الفصل السابع عشر الجزء الثاني

Start from the beginning
                                    

اومأ رعد ليتحرك جاسر للخارج يجذب الباب يغلقه عليهم ... اقترب رعد من طرب جلس على حافة فراشها لترتمي برأسها على صدره تتمتم بنبرة مرتعشة :
- رعد أنا سقعانة أوي ... احضني أرجوك
لف ذراعيه حولها سريعا يضمها إليه ، يشعر بحرارة تنبعث من جسدها ، رفع يده يتحسس جبينها لتتوسع حدقتيه يغمغم قلقا :
- جسمك نار يا طرب ، كان عنده حق الدكتور لما رفض يكتبلك على خروج ...
مد يده يضغط على الزر المجاور لفراشها يضمها لأحضانه يشعر بجسدها ينتفض ودموعها تنزل على صدره تتشبث به خائفة تهذي بفعل الحرارة :
- أنا خايفة يا ماما ... يا بابا تعالا خدني بقى ...
ابعدي عني أنا مش هشتغل رقاصة ... لا ملاك لاء ما تأذيش هعمل اللي أنت عايزه ... رعد أنا آسفة سامحني ما تاخدش ابني مني ... موتني أنا ، أنا ما اقدرش أموت واحد برئ مالوش ذنب ...
وبدأت تتألم وتصرخ وتنتفض بين أحضانه وهو يحاوطها بذراعيه يحاول أن يهدئها بلا فائدة
صراخها يزداد إلى أن أخيرا جاء الطبيب ومعه ممرضة ، طلبوا منه الخروج .. تحرك مجبرا لخارج الغرفة ينظر إليها من خلال زجاج غرفتها ، ذلك الطبيب يسرع بحقنها بشيء ما ، ولكنه لا يفهم لما تصرخ بتلك الطريقة ... شعر بيد توضع على كتفه نظر جواره سريعا ليجد والده يقف جواره يشد على كتفه برفق يواسيه :
- هتبقى كويسة ما تقلقش ، دا أثر السم جسمها بيخلص منه
عاد ينظر إليها ليجد جسدها قد سكن أخيرا ..
____________
في صباح اليوم التالي قرابة الثانية ظهرا خرج شريف من عمله توجه إلى منزله أولا ليبدل ثيابه لغاية في نفسه ... فتح باب المنزل بمفتاحه ليجد نور تجلس مع والدته في الصالة يشاهدان التلفاز ... القي التحية اقترب يرتمي على أقرب مقعد لهم يغمغم متعبا:
- هي ليان فين ؟
التفتت إيمان له تغمغم :
- في الشغل ، مش عاوز بردوا تقولي اتخانقت مع جواد ليه
رفع يديه يمسح وجهه براحتي يده يغمغم متعبا :
- قولتلك يا ماما كنا بنهزر ، و الموضع زاد شوية ، هو هزار الشباب كدة على فكرة .. حتى اسألي جواد ولا ايه يا نور
نظر إليها لتتوسع حدقتيها تشير لنفسها نظرت أرضا سريعا ترفض الإجابة لتردف إيمان :
- ما ترخمش على البنت ، طب جواد وبتهزروا ، ليان بقى الصبح لسه بجيبلها سيرتك ركبها 100 عفريت وأنا مش عايزة اتكلم معاه تاني دا أناني وما بيحبش غير نفسه وخدت بعضها ومشيت ، أنت زعلتها ولا إيه
ابتسم ساخرا يومأ برأسه هو الأناني هنا لأنه لا يريدها أن تسقط ضحية فخ ذلك المدنس جواد
قام من مكانه يغمغم ساخرا:
- ايوة أنا أناني جداا ، عن إذنك يا أمي أنا هروح اغير هدومي عندي مشوار مهم
وتوجه إلى غرفته بدل ثيابه الرسمية إلى أخرى ليأخذ سيارته ويتوجه إلى جامعة مرام ... بعد مدة ليست بقليلة وصل ... توجه إلى مقهى الجامعة حيث تقضي معظم وقتها هناك وبالفعل رآها هناك ، رفع يده ليجذب انتباهها يراقب رعد فعلها ، رأى كيف امتعضت قسمات وجهها للحظات قبل أن ترسم على شفتيها ابتسامة كبيرة ، توجهت إليه تغمغم سعيدة :
- شريف ايه المفاجأة الحلوة دي ، وحشتني
ابتسم لها يمسك بكف يدها يغمغم :
- تعالي عازمك على الغدا
