7 | الليلة المرعبة

7.8K 391 191
                                    


- الشتاء بارد على من لا يملكون الذكريات الدافئة، لكنني أظنهُ أبرد على من يمتلكونها دون أصحابها.

..
..
..

..
..
..

كنت قد استيقظت منذ مدة قصيرة بسبب تلك الكوابيس المزعجة التي لم تفارقني طوال نومي..نظرت إلى الساعة الكبيرة المعلقة على الحائط ورأيت انها تسير إلى السادسة صباحاً...ثم عدت احدق مرة أخرى في سقف الغرفة واستمع إلى الاصوات الاتيه من معدتي التي تظهر مدى جوعي.....ازلت غطاء السرير ان جسدي الضئيل ثم نهضت من على السرير الكبير الذي كان يسع لخمسة اشخاص اخرين غيري..

ثم اتجهت نحو ذلك الباب الكبير الزُجاجي الذي يطل على شرفة جميلة وصغيرة...فتحت الباب واستقبلتني نسمات الهواء الباردة جداً..فنحن في فصل الشتاء الآن..اكثر فصل احبه...لأنه يُشعرني بشعور جيد ويذكرني بوالدتي
..حيث كنا في كل شتاء وفي كل ليلة نجلس أمام المدفئة وتبدأ امي تقص علي قصصاً جميلة وحكايات مختلفة...شعرت في القشعريرة التي اجتاحت جسدي بسبب ملابس النوم الخفيفة التي ارتديها والتي كانت تتكون من شورت يصل الى منتصف فخذاي باللون الأسود من الساتان وقميص من الساتان أيضا مشابه للشورت بأكمام طويلة...وكان اللون الأسود يعكس على بشرتي البيضاء يُظهر لونها اكثر ..

وصلت إلى نهاية الشرفة الصغيرة ومررت انظاري على تلك الحديقة الواسعة والكبيرة المليئة بالاشجار المحيطة والازهار الذي تحيط القصر من جميع الاتجاهات...ابتسمت برقة لذلك المنظر الجميل الذي يبدو كالمسلسلات...

اختفت ابتسامتي حين وقعت عيناي عبر جانب المسبح حيث كان يجلس التايغر هناك على اريكة كبيرة بيضاء وامامه رجلان احدهما يمسك اوراق والاخر يتحدث مع التايغر الذي يبدو وكأنه ينصت إليه عبر وضع اصابعه على فكه...

شردت قليلاً وانا انظر إليه والى طريقة جلوسه وتركيزه مع حديث الرجل الذي امامه...حتى رمشت مرتين عندما امسك الكوب الذي امامه والذي لا اعلم محتواه..أعتقد أنه قهوة..ماذا يكون في مثل هذا الصباح الباكر.. ثم نظر ناحيتي...اظن انه رأني احدق به !! كيف يمكنه أن يراني من هذا البعد؟هل هو حذر الى تلك الدرجة ليركز مع امرين معاً؟حديث الرجل ووقوفي على الشرفة محدقةً به؟

دخلت بسرعة وكأنه لم يحصل شيء ثم عدت الى الفراش احاول النوم مرة أخرى...لكنني فشلت في ذلك لانني سوف اموت من الجوع....

استسلمت للأمر الواقع ونهضت من السرير وسرت ناحية باب الغرفة لكي اخرج..امسكت مقبض الباب وفتحته بخفة..وكأنني اقوم بالسرقة..تسللت في الرواق ونزلت الدرج بخفة وبدأت ابحث عن المطبخ..لقد كان قصراً كبيراً جداً بثلاث طوابق وعدد كبير من الغرف..

Devil Tiger DesireWhere stories live. Discover now