VI . ظَرف فِضي

129 14 35
                                    

تلقّى فريدريك سالفادُور بِطاقة رسمية قبل ساعتين من مأدبةِ عشاء منتصف الليل ، لَم يكن الظرف يحوي خطابا أو مُلاحَظة .. فقط بطاقة داكنة مطبوعة من الأمام بحبر فضّي شاحِب وعلى الظهر كتابة خطيّة بالحبر الأسوَد الذي لطّخ أطراف الظرف .

كانَ وجهه مُنتفِخ بسبب أعراض ظغط الدم كلما وصله شيء يتعلّق بآليس .. إيزابيل وقفت بجانبه تُحاول فكّ ربطة عنقه التي خنقته قبل حتى أن يُحاوِل التحدث ، وبذلته الرسمّية كانت تلتصِق بجلده المُتعَرِق بشدّة ، كما لو كان يُجاهِد لحظات موتَه .

بعد لحظات ساد سُكون طويل على المائِدة الممتدَة عبر كامِل الغُرفة الواسِعة ، وكالعادَة فقد وُضِعت الأطباق بطريقة مُذهِلة وشهية للغاية في قصر السالفادُور .. لحوم الضأن والأرانِب كانت الطبق الرئيسي كل ليلة ، رُفقَة أجنِحة الحمام المتبّلة مع صلصة البيض والزبادي والفلفل الحار مع تشكِيلة رائعة من الخُضروات الطازِجة .

قنّينة الشمبانيا وُضِعت في الوسَط وأُحِيطت بها الشُموع الحمراء بطريقة كلاسيكية ، كانت شيءاً مقدسا بالنسبة للعائِلة الملكية.

لم يفتَح فريدريك الظَرف بل كان متهجّما للغاية وهُو يُراقِب الكُرسي الفارِغ على مأدبة العشاء..كُرسي سالفادور ، إيزابيل بجانبه تُحاوِل تأهدئته لكنها تعلم أنه لن يهدئ إلا في حالة أُغمِي عليه .

بلل ريقه وفتح أكمام بذلته الرسمية قبل أن يرفَع نظراته الداكِنة نحو العائِلة وببطئ قال مُشيرا إلى الظرف بين يديه بعد أن فتحه

-" تمّت دعوتنا إلى إجتِماع تحديد مصير تلك المُجرِمة .. وطَبعا الموت سيكُون أفضَل حل لنتخلّص مِنها ومن نسلِها الملوث بعد أن لطّخت سمعتنا وضربت قوانين العائلة عرض الحائط . "

قوانِين العائِلة الملكِية كانت صارِمة للغاية ، البنات يُمنعن من الخُروج بعد سن الثامنة عشر والجد فريدريك لطالما جعلهم يكرّسون حياتهم في المعبَد حتىّ يتِم تزويجهم دون أي إعتِراض ، أحفادِه الرجال يُمنعون من ممراسة الرذيلة أو المُواعَدة حتى يتم تزويجهم أيضا ، كان يُريد أن يجعل نسل السالفادُور نقي للغاية .. لكن وبعد الكارِثة التي أوقعتها لهم آليس علِم أنها إبنة الشيطان وعليه التخلص منها .

حين دعاها أحد المرات إلى إجتماع عائِلي بشأن تحويل لقبها من آل كويروز إلى السالفادُور قبّلت رأسه كدلالة على الطاعة وهمست له بفحيح كالأفعى وهِي تلعقُ أنيابها الحادة بطرف أسنانِها

-" آسِفة يا جدّي لكنِي لن أكون عبدة لك كأحفادك "

-" أيتها اللعينة "

-" تلك اللعينة هِي حفيدتك "

كانَ من الواجِب أن يقطَع رأسها في تلك اللحظة لكنّه لم يفعَل أي شيء ، زادَت تروثها وشهرتها أكثر بأنها أكبر إمرأة ثرية في لندن وأجمل وجه إعلانِي لشركة تصامِيم بريطانيا .. تمّ تداول صورها على الصُحف الإنجليزية ولم يجرؤ أحد على قمع قوّتها آنذاك .

THE GIRL IN RED Where stories live. Discover now