ابتسمت سعيدة تلوح لأصدقائها وداعا ، فتح المقعد المجاور له لتشكره وتجلس ، توجه يجلس جوارها يدير محرك السيارة متوجها لمطعهم المعتاد ، في الطريق كل منهما كان شاردا مرام تود أن تخبره بأمر البرنامج ... فذلك الرجل من الاعداد أخبرها بالأمس أن لديها أسبوع فقط وسيبحثون عن غيرها لتكن ضيفة البرنامج فغيرها يوجد الكثيرون ، تحاول أن تجد طريقة لتقنع شريف بها وتتمنى أن يوافق ... وصلوا للمطعم نزلت من السيارة تمسك بكف يده يدخلان للمطعم ... إلى إحدى الطاولات ، جذب لها المقعد لتشكره بابتسامة لطيفة وتجلس ... جاء النادل وأخذ طلباتهم وغادر وجلست هي ترتب في عقلها ما يجب أن تقوله وقبل أن تردف بحرف سمعت صوت فتاة تصيح باسمها سعيدة ، نظرت جوارها لتجد مجموعة من الفتيات والشبان يقتربون صوبها ... اقتربت منها إحدى الفتيات تعانقها تغمغم سعيدة:
- أنتِ البلوجر مرام ، أنا بحبك أوي .. احنا كلنا بنحبك ... ممكن أتصور معاكِ
ابتسمت لها تومأ برأسها بالإيجاب وقفت جوار الفتاة تلو الأخرى يلتقطون الصور ، وشريف يجلس يشاهد دون أن يعترض أو يتدخل ... حتى رأى أحد الشبان يقترب منها فجاءة حد الالتصاق ليلتقط صورة معها وما زاده غضبا أن مرام لم تمانع بل ابتسمت ، هب واقفا يأخذ الهاتف من يد الفتاة قبل أن تلتقط الصورة ، اندفع صوب الشاب الواقف أمامه يقبض على تلابيب ثيابه يغمغم غاضبا:
- دي لو أختك مش هتلزق فيها كدة ، غور أنت وهو من هنا ... مش ناقصة هطل ، روحوا شوفلكوا حاجة مفيدة اعملوها بدل العته دا
جذب يد مرام يعيدها لمقعدها يعيد الهاتف للفتاة ليغادر الجمع سريعا ، أما مرام فنظرت إليه غاضبة كادت أن تصرخ فيه أنه يدمر حياتها المهنية ولكنها تذكرت أنها تسعى لموافقته للظهور معها في البرنامج ، مدت يدها تمسك بكف يده لينزع كف يده ينظر إليها غاضبا يهمس محتدا :
- أنتِ إزاي تسمحيله يلزق فيكِ كدة ولو أنا ما كنتوش موجود وبعدته كنتي هتسيبهم كلهم يلزقوا فيكِ
اخفضت رأسها لأسفل تفرك يديها تحاول أن تبدو نادمة لأقصى حد ممكن ، ادمعت عينيها تهمس :
- أنا آسفة يا شريف ما تزعلش مني ، أنا ما خدتش بالي أنا آسفة بجد
واغمضت عينيها تصطنع أنها على وشك البكاء ليزفر أنفاسه ، مد يده يربت على كف يدها برفق يغمغم :
- خلاص يا مرام اهدي ، والحمد لله أننا بعدنا عن القرف دا كله ... خلاص ما تعيطيش مش زعلان
رفعت وجهها إليه وابتسمت تمسح دموعها التي لم تزرفها من الأساس ، جاء النادل وبدأوا في الأكل ....ومرام تحاول إيجاد صيغة مناسبة لتخبره بما تريد ... وضعت الشوكة من يدها تغمغم متوترة :
- شريف أنا ممكن اتكلم معاك في موضوع مهم بس أرجوك ما تقفش من أول كلمتين
وضعت الشوكة من يده هو الآخر يوجه أنظاره إليها يردف مبتسما:
- أكيد قولي
أخذت نفسا عميقا قبل أن تزفره بعنف تغمغم متوترة :
- شريف أنت من ساعة ما قولتلي ابعدي عن حياة الانستا والسوشيال ميديا واقفلي الاميلات كلها أنا وافقت وما فتحتهمش تاني ، وقولت مش مهم اي حاجة في الدنيا غيرك ، بس امبارح كلمني فريق إعداد برنامج مشهور أوي يا شريف أنت أكيد عارفه وعايزني ضيفة فيه أنا وأنت قولت إيه ... أرجوك وافق أنا عملت اللي قولتلي عليه ، واوعدك آخر حاجة هتبقى البرنامج دا
