「CH.3」

734 67 79
                                    

• ☣ •

هَذِهِ الليلة، لِسبَبٍ مَا، كَانت السمَاءِ حَزِينَةً جِدَاً، وَ مَا أنكفّت تبكِي دموعَاً نقِيَةً بعثّت حَيَاةً لِكَائِنَات الأرض النَائِمَة

كَانت عَينيهِ تُراقِبّ القطراتِ وَاحِدَةً وَاحِدَة وَ بدَا شعرهُ الدَاكِن وَ بَشرتَهُ الصافية بَارِدين إلى مَالانِهَايَةٍ تحتّ ضَوءِ القمر

داعَبّ الهوَاءّ البَارِدّ وَجهَهُ مُسَبِبَاً تطَاير خَصلاتِه المُدلهِمّة، لكِنّ جَسدَهُ كَانت ثابِتَاً وَ هوَ مُستنِدٌَ إلى الجِدَار وَ شفتيه تنفِثان دخَان السِيجَارَةِ السَابِعَة بَينمَا كَان عَقلَهُ شَارِدَاً بِالتفكِير فِي مَا حَدثّ دون أن يَستطِيعّ إستِيعَابَهُ بَعد

رَفعّ يَدَهُ إلى وَجنتِهِ، لقد صفعّته!

بَعِيدَاً عَن حَقِيقَةٍ أنّ أحدَاً لم يتجَرأ عَلى ذلِك مِن قبل، هَل كَان سَبَبُ فِعلِهَا هوَ لِأنَهُ أرَادّ ليلةً معهَا؟، أم لِأنَهُ وَصفهَا بِالعَاهِرَة؟ ... ألم تكن عَاهِرَة؟، هَل إنزعجّت لِأنَهُ سردّ عَلى مَسامِعِهَا الحَقِيقة؟ ... هَل كَان يَجِب عَليهِ تركُهَا تُفلِت بِذلِك؟

تنهَدّ وَ الدخّان يَخرِجّ مِن ثغرِه، وَ شعَرّ بِالغضَبِ مِنهَا، وَ مِن نَفسِهِ لِأنّ دواخِلَهُ كَانت لا تزال تشتعِل رغبَةً بِهَا، وَ فكّر بِجنونِه الذِي لا زَال مُستمِرَاً ... لو أنهَا طلبّت ملايين لا تُحصَى لأعطَاهَا

" يوسَانغ "

نِدَاءٌ بِإسمِهِ مِن شَخصٍ يَعرِفّ صوتَهُ إنتشلَهُ مِن غياهِب أفكَارِه المُحَرِضّة، وَ أدرا جسَدهُ ليرى سَان يَدخَلّ عَبرّ البَاب وَ هوَ يَجرّ شخصَاً مَا بِرفقةِ آخرٍ لم يرَهُ مِن قبل

كَان خَطٌ مشوَهٌ مِن الدِمَاءِ القرمزِيَةِ يَرتسِمّ خَلف خطى الثلاثة وَ هَبّ مُسرِعَاً بإتِجَهِهم وَ هوَ يَرفعّ أكمَام قمِيصِهِ بِطرِيقةٍ مِهَنِيَةٍ إعتادهَا مَنذّ وَقتٍ طَوِيل

كَان وَضعّ الجَرحّ سَيئَاً جِدَاً إذ بَدى أنّ الرَصَاصَةّ قد أُطلِقّت عَليهِ مِن مَسَافةٍ قَرِيبَة وَ أمسَكّ بِالمِقصِ بَينمَا كان صَوتّ أنفاسَ سَان المُرهِقةّ أثَرّ جَرِ الفتى -مِن مَسَافةٍ بَعِيدَةٍ عَلى مَا يبدو- يتسلل إلى مَسامِعِه

مَا كَان السؤَال حَولّ مَا حَدثّ سَيُفِيد فِي شيء، إضَافَةً بِالطَبع إلى كَونِهِ قلِيل الحَدِيثِ بِشَكلٍ عَام، وَ هَذا مَا مَيزَهُ بَين الآخرين، إذ كَان تقدِيرٌ مَملؤٌ بِالإحتِرام لِمَا يَفعَلهُ وَ خَوفٌ مِن إغضابِه لِهَالتِه البَارِدّة أو الحَاجَةِ إليه فِي المُستقبَل نتِيجَةً للأعمال الخَطِيرَةِ التِي يَقومون بِهَا يَمنعهُمّ مِن التعَرضّ له

مينوس: نهج الرذائلWhere stories live. Discover now