السادس عشر الجزء الثاني

Start from the beginning
                                    

ابتسم لها يومأ برأسه لتتحرك لخارج الغرفة ، دقت باب غرفة رعد بخفة ... لتجده يفتح لها الباب يبتسم :
- صاحي والله يا ست الكل ، بس ما حبتش أعمل دوشة عشان ما اصحيش سليم وياسين وطرب ، بابا صحي

اومأت رؤى برأسها تبتسم سعيدة أمسكت بيده تسحبه خارج غرفته متوجهة صوب غرفتها هي وجاسر تغمغم سعيدة :
- ايوة وسأل عليك كذا مرة ، وقال مش هيتحرك من غيرك ... أدخله على ما اعملكوا لقمة سريعة قبل ما تروحوا تصلوا ، وعلى ما ترجعوا هيكون يوسف ومريم رجعوا .. نفطر كلنا سوا
ابتسم سعيدا لسعادة والدته الكبيرة يحرك رأسه موافقا ، تحرك لداخل الغرفة ليجد والده يميل يرتدي حذائه ، حين رفع رأسه ابتسم حين رأى رعد يقف أمامه ليغمغم مبتسما:
- كنت فاكرك لسه نايم ، أمك قالتلي أن الفيران شبطوا يناموا جنبك ودول ما بيناموش ، قولت أكيد ما نمتش طول الليل

ضحك رعد يحرك رأسه للجانبين يغمغم ضاحكا:
- لاء بالعكس ناموا على طول ، طرب نيمتهم بسرعة بس لبدوا في النص بيني وبينها

لاحظ كيف اختفت ابتسامة أبيه حين ذكر اسم طرب ، تحرك جاسر صوب ولده يخفض صوته إلى أن بات هامسا يسأل ولده :
- معلش في سؤالي ، أنا عارف أنها حاجة خاصة وأنا ماليش اسأل فيها ..

فهم رعد ما سيقول أبيه ليتنهد يهمس بدوره :
- هي فعلا حاجة خاصة ، بس على العموم أنا ما لمستهاش ، جوازنا جه بسرعة جدا وأنا عايزها تاخد وقتها في تقبل خطوة حياتنا الجديدة ، طرب شافت كتير واتعذبت أكتر وأنا مش عايزها تحس أنها حق مكتسب ليا طالما اتجوزتها يبقى هاخدها حتى لو دون إرادتها
تنهد جاسر قلقا ينظر لولده عدة لحظات قبل أن يجلس على الفراش يطلب من رعد الجلوس جواره :
- أقعد يا رعد عاوز اتكلم معاك كلمتين قبل ما نروح نصلي
تقدم رعد يجلس جواره ليلتفت جاسر إليه تنهد قبل أن يتحدث بهدوء :
- رعد أنا عارف إن بسبب عقدة قديمة في حياتي بعدتك عني ، والحمد لله قدر ولطف ، بس عايزك تعرف حاجة يا رعد ما حدش هيخاف على مصلحتك في الدنيا دي قدي .. يا ابني دا أنت ابني البكري

زفر أنفاسه قبل أن يغمغم بنبرة أكثر هدوءً:
- رعد ، أنا معاك أنها ممكن تكون ضحية بس مش هي العروسة اللي تستحقك يا رعد ، ما فيش حاجة بتستخبى للأبد ، أنا مستعد اتدخل وامحي أي أثر للماضي بتاعه ، بس الناس ... الناس اللي شافت مش هتعرفها ، حبيبي أنت تستاهل واحدة تمشي تتفاخر بيها مش تخبيها عن عيون الناس ، وكويس أنك لسه ما لمستهاش ، طلقها وأنا والله هقف جنبها وهمحي أي أثر للماضي زي ما قولتلك وهجيبلها شغل وهتكفل بيها هي وأختها لآخر نفس ليا ... بس وهي بعيد يا إبني ، رعد أنت ما بتحبهاش أنت ما عرفتش في حياتك غيرها

انتهى جاسر من كلامه ينظر لولده يأمل فقط لو يقتنع بما قال ، فما حدث أنه وجد رعد يهب واقفا قسمات وجهه تقول أنه يرفض كل ما قال ، ولكن ما فاجاءه تلك الدموع التي غزت مقلتيه في لحظة ويسمعه يهمس بحرقة :
- أرجوك بطل اللي بتقوله دا ، أنت بتحسسني بالذنب ، أنا بحبها والله بحبها ومش هقدر أطلقها ... هي مالهاش ذنب يا بابا والله العظيم ماليها ذنب ، كانوا مهددينها بأختها ... حرام لما نحكم عليها بالإعدام معاهم ، أرجوك اديها فرصة واحدة

أسيرة الشيطان الجزء الأول + الجزء الثاني+ الثالثWhere stories live. Discover now