ابتسم ظل مبتسما دون أن ينطق بحرف لفترة ليست بقليلة مما أثار قلقها ، كتف ذراعيه أمام صدره يغمغم ساخرا:
- غريبة أوي مع أن الراجل بتاع فريق إعداد البرنامج دا كلمني من أسبوعين وقالي أنك قولتيله أنك محتاجة فرصة عشان تقنعيني
شحب وجهها وتوسعت حدقتيها ذهولا شريف يعلم كان يعلم منذ البداية ولم يخبرها ، وانتظر إلى أن تفعل هي ، أرادت إن تقول شيئا ولكن الكلمات علقت داخل ثغرها
فلم تجد ما تقوله ... عاد شريف يمسك الشوكة نظر إليها قبل أن يكمل طعامه يغمغم مبتسما :
- هنتغاضى عن كل اللي حصل ، لأن أنا كدة كدة مش موافق ، أنا حياتي الشخصية مش مشاع للكل ودا حقي ... عايزة تطلعي اتفضلي لوحدك ، آه صحيح دا بتاع الإعداد قالك لازم أنتِ وخطيبك ، خلاص بقى يا مرام مالكيش نصيب
شعرت بالغضب الشديد من نبرته الباردة التهكمية يسخر منها لأنها أخفت عنه الموضوع
، قبضت كف يدها على منديل الطاولة تحاول ألا تصرخ في وجهه تهمس ببعض الحدة :
- ليه رافض ، أنا وافقت إني اقفل الاميلات كلها ، هيحصل ايه لو وافقت أنت كمان ، أنا عايزة اطلع في البرنامج دا
شرب بعض العصير من الكوب المجاور له يحادثها بهدوء :
- إحنا مش في البورصة يا مرام زي ما من حقك تطلعي أنا من حقي أرفض
وضعت الشوكة من يدها بعنف تجز أسنانها بعنف خرج صوتها غاضبا :
- أنت ليه بتحارب نجاحي ليه مش عايزني انجح ، أنت بتغير مني ومن شهرتي مش كدة
ضحك عاليا ... ظل يضحك حتى بدأ يسعل بعنف التقط كوب الماء من جواره يرتشف منه القليل يحاول أن يهدأ وفعل بعد عدة لحظات هدأت ضحكاته  خاصة حين رآها تنظر له غاضبة وكأنه هو الوغد الدنئ الذي يسعى جاهدا لتدمير حياتها وجه تركيزه إليها يغمغم مبتسما :
- أنهي نجاح دا مرام معلش ، نجاحك في تصوير حياتنا وعرضها على أنها فيلم حي واللي رايح واللي جاي يتفرج ، نجاحك في شوية صور ... أنا كشريف مش شايف أي نجاح في أنك تطردي عيلة صغيرة مريضة محتاجة مساعدة وبعدها بخمس دقايق تعملي فيديو عن مساعدة المحتاجين دا اسمه نفاق ورياء ، نجاح مرسوم على الرمل شوية هوا يطيروه
مرام أنتِ لو النت فصل عن مصر نجاحك دا هيختفي ... يا ريتك نجاحك دا في الكلية اللي بتعدي كل سنة فيها بمقبول عشان أنتِ مش فاضية للمذاكرة الفيديوهات واخدة كل وقتك
وهغير من إيه ... مرام أنتِ حرفيا ما فيش إنجاز ملموس في حياتك أنا اترددت كتير أقولك الكلام دا بس اسمعيها مني لأول وآخر مرة ... إنتِ عايشة حياة تافهة فاضية ما بتحققيش فيها حاجة ... علاقتك بأهلك مقتصرة أنك خايفة أن عمي عمرو يقلب عليكِ ويقفلك الاميلات ، وطنط روان تاخدي صورة معاها كل يوم والتاني وترفعيها وتكتبي عليها أحلى أم في الدنيا ... حتى جواد أخوكِ ما تعرفيش عنه حاجة لو كنتِ قريبة منه كان حاجات كتير أوي اتغيرت في شخصيته ... أما بقى في الحياة العملية فحدث ولا حرج من ثانوية عامة من ساعة ما اتجريتي في سكة البلوجر والفيديوهات جبتي مجموع زي الزفت عشان ما كنتيش فاضية تذاكري ، وعشان عمي عمرو ما يزعلكيش دخلك إعلام خاص وقال أكيد هتتعلم من غلطها ... واللي بتعدي كل سنة بمقبول وسقطتي سنة والهانم لسه في سنة تالتة واللي قدها اتخرجوا ... فين بقى الإنجاز اللي في حياتك يا مرام ... حلقة البرنامج اللي هتموتي وتطلعيها ، هتطلعي تقولي فيها ايه ، أنا بشكر جمهوري الحبيب أنه بيدعمني على عمل اللاشيء ، أنا حقيقي بشكره أنه بيساعدني إني أضيع وقته ووقتي في تفاهات لا جدوى منها ... آخر اللي عندي يا مرام أنا مش هطلع معاكِ في البرنامج دا ، ومش هسيبك لاء أنا هظبطلك صومايل مخك اللي ضربت دي ... ودموعك دي لو ما خلتكيش تراجعي حساباتك من أول وجديد يبقى مالهاش اي لازمة
