• ☣ •
إنّ القَلبّ إذَا مَالّ نَابِضَاً يُبقِي العَقَلّ غَافِلاً عَن سوَءِ صنعَاه ... إذّ أنّ الإثنَان وَ إن تشَاركَا جسَدّ إمرِءٍ وَاحِد كَالليَل وَ النّهَارِ يبقَى صِرَاعهُمَا
لِذَا لم تَكُن لوينا مُدرِكَةً للأمرِ بَعدّ، رغمّ أنَهُ يُلَخِص لهَا جوَابَاً عَلى حَدِيثهَا السَابِق مَع كلارا ... وَ يُفَسِر لهَا عدَمّ مُمانعَتِهَا المُطلقَةّ لِمَا كَانّ يَحدثُ بينهَا وَ بَينّ يوسانغ
فِي تِلكّ اللحظَةِ مِن سكوَن الليَل، كَانّ رَجُلّ العِصَابَةّ يَحتَوِي رَاقِصَةّ التعَرِي فِي أحضَانِهِ وَ الصَمت بَينهُمَا لا يزالُ قَائِمَاً بعَدّ لحظَةِ إثَارَةٍ عشَاهَا ... وَ لم يَكُن صَمتَاً مُزعِجَاً إطلاقَاً إذ كَانت سعَادَةٌ هَادِئَةٌ تُخَالِطه
رفعَت لوينا رَأسهَا عَن صَدرِ يوسانغ حِينّ تحرَكّ قَلِيلاً لِأوَل مرَةٍ مِنذّ دقَائِق مَع أنّ حركتَهُ كَانت سَلِسَةً تمَامَاً، وَ رَاقبَتهُ يُدخِلّ يدَهُ فِي جَيبِ بِنطَالِهِ لِيَنتَشِلّ مِنهُ علبَةّ سجَائِر
"أنتّ مُدمِنٌ حقَاً، أتُدرِكُ ذَلِك؟"
نبسَت بِصَوتٍ مَبحوحٍ وَ هِي تُعِيدّ رَأسهَا إلى أحضَانِهِ مُجدَدَاً فظهَرّ شبَح إبتِسَامَةٍ عَلى وَجهِه وَ رَاحّ يُدَخِنُ بِصَمت"لدَيّ مُفَاجَأةٌ لَكِ غدَاً صبَاحَاً"
قَالّ بِهدوَءٍ دوَنّ أن يَنظَرّ لهَا
فقطبَتّ حَاجِبيهَا ثُمّ إبتسَمتّ
"مُفَاجَأةٌ لِي أنَا؟ ... مَا هِي؟""إنهَا سِر، لِذَلِكّ تِدعَى مِفَاجَأةّ، أليَسّ كذَلِكّ؟"
قَالّ بَاسِمَاً وَ هوَ يَلتَفِتّ لهَا فَأبعدَتّ بصرهَا عَنهُ سَرِيعَاً، مِفسِحَةً لَهُ المجَالّ كَيّ يتَأمَلّ إحمِرَارّ وَجنتيهَا بِحرِيَةّ"مَا هذَا؟"
تسَائلتّ بَعدّ حِينٍ وَ قَدّ وقَعّ بصرهَا عَلى ورَقَةً مَطوِيَةً سقطَتّ مِن جَيبِهِ عِندمَا أخرَجّ علبَةّ السجَائِرنظَرّ يوسانغ إلى حَيثّ كَانت تَنظَر ثُمّ مَدّ يدَهُ وَ أخَذّ الورقَةّ مُعطِيَاً إيَاهَا لهَا
"خُذِي، إقرَئِيهَا بِنَفسِكِ"
تغيرّت ملامِحهَا فجَأةً فخبَى السروَرّ الذِي كَانّ يَلتَمع فِي عَينيهَا وَ سَكنّ جَسدهَا عَن الحركَةّ
"لوينا؟"
نَادَاهَا بِنبرَةٍ مُثِيرَةّ، وَ كَانتِ الفرَاشَاتُ لِتُرَفرِفّ فِي قَلبِهَا لولا وَضعٍ آخَر"أقرَئِيهَا، أنَا لا أمَانِع"
قَالّ وَ هوَ لا زَالّ يَمُدّ يدَهُ لهَا بِالورقَةّ، وَ ظَنّ أنهَا مُحرجَةٌ لِأنهَا سَألت
YOU ARE READING
مينوس: نهج الرذائل
Romance"لقد بَرِحتّ أرضّ الفضَائِل مُنذّ عَقدٍ خَلى، وَ فِي بَحرّ الخَطايَا غمَرتّ نفسِي، بَين الرذائِل طَمستّ مَآثِرِي، وَ مَعكِ ترديتّ فِي الهَوى." ◈ جَمِيع الحقوق تعود لِي كَكاتِبة أصلِية لِلرواية، لا أُبِيح السَرِقة أو الإقتِبَاس دون إذنِي! ◈ |مُكتمِلة...