1

1.5K 56 11
                                    

"مازلت أبحث عن شئ حين ضاع .....ضيعني"

محمود درويش

**********

وكأنها أسيرة إحدى  تلك الكوابيس المرعبة،حيث لا يسعها سوى الركض بكل ما أوتيت من قوة ...حتى تكاد رئتيها تنفجران من زخم الهواء...

وتشعر مع ذلك بأنها عاجزة عن دفع جسمها للتحرك بالسرعة الكافية....
بدا الأمر وكأنها تجر رجليها بتثاقل وهي تمر عبر جذوع الأشجار.......

لم يكن حلما ولا كانت أحداثه تشبه الكابوس بل كان واقعا وكانت تركض فيه للحفاظ على ما تبقى ....

كانت هناك في الواقع تسابق الزمن لإنقاذ ما هو أثمن وأغلى....

لم يكن حياتها بالتأكيد...

في الحقيقة لم تكن حياتها لتعني لها الكثير .. خصوصاً اليوم بالذات

كانت تلهث بتعب صدرها يؤلمها من شدة الركض ورجليها تتعثران أكثر وأكثر مع كل خطوة جديدة ..

أغصان الأشجار المتمردة مزقت ذراعيها وبات الدم يقطر منهما مبللا قماش فستانها

كان الأدرنالين في جسدها مرتفع مما وقاها الشعور بالألم حاليا ودفعها لضخ المزيد من الأمل للهروب من الذئاب الضارية ....

ومع تضائل سماعها لعويلهم إنتشر الأمل في صدرها
وتشبثت بفكرة وجود فرصة سانحة تقيها شر الموت معا
هي ومملكتها....

لعل آمالها كانت ستتحقق لولا أنها لم تتعثر وتسقط ...

جُرِحَت ركبتيها ونزف جانب رأسها بعد أن إصطدم بحجر

لم تتمكن من النهوض بقيت بمكانها تلهث وتحاول إلتقاط أنفاسها

سار العرق على جبينها وإختلط بدماء جرحها النازف

_ أرجوك لا أريد الموت ...ليس بعد

آنت بألم تحاول رفع جسدها المدمي ولكن بدون جدوى 

إستمعت لأصوات العويل التي بدأت بالإقتراب من مكانها

حتما جذبتهم رائحة الدماء

لا ليس لم يحن الوقت بعد ...ليس الآن عليها أن تنقذ شعبها أولا

دفعت جسدها الممزق لتنهض ...كل عضلة في جسدها كانت تصرخ من الألم

إستمرت جراحها في النزيف وإستمر قلبها في الخفقان بسرعة

كانت السماء مضلمتا اليوم بدون نجوم... يتوسطها القمر وبدا مكتملا الليلة

The Lycan Mate || رفيقة الايكانWo Geschichten leben. Entdecke jetzt