وكم كانت كلماته قاسية متتابعة عنيفة ، وكأنها يصفعها لا يتحدث معها ... شقت الدموع وجهها تجري بغزارة على خديها .. قامت من مكانها تجذب حقيبتها ، حاول اللحاق بها لتدفع يده بعنف تصرخ فيه :
- ابعد عني أنا بكرهك
واندفعت تركض لخارج المطعم توقف سيارة أجرة ، وقف مكانه ينظر لسيارة الأجرة وهي تغادر يزفر أنفاسه بعنف ، أخرج هاتفه من جيب سرواله يطلب رقم عمرو ما إن أجاب الأخير غمغم شريف :
- قولتلها يا عمي كل الكلام اللي أنت عاوزه
وصمت لبضع لحظات يستمع إلى ما يقول عمرو ليقاطعه يردف :
- أنا عارف إن حضرتك قولته ليها كذا مرة بكذا شكل وما فيش نتيجة ، بس أنا اعتقد أن المرة دي هتبعد ، لأن أنا فعلا طريقتي كانت قاسية أوي ... على العموم أنا هكلم حضرتك بليل اطمن عليها ، سلام
وأغلق معه الخط يغمض عينيه متعبا ..مشهدها وهي تبكي يمزق قلبه إلى أشلاء ولكن ما البيد حيلة عليها أم تستيقظ من تلك الدوامة الواهية حتى لو بصفعة قاسية ، نظر جواره سريعا حين سمع صوت فتاة تصرخ خائفة تحادث شخص ما :
- بقولك ابعد عن طريقي لهصرخ وألم عليك الناس
تلك الفتاة يعرفها أريچ ... يبدو أن أحد الشباب الضال يضايقها وكالعادة في الآونة الأخيرة لم يتدخل أحد ليساعد ... تحرك هو سريعا صوبها ليجد ذلك الشاب يتغزل فيها بشكل فج :
- اسمعي بس يا قمر ، هنشرب حاجة المطعم اهو ... يا ستي أنا مش بعاكس أنا غرضي شريف
اقترب شريف منهم قبض على كتف الشاب بعنف يصرخ فيه غاضبا:
- لحظة لو لمحتك قدام عيني هوديك في ستين داهية
ابتعد الشاب سريعا نظر إليها ليراها تقف بعيدا
تبدو مذعورة ، اقترب منها يردف مترفقا :
- اهدي يا أريچ ، دا عيل زبالة
نظرت إليه تحاول أن تبتسم تومأ برأسها بالإيجاب ، ليشير هو إلى المطعم حيث كان هو ومرام يغمغم :
- تعالي اشربي حاجة واهدي ، ما تقلقيش أنا مش بعاكس
وضحك لتعطيه ابتسامة مرتبكة ... تحركت جواره ذهب معها إلى طاولة أخرى يشير إلى نفس النادل يطلب منه حساب الطعام ، نظر لأريچ يغمغم :
- تشربي ايه ، اجبلك لمون بالنعناع بيعملوه هنا حلو أوي
حركت رأسها بالإيجاب تنظر لأسفل تفرك يديها تحاول أن تهدأ ، وجود شريف في تلك اللحظة انقذها من ذلك الوغد التي لا تعرفه يكفي ما هي فيه ليأتي ذلك الوغد أيضا ، أجفلت على صوته يغمغم :
- أخبار جاسر ايه وعمي ياسر وطنط نرمين سمعت صحيح أن سما رجعت من السفر حمد لله على سلامتها
رفعت رأسها إليه قليلا تحاول أن تبتسم تشكره بصوت هامس خفيض للغاية على ما فعل ليعقد جبينه يردف مبتسما :
- يا ستي لا شكر على واجب ، أنتِ زيك زي البت ليان ، بس اللي مضايقني فعلا ذعرك دا، اللي يعاكس اديله باللي رجلك بالشطنة اللي أيدك وعلى دماغه ، يا ستي أبسط الحلول صوتي ولمي عليه الشارع ، إنما ما تقفيش تعيطي كدة ، انشفي شوية يا أريچ ما ينفعش تبقي هشة كدة
