ظلِّي(الهروب من أرض الجان)

سلام مؤقت

بعد معرفتي ب حمل أمي والمباركة لها خرجت لكي أقابل سارة ك العادة وعند خروجي من البيت إنتبهت لوجود قطة جميلة سوداء فوق جذع شجرة أمام منزلي وكانت نظراتها غريبة لكن لم أعر الأمر اهتماما مناظر ك هذه اعتدت عليها في حينا.

مضيت في طريقي إلي سارة وكنت أفكر في حلم البارحة والصوت وكل شيء حدث معي، كنت عاجزة عن تفسير ما يحدث معي ولا أقدر علي قولها لأحد أخاف أن ينعتونني بالجنون ، وصلت عند سارة وسلمت عليها ك العادة وأخبرتها عن حمل أمي ..
سارة:ماذا؟أمك حامل وأنتي في الخامسة والعشرين من عمرك كيف حدث هذا !!
بيان:بالله عليك يا سارة ألا تعرفين كيف يحدث هذا؟
وما المشكلة في أن يكون لدي أخ أو أخت جديدة رغم أني كبيرة!
سارة ب خجل: لا لم أقصد كيف يحدث ولكن أليس من الأفضل أن تخطط أمك لكي تزوجك علي أن تخطط للحصول علي أخ جديد لكم؟
بيان ب مزاح: كيف ؟ألستي من يقول لي زوجة أخي ؟كنت أنتظره لكي نتزوج والأن تقولين أن تخطط أمي لزواجي (قلتها وأنا أضع يدي علي جبهتي وصدري وأنا أمثل الصدمة)
بدأت سارة تضحك حتي أمسكت بطنها من شدة الضحك وقالت
سارة: لا ليس كذلك ولكن لتخطط لزواجك ب أخي
بيان:يا صديقتي مسألة الحمل أمر يخص أمي وأبي هم أدري بما يناسبهم نحن فقط يجب أن نبارك ونسعد لما يسعدهم.
سارة: أسفة بيان لقولي ذلك ولكن أنت تعرفين أني فقط لم أعتد أن أري هكذا،مبارك حمل السيدة ماما .
ضحكت وحضنتها،وبدأنا نتحدث عن الأغاني والمسلسلات ك عادتنا.
في المساء ..

عدت الي بيتنا ووجدت جدتي الغالية جالسة عند أمي
احتضنتها وتحدث معها كثيرا،اشتقت إليها واشتقت الي السكون في بيتها الذي لم أحظي به يوما هنا.
جدتي: مبارك يا صغيرتي لقد اشتقت اليك بيتي أمسى فارغ بدونكم
بيان: وأنا اشتقت إليك جدتي،لم أحس ب الراحة والسلام منذ تركت بيتك
جدتي ب استغراب :ماذا تقصدين بنيتي ماذا حدث معك؟
بيان: لا لاشيء فقط اشتقت لك
حضنتني جدتي وقضيت معها بقية تلك الأمسية حتي إقتربت الساعة من منتصف الليل،لم أريد إخبار جدتي بما يحدث معي لأني اعرف أنها سوف تبدأ ب لوم أبي علي شراء ذاك المنزل،أو ستلوم أمي بسبب رغبتها بالاستقرار بعد كل هذا العمر في بيت خاص،أو ربما تبدأ في تكرار قصة من قصص السحر والجن وتطلب مني مرافقتها لشيخ أو شي من هذا القبيل.
اتصل بي عمي وليد وطلب مني أن أقول لجدتي أن تخرج لكي يرجعها الي بيتهم،أصرت أمي وأبي علي أن تبيت في بيتنا ولكنها رفضت،جدتي حتي بعد وفاة جدي لا تقدر علي أن تنام في أي بيت غير بيتها .
خرجت مع جدتي لكي أوصلها لسيارة وإذ بها تلمح القطة علي الجذع.
جدتي: بسم الله ما هذا المخلوق هناك ؟
بيان: إهدئي حبيبتي إنها مجرد قطة
جدتي:قطة!إنظري الي عيونها وشكلها أظنها شيء أخر ربما جن
وبدأت تتلو بعض الأيات بصوت مرتفع،كنت خائفة أن توقظ الجيران من صوتها المرتفع حتي القطة المسكينة هربت من صوتها المرتفع...
جدتي:أرأيتي ماذا قلت لك إنها جن متجسد
لم أجادل جدتي لأنني لم أريد أن تبدأ في نقاش عقيم عن حقيقة الخوارق ك عادتها ،أوصلتها لعمي وليد وودعتهم.
وعند دخولي للبيت لاحظت أن القطة رجعت لموضعها الأول،خافت المسكينة من جدتي .
بدأت الأيام تصبح هادئة بعض الشيء،صحيح لازالت أسمع صوته في جانبي كل ليلة وهو يهمس ب اشياء غير مفهومة أو بعض الأيات القرأنية،ولكني إعتدت علي ذلك وأيضا اعتدت علي وجود تلك القطة أمام بيتنا كل يوم حتي أنني اصبحت أناديها ب اسم (حسن) إشارة لشكلها الجميل ولونها المميز.
مرت الأيام والأشهر بسلام حتي أنني بدأت أنسي الذي حصل لي وبدأت أتأقلم في حياتي الجديدة.
كنت قد ظننت أن كل شيء إنتهي والحياة اصبحت جيدة خصوصا بعد حصول أخي لؤي علي وظيفة أحلامه.
كنت سعيدة جدا ب ذلك رغم حزني علي أنه سوف ينتقل لمدينة أخري لأن مقر عمله يقع هناك لكن لابأس مدام سوف يكون سعيدا، وأمي وقتها كانت تقترب من الشهر التاسع لكي تنجب الفرد الجديد في أسرتنا.
إلي أن أتت تلك الليلة حيث عادت تلك الأحداث ولكن هذه المرة بطريقة سوف اضطر بسببها أن أبتعد ليس فقط عن أهلي بل حتي عن عالمي......
 

                            .4.