「CH. 22」

459 56 215
                                    

• ☣ •

يَحدث للإنسَان أن يَغرَقّ فِي مشَاعِرٍ عَمِيقَةٍ دوَنّ أن يُخَطِطّ لهَا، أو يَعلَمّ فحوَاهَا، أو حتَى مُسمَاهَا

جهلاً بِحَقِيقَتِهَا كَانت العوَاطِف التِي تُختزَل فِي أحيَانٍ كَثِيرَةٍ غَيرّ قَابِلَةٍ للتسمِيَةِ، وَ كَأنهَا طِفلٌ لِقِيطٌ خرَجّ إلى الحيَاةِ مِن زَفِير علاقَةٍ غَيرِ شَرعِيَةّ، فَأصبَحّ مُحرمَاً رَبطهُ بِالأسمَاءِ السَائِدَةّ

وَ مع ذَلِكّ، لم تَكُن المشَاعِرّ التِي تَفِيضّ مِن خَافِق لوينا أو يوسانغ قَابِلَةً للتَسمِيَةِ بِأيّ لفظٍ دَارِج، لَيسّ بِسبَبِ وَضعِهمَا الغَيرِ عَادِيٍ فَحسب، بَل لِأنّ الجهَل كَانّ يَلفهُمَا ... كَانَا يَعلمَان أنهُمَا مُستَعِدَان للتَضحِيَةِ بِكُل مَا هوّ عقلانِيٌ لِأجلّ الطرَفِ الآخر، وَ مَع ذَلِكّ، لم يَكُن أحدَهُمَا يَعلَمُ لِمَاذَا!

"مَاذَا يُمكِن أن يُطلَقّ عَلى ذَلِكّ؟"
تسَائَلت لوينا فِي داخِلهَا بِشروَدّ ... حب؟، هَل يُمكِن للحبُ أن يُمَثِلّ العلاقَةّ المُلتَوِيَةّ التِي تَجمَعهمَا؟

كَانت قَدّ إستيقظَتّ بعَدّ أن ذهَبّ يوسانغ بِسَاعَاتٍ طَوِيلَةّ، وَ مَع ذَلِكّ كَانت الشَمسُ لا تزَال تُرسِل خيوَطّ أشِعَتِهَا الذَهبِيَةِ إلى الأرضِ بِنشَاط

وَ عَبرّ ستَائِر الغُرفَةِ كَانّ الضَوء ّ الحَيّ يَدخَلّ إلى المكَان مُنِيرَاً إيَاهُ وَ كَأنَهُ بِلورَةٌ عَتِيقَةّ

شعَرت بِالضيقَةِ إذ كَانت مَرتهَا الأولى التِي تبقَى فِيهَا فِي مكَانٍ مُغلَقٍ لِمُدةٍ طَوِيلَةّ ... رغمّ أن النَافِذَةّ لم تَكُن مُوصدَةّ

زَارتهَا كلارا قَبلّ سَاعَةٍ مضَت ثُمّ غَادرَت مِمَا أعطَاهَا إحسَاسَاً وَ كَأنهَا سَجِينَةّ، وَ تنفَست بِعمقٍ مُحَاوِلَةً إيجَادّ شَيءٍ تقوَمّ بِه ريثمَا تَنقَضِي سَاعَاتّ النهَار

كَانت قَدّ ذَاكرَت الدروَسّ التِي أعطَاهَا لهَا يوسانغ بِالأمَس، وَ لم يتبقَى سِوَى تَرتِيب كومَةِ الأكيَاسِ التِي أحضرهَا معَه

كَانتّ الأكيَاسُ تَحوِي مَجموعَةً كَبِيرَةً مِنّ الملابِسِ لهَا، وَ ملابِسٌ لَهُ هوّ، وَ بَعض المُقتنيَاتِ الشَخصِيَةّ

رتبَتهَا بُتَلكُئٍ كمَا أخَذَتّ وَقتهَا فِي ذَلِكّ، لم تَكُن تُرِيد أن تَنتَهِي بُسرعَةٍ لتقَعّ فِي حِيرَةٍ مِمَا يَجِبُ عَليهَا فِعلَهُ فِي هذَا الفرَاغ ...

وَ هكذَا إستمَرت عَليهَا الأيَامُ التَالِيَةُ بِروتِينِيَةٍ بَحتَةّ، تَزورهَا كلارا صبَاحَاً لِمُدَةِ سَاعَةّ، وَ يَأتيهَا يوسانغ ليلاً وَ يَجلِس معهَا إلى مَا قَبلّ شروقّ الشَمسِ بِقَلِيل

مينوس: نهج الرذائلWhere stories live. Discover now