اومأت برأسها تتحاشى النظر إليه حمحم هو يحاول أن يقل شيئا ليشغل عقلها به عما حدث قبل قليل تلك الطريقة تنفع بصدق مع ليان ، ابتسم يردف :
- صحيح أنا عارف أنك في كلية طب بس مش عارف في سنة كام
- تانية
همست بها بصوت خفيض مرتبك ، ليبتسم هو يردف مازحا :
- مش إهانة والله بس حقيقي مش قادر اتخيل أنك بتشوفي جثث وبتشرحي ميتين وأنتِ كتكوتة أوي كدة ... طب يا ستي كنتي طلعتي المشرط من الشنطة دبتيه في رقبته واسمه دفاع عن النفس
ولكن يبدو أن مزحته لم تكن جيدة كفاية فهي لم تبتسم حتى ، ما حدث أن هاتفها دق بنغمة قصيرة ... أخرجته من حقيبتها ما أن نظرت لشاشة الهاتف شحب وجهها وكأنها رأت الموت بذاته ... ارتعشت يدها بشكل ملحوظ مما جعله يظن أن هناك من يهددها ، حمحم يردف بنبرة هادئة :
- أريچ لو في حد بيهددك بحاجة صور أو غيره فى دلوقتي قسم كامل مسؤول عن حوادث ابتزاز الإنترنت والموضوع بيتم في سرية تامة
عشان الموضوع منتشر كتير الفترة دي ، ولو خايفة حتى تروحي تبلغي عشان ما حدش من البيت يعرف أنا ممكن اساعدك ، أصل أنتِ ما شوفتيش وشك لما فتحتي شاشة الموبايل كان شكلك مذعور جداا
هبت واقفة تقبض على هاتفها قلبها يدق بعنف لتغمغم متوترة :
- أنا عايزة أمشي لو سمحت شكرا على مساعدتك
وقف هو الآخر يغمغم سريعا يحاول أن يثنيها عما تقول :
- طب استني العصير أهو ، اشربيه وامشي ... اقعدي يا أريچ الهروب من المشكلة عمره ما كان حل ليها أبدااا
ارتجفت نظراتها تحرك رأسها للجانبين بعنف جذبت حقيبتها لتتركه وتغادر المطعم سريعا ليتنهد يغمغم ساخرا :
- هو ايه الحكاية النهاردة كل واحد تضايق من كلمتين تقوم شادة شنطتها وماشية !
____________
هناك في منزل جاسر مهران .. استيقظ يوسف بعد الظهر بساعة تقريبا اغتسل وصلى وأعد المواد التي سيبدأ في مراجعتها ... تحرك صوب شرفة غرفته المطلة على الحديقة ليفتحها ليبصر ملاك تجلس هناك على مقعدها المتحرك تنظر لباب منزلهم بلهفة كطفلة صغيرة تنتظر والدها عينيها تزرف الدموع بين الحين والآخر ، تنهد حزينا على حالها ...دخل إلى غرفته يلتقط كتاب اللغة العربية وعدة ملخصات  وبضع أوراق فارغة وعدة أقلام وتحرك لأسفل رأى مريم كعادتها تجلس على طاولة الطعام الكبيرة تنشر كتبها بشكل عشوائي تختار بينهم عن طريق قرعة تقريبا ابتسمت ما أن رأته تغمغم ساخرة:
- كل دا نوم مش أنت اللي قولت هصحى من بدري أذاكر ... لو خارج لملاك ما تتعبش نفسك أنا بقالي أكتر من ساعتين بتحايل عليها تدخل حتى تفطر مش راضية غير لما أختها تيجي
أشار إلى الطاولة أمامها يغمغم:
- نظمي الهرجلة دي ... وابداي من الأسهل للأصعب مش شغل حادي بادي اللي بتعمليه دا وما تنسيش أن العربي فروعه كتير ، طالما بتحبي تذاكري لوحدك
وتركها يكمل طريقه للخارج حيث تجلس ملاك وضع ما في يده على الطاولة ليتحرك إليها جذب المقعد يدفعها نحو الطاولة شهقت خائفة حين جذبها فجاءة رفعت وجهها تنظر للفاعل ليغمغم هو بنبرة جافة للغاية :
- طرب كويسة وكلها كام ساعة وتيجي ، واحنا في العد التنازلي للثانوية مش هتضيعي اليوم وأنتِ قاعدة باصة على الباب
دفعها إلى أن وصلت للطاولة يجذب المقعد المقابل لها يفتح إحدى الملخصات أمامه يغمغم :
- نبدأ بالأدب عشان سخيف ابن جزمة ، شعراء مدرسة المهجر ..
