حدقت في توري ، لكن وجهه كان قناعاً قاتما، كان يعرف أنه من الأفضل أن لا يجادل كيارا لأنه عرف أنه لا يستطيع التأثير عليها عندما تتخذ قرارها...و لقد حصلت على عنادي منها أيضاً.
حدقنا كلانا في وجهها بصمت وهي تنهض من الكرسي وتمسك بالهاتف، متجاهلة المكالمة رغم أن الهاتف بدأ يرن من جديد بعد ثوان.

"أعتقد أنني سوف أخلد الى النوم الآن. " قالت متذمرة بتلك اللهجة المختلطة بالبريطانية و الإيطالية التي أخذتها منها، ثم إقتربت مني و
قبلتني على خدي بهدوء قائلة "ليلة سعيدة يا بني. "

أغمضت عيني فيما جذبتها بعناية إلى جسدي، كانت هزيلة جداً مقارنة بي، و شعرت أنني قد أكسر أضلعها بالخطأ إن لم أكن لطيفاً معها، إبتعدت لتقبل توري على خده ثم صعدت ببطء الدرج الخلفي لغرفتها.

لقد غبت لأربع سنوات في الجامعة، ألقيت نفسي في دراستي للعقل البشري لأتحرر من تحكم نويل، وفي تلك الفترة بدأت ميولي الإجرامية بالظهور، كنت قد بدأت بحلبة قمار رياضية مع بعض الطلاب الأثرياء الذين حصدوا لي على أكثر من مليون جنيه بحلول
الوقت الذي تخرجت فيه بشهادة الماجستير، وكنت أتطلع قدما إلى الانتقال إلى روما لأحظى ببعض المتعة مع الفتيات اللاتينيات.

و لم أدرك حتى هذه الرحلة أنه في غيابي، نويل كان يضرب كيارا أكثر مما كان عليه عندما كنت طفلا صغيرا.
كان يجب أن أعرف، لكنني كنت غبياً، أنانياً، فتى في العشرين من العمر متبجح و عديم الإحساس.
كلما تحدثت معها على الهاتف أو زرتها في نهاية الأسابيع ، كانت دائما تبتسم بروح إيجابية ، و تقول دائما بأن كل شيء في البيت على ما يرام.
لكنها فعلت ذلك فقط من أجلنا ، من أجلي أنا و ألكسندر ، حتى نتمكن من التحرر من هذا القفص اللؤلؤي ونتحرر من نويل بدون أي إلتزام تجاه سحبنا للمنزل قسرا.

"لم أكن أعرف بأنه مازال يضربها. " إعترف توري في تلك الليلة وبدا أكبر سنا من أي وقت مضى، جبهته المنحدرة العريضة التي تجعدت مثل المنديل المستخدم "لقد خذلتكم أنتم الإثنين. "

"لا " هتفت بسرعة، لقد أحببته بشراسة في تلك اللحظة لأنه كان ذلك النوع من الرجال الذي يهتم بصديقة طفولته وبعائلتها إلى الحد الذي يجعله يجازف بغضب نويل"كان يجب أن أراقبها عن كثب. "

تنهد وأخذ كأسه من النبيذ الأحمر قائلا : "إنها بأمان هنا، لن ندعها تعود إلى إنجلترا. "

"لا، سأنتقل معها إنها تحتاج.. لا أعرف الحب و الإهتمام بعد العيش مع ذلك الوحش لفترة طويلة. " تمتمت بهدوء.

وافق توري على مضض، و أمضينا الساعة التالية نشرب النبيذ ونناقش ما قد أفعله في إيطاليا، و إن كنت مهتماً بالعمل مع توري وطاقمه، لم أكن أفكر بالأمر بجدية كنت رجلا بقلب جامح غير قابل للعبث لكني لم أحب فكرة أن أصبح مجرما مثل والدي. و بعد مدة من الحديث سمعنا ذلك.. الصراخ.

Anti HeroesWhere stories live. Discover now