لأول مرة أشاهدُ جانبه الغَاضب وَ المفرط

لم أجد أي حرف أو حتَى كلمة لأرد بها عليه
وَ اكتفيت بالتَحديق به و أعيني يَملأها الماء المالح وترردات شِفاهي التي ترتجف وَ تعيا عَن الكلام.

إبتعد قليلاً عني ثُمَ عاد يقترب مني، إقترب أكثر
مني حتى لامست أرنبة أنفهِ خاصتي، و بِتُ أستنشق
في أنفاسه المُبعثرة الساخنة كما يفعل هُو

لينطق بحِدة جَعلت فك وجهه يبرز أكثر
نظراته إستصَوبت أعيني كالرَصاص

- أتعلمين أنه و لا حتّى والدتي تجرأت و قامت بِصفعي رغم أنها تملك كُل الحَق!!، لم يَتجرأ أحد قبلك و أن يوجه صفعة حاَرة لوجهي وَ يصدمني بِها مثلما فعلت.

تَحدثت بنَفسٍ متقطع أحاول جمعه و إلتقاطه
بصُعوبة وَ بنبرة باكية يملأها الجَزع لأرد عليه.

- أنا لم أقصد أن افعل هذا أقسم لكَ لم أعرف
كيف كُنت سأبعدكَ عني و أنت تحاولي تقبيلي  بغير إرادتي رَفعت يدي دون إدراكٍ لنفسي.. أنا حقًا أسفة!!.

بصعوبة استطعت جَمع هذه الكلمات المبعثرة في
جُملة واحدة و أبرر لهُ ما أجرمت بحقه، هُو كان يرغمني على شيء ليس بإرادتِي وَ صفعي له كان فقط لأبعدَه عني و ليس لإذائه أو حتى خّتش رُجولته

كَلماتي لم تساعد في هدوئه بل و أظّنها زادت من لهيبه أكثر فأكثر، مُدركة أنه عصبي لَكنه يَجب عليه أن يتفهم موقفي مثلما أعطي مُبررات دائمةَ لما يفعله معِي.

رِفع من دقني الذي كان يَهتز و دَناه من وجهه، دُموع
عيناي كانت تهطل و تَلامس أطراف يدِه حتى بَللتها

بِهزيز ذُو نخوة ألقى كلماتً دافئة يتخللها
بعض الحزن فوق فُؤادي

- انقض حبكِ على عروقي و أفرغني من نفسي
فأنا الآن ممتلئٌ بإسمك بتفاصيلك و كل ما يخصك.

NAVILY - 313Where stories live. Discover now