قاطعته قبل أن يكمل تردف ساخرة :
- أنت بتهزر صح ، هو مش أنت نفس اليوسف اللي من كام يوم قالي أنا مش عاوز أعرفك تاني ، وإني شخصية كدابة ما تحبش تعرف واحدة زيي ... جاي دلوقتي ليه اصلا ؟! ، انجح اسقط دا مش شغلك اصلا
تنهد بعمق يضع القلم من يده ينظر إليها ليرى دموعها تغرق وجهها ، اضجع  بظهره إلى ظهر المقعد يحاول أن يعتذر منها :
- بصي مبدئيا أنا آسف ، أنا فعلا اتسرعت في الحكم عليكِ ، بس أنا حقيقي بكره الكدب أوي يا ملاك ، عادة فيا وببقى مش طايق اللي قدامي لما بعرف أنه كدب عليا ، أنا عارف أنه أكيد مش سهل أنك تقولي الحال اللي أنتِ فيه حتى لو غصب عنكوا ، فأكيد كنتي هتتفهمي أنتِ واختك غلط ... أنا حقيقي آسف على اللي قولته ، النقطة التانية أرجوك يا ملاك مش عايزك تضيعي السنة دي عشان خاطر أختك ، تخيلي حزنها هيبقى عامل إزاي لو بعد الشر سقطتي ، وهي بتعمل كل اللي في وسعها عشانك ، دي أبسط كلمة شكر تقوليها ولا أنتِ ايه رأيك
محق ، لا تنكر أنه محق ... حركت رأسها توافق ما يقول ليبتسم لها يفتح الأوراق من جديد يغمغم :
- يبقى نرجع للأدب اللي مسوح جيل كامل دا
خرجت ضحكة صغيرة من بين شفتيها ، جعلت من وجه رؤى الواقفة هناك في شرفة غرفتها تشاهد ما يحدث منذ البداية يمتعض قلقا وضيقا ، ما علاقة يوسف بملاك منذ البداية وهي تشعر بنظراته الغريبة إليها ، ستكن كارثة بكافة المقاييس إن كان يكن لها المشاعر ، فجاسر بالكاد يتحمل وجود طرب ... ويوسف لا يزال شابا مراهقا تتقلب مشاعره بين يوم وليلة عكس تلك الصغيرة التي لا تعرف عن الدنيا الكثير وأن تعلقت بيوسف في فترة مراهقة مبعثرة المشاعر ، وأحب هو فيما بعد سيؤذيها !!
