6 | بحر الشيطان

8.5K 394 92
                                    

"‏صفق لمن علمك القسوة ثم إصفعه بقوة، ليعلم انك تعلمت."

..
..
..
..
..
..
..
..

..

..

..


..

صوت صراخها ما كان يُسمع في ذلك المكان الهادىء في تلك المنطقة المنعزلة...كان البرد قد اخترق عظامها رغم أن عرقها كان يتصبب الا انها كانت تشعر بالبرد...

توقفت عن الصراخ احل الصمت على المكان عندما توقف الرجل الذي امامها عن وضع تلك الشحنات الكهربائية على جسدها الضئيل...

رُطبت وجنتيها بعدما امطرت سحابتيها الزرقوتيين كالمحيط الهادىء...فلم يدم ذلك الصمت طويلاً حتى صُعقت مرة أخرى من قبل ذلك الرجل وصرخت بقوة حيث كانت تلك الشحنات تؤلمها من الداخل...شعرت بالارهاق وجسدها كالريشة حتى ان اعصابها تلفت..لا تستطيع حتى السير إذا تُركت لوحدها...احبالها الصوتية تلفت من كثرة الصراخ...فهي تصرخ منذ اكثر من نصف ساعة...

بعد دقائق قليلة من توقف الرجل عن بث تلك الشحنات الى جسدها سمعت صوته يقول :

"هذا يحصل لكِ لان والدكِ اعتقل الزعيم...ستتذوقين من ذات الكأس الذي تذوقه الزعيم..هل كان يعذبه هكذا؟؟"

بعدما أنهى جملته صعقها مرة أخرى فأغمضت عيناها بألم وزمت شفتيها الى داخلها لكي لا تصرخ...لكنها لم تصمد كثيراً حتى بدأت بالبكاء والصراخ ولكنها لم تطلب منهم الرحمة بتاتاً...بل كانت تحاول تحمل ما يحصل لها..بسبب والدها وعمله...هي لم يحصل معها مثل هذا الشيء أبداً..لكن وفحأة دون سابق انذار انقلبت حياتها رأساً على عقب في ليلة وضحاها...

دام بحث أليكسان لساعات عديدة..لكنه لم يستطيع إيجاد مكان واهيرا...لانه مكان في احدى الأحياء الفقيرة القديمة..لكنه لم يتوقع ذلك لأنه لم يعرف أين اختفت اساساً...لم يجد لها اثراً وكأن الارض شُقت إلى نصفين وابتلعت واهيرا واغلقت شقوقها...

زفر أليكسان بحنق...فأنتصب من مقعده ومسح على وجهه بكف يده...اضطربت مشاعره وافكاره...يحاول إيجاد شيء من تلك القوقعة المليئة بالغموض لكنه عاجز عن ايجاد شيء...عليه ان يجد من يجيبه على كل تلك الاسئلة التي تملء تلك القوقعة وهي واهيرا...

اغمض عيناه بغضب...فهو لم يشعر بمثل هذه الحيرة بتاتاً طوال حياته..عدم إيجاده إلى امور بسيطة كهذه  شيء غريب..فهو وجد الاصعب من ذلك..فعل هذا الشيء البسيط عجز عن ايجاده؟
إيجاد علاقة تلك الفتاة في والدته؟

زفر بحنق وشعر انه بحاجة لأخراج ذلك الغضب بأي شكلاً كان..فلم يكن امامه سوى احدى المرايا التي امامه...فلكمها بكل قوته حتى كُسرت وتناثر زجاجها في المكان ونزفت يده بشدة...تزامن الوقت مع دخول شيريل الى مكتبه وهي تركض...

Devil Tiger Desireحيث تعيش القصص. اكتشف الآن