____________
فتحت عينيها تبصر الدنيا من جديد أين هي ، غرفة المستشفى من جديد تشعر بجسدها أفضل حالا عن ذي قبل نظرت حولها لتجد رعد ينام على مقعد جوارها كف يده يمسك بيدها ، ابتسمت مرهقة هو ايضا يبدو مرهقا ... تشعر بألم شديد في رأسها صداع بشع ينخره بعنف
رفعت يدها لتضعها على رأسها ليستيقظ رعد مفزوعا ... اقترب منها سريعا يبسط راحة يده على جبينها يغمغم قلقا :
- أنتِ كويسة ، الحمد لله مش سخنة
- هو ايه اللي حصل ؟
همست بها تستند بكفيها إلى الفراش تحاول أن تعتدل ليقترب سريعا يحمل جسدها بخفة يساعدها لتجلس منتصفة يضع وسادة خلف ظهرها نظرت لوجهه المتعب وهو مشغول في وضع الوسادة خلف ظهرها حتى تجلس بشكل مريح لتبتسم ويدق قلبها ، اقتربت منه تطبع قبلة صغيرة على وجنته تهمس تشكره :
- شكرا على كل اللي بتعمله عشاني يا رعد
ارتجف جسده يضربه شعور لذيذ يدغدغ كيانه تنهد بعمق يجذبها لأحضانه يهمس بنبرة قوية محمومة بالمشاعر :
- أنا بحبك يا طرب ، حقيقي بحبك أوي
رفعت وجهها إليه تبتسم لتجد لسانها يتحرك يهمس :
- وأنا كمان بحبك يا رعد
لا تعرف أكانت حقا تقصدها أم أنها ققط أرادت رؤيته سعيدا بعد كل ما فعل لأجلها ، وتلك اللامعة السعيدة التي انارت حدقتيه أخبرتها أنها كانت محقة حين نطقتها حتى وإن لم تكن تقصدها بالمعنى العميق ، حاوط وجهها بكفيه يقترب برأسه منها واستسلمت له مبتسمة تلف ذراعيها حول عنقه تلتحم معه ، في خضم موجتهم الخاصة فُتح الباب فجاءة وكان جاسر  توسعت حدقتيه يجذب الباب يغلقه مما جعل رعد ينتفض سريعا يبتعد عنها ، دق جاسر الباب من جديد دخل إلى الغرفة يوجه حديثه لرعد ممتعضا :
- يا ابن الكلب ، هو أنت في البيت ما تتنيل تقفل الباب بالمفتاح طالما ناوي تتنيل تقل أدبك في المستشفى ، يلا اجهزوا الدكتور كتبلها على خروج ، وأنا مش هقف لأهلك ندرجي برة ... اتنيل أخرج معايا وفي ممرضة هتيجي تساعدها
حاولت رعد إلا يضحك يحرك رأسه بالإيجاب
طفقه جاسر بنظرة حادة يغمغم :
- اطلع من الأوضة الاقيك في ضهري ، لو اتأخرت ثانية هرقدك جنبها متكسر، على الآخر الزمن هنتفضح في المستشفيات عشان شوية عيال
هنا انفجر رعد في الضحك لم يقاطع ما يحدث سوى دخول الممرضة لتساعد طرب ، خرج رعد يجذب الباب خلفه ، مرت عدة دقائق قبل أن تخرج الممرضة معها حقيبة ثياب صغيرة أخذها رعد منها وهي ها طرب خرجت تتكأ على ذراع الممرضة شكرها رعد مال برأسه يهمس لها:
- قادرة تمشي ولا اشيلك ما فيهاش كسوف
حركت رأسها نفيا سريعا تهمس محرجة :
- لاء أنا قادرة امشي
اسندها يتحركان للخارج ، في حين ظل جاسر مكانه حين لمحت عيناه ورقة صغيرة ملقاة على سطح الفراش ... توجه لداخل الغرفة يلتقط تلك الورقة فتحها ليجد جملة واحدة خُطت على سطحها
( اللعبة لسه ما خلصتش ، ما تفتكريش أنك هتنسحبي بسهولة )
كور الورقة في يده ، يبدو أن زوجة ولده تُخفي الكثير كما ظن !!
___________
ادخل على اللينك دا واعمل شير للبوست دا
واستنى مفاجأة هايلة خلال أيام ♥️
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=806136330929171&id=100045984330150&mibextid=Nif5oz

خلص الفصل ما تنسوش الدعم بلايك وكومنت برايكوا بالتوفيق ومن نجاح لنجاح بإذن الله
دمتم في حفظ الرحمن 💖
#عائلتنا_الصغيرة
#عائلة_دينا_جمال
رجاء شخصي كلمة الفصل قصير فعلا بتضايقني جدااا لأن الفصل بيتكتب في ساعات بجد والله وساعات طويلة كمان ، فجملة الفصل قصير بتحسسني إني قضيت الساعات دي في اللاشيء
أنا بنزل 3 أيام في الأسبوع من غير شروط ولا نوصل الفصل ل 2 مليون لايك ولا كل الكلام دا
ورغم كدة التفاعل قليل وأنا ساكتة وما بعلقش عليه

أسيرة الشيطان الجزء الأول + الجزء الثاني+ الثالثWhere stories live. Discover now