السادس عشر الجزء الاول

Start from the beginning
                                    

توسعت حدقتي يوسف هلعا يحرك رأسه للجانبين انتفض يغمغم سريعا :
- قسما بالله أبدا أنا عمري ما أفكر أعمل كدة

اقترب رعد خطوة أخرى من شقيقه نظر له حانقا يردف غاضبا :
- أومال كنت بتهبب ايه في أوضتها ، ومن غير كدب يا يوسف ، أنا عارف أنك مش كداب
تنهد يوسف بعنف يمسح وجهه بكف يده قبل أن ينظر لشقيقه يهمس يترجاه :
- هقولك بس اوعدني يفضل سر بينا
قطب رعد جبينه قلقا قبل أن يومأ برأسه سريعا يعده بما يريد تردد يوسف عدة لحظات قبل أن يهمس متربكا :
- بصراحة ومن غير كذب أنا أعرف ملاك أخت مراتك من قبل ما تيجي هنا
قطب رعد جبينه وزادت دهشته ، في حين حمحم يوسف يردف متوترا :
- أنا اعرفها من حوالي شهرين ، بعد ما أبوك بعدني عن وليد بقيت على طول مخنوق ومتضايق وبحاول اعمل أي حاجة ، أنا عارف أنه غلط وتفكيره كان زفت على دماغه بس دا صاحبي وكان لازم ابقى جنبه في الازمة دي بس بابا رفض ، في مرة وأنا بقلب على الفيس شوفت بوست ليها على جروب مدرس من المدرسين بتسأل على فيديوهات اليوتيوب تجيبها إزاي ، كتبت كومنت وقولتلها على الطريقة يعني لاقتها دخلتلي في الرسايل تشكرني لأن الادمن حذفوا البوست ، وابتدا الكلام بينا بجملة لو مش فاهمة اي حاجة أنا ممكن أساعدك ، ومن ساعتها وإحنا بنرغي صبح وليل في كل تقريبا ، بس هي ما قالتليش الحقيقة هي كانت بتكدب عليا ، قالتلي أن والدها عايش وأنه رجل أعمال كبير وأنهم عايشين في قصر وما قالتليش حتى على موضوع الحادثة اللي حصلتلها ولا على أي حاجة في حياتها ، لما شوفتها اتصدمت ، كنت عايز اقولها أنتِ ليه كدبتي عليا ... صدقيني أنا كنت بدأت اتعلق بيها وقولت لما أخلص ثانوية عامة هقول لبابا ونروح حتى نقرا فتحة مع باباها ، بس أنا دلوقتي اللي مستحيل أربط اسمي بواحدة كدابة زيها ، ما انكرش أنها عوضتني عن غياب وليد وكانت بتهتم بيا جداا
في كل وقت بتفضل جنبي في كل لحظة اقولها فيها أنا مخنوق ، بس إنت عارف العلاقة دي اصلا بدأت غلط ... فلازم تكون دي نهايتها

تنهد رعد حائرا لا يعرف ما يقول ولا يجد ما يقول ، طريقة يوسف وهو يتحدث عنها وعن مدى اهتمامها به ذكره بنفسه حين كان يتحدث عن طرب ، يوسف الصغير أحب ؟! بتلك السرعة الفتى لا يزال صبيا في مقتبل عمره ووالدهم لن يوافق على ذلك الارتباط هو بالكاد يتحمل وجود طرب بينهم ، فكيف يخبرونه بأن يوسف يحب شقيقتها الأمر اشبه بتابع للزلزال تابع قوي لا يستهان به ، أجفل حين غمغم يوسف :
- أنت سرحان في أي يا رعد ، لو بتفكر في رعد فعل بابا فالموش داعي أنا اصلا نهيت العلاقة دي ، هي كدبت عليا من أول لحظة في علاقتنا وأنا الكذب عندي ما بيتغفرش ، وبعدين اللي يكدب مرة يكدب ألف ، فالموش داعي تشيل هم رأي بابا في حاجة مش هتحصل

حين نظر رعد لشقيقه رأى انعكاس صورته في حدقتيه ، يوسف لم يسامح ملاك الفتاة الصغيرة التي في أغلب تقدير كذبت حتى تجمل صورتها أمامه ، أما هو فالعكس سامح وأحب أيضا ، تحرك صوب شقيقه يجلس على طرف فراشه يسأله :
- ماما بتقولي أن حالك مش عاجبها بقالك فترة ، على طول ساكت وقافل على نفسك .. حتى مراد بتبعده عنك ... مالك في أي دا بسببها
تنهد يوسف حائرا ليتحرك يجلس جوار شقيقه يستند بمرفقيه إلى فخذيه زفر أنفاسه يغمغم :
- مش عارف يا رعد ، أنا بقالي فترة عمال ألطش مش أنا رايح فين ولا جاي منين ، فجاءة أحس أن عاوز ابقى لوحدي ، فجاءة أحس بالفشل وإن أنا مش هنجح ، فجاءة أحس بنفور شديد ناحية كل حاجة كنت بحبها ، ممكن يكون دا بسبب ضغط الثانوية أنا عارف ... وصدقني بحاول اتعايش على قد ما أقدر وممكن يكون بردوا على فكرة يكون بسبب ملاك لأني لما اتعرفت عليها بقيت بقضي معظم وقتي الفاضي إن ما كنش كله في الكلام معاها
رفع يده يربت على كتف شقيقه ما يثير إعجابه حقا في يوسف أنه عملي يعرف المشكلة وحلها ويقيم جيدا هل سيقدر على حل المشكلة بمفرده أم سيحتاج لمساعدة خارجية كما حدث في مشكلة وليد ، ابتسم لشقيقه يردف يشجعه:
- خلاص يا يوسف فاضل القليل جدااا أنا واثق أن كل اللغبطة والاكتئاب دول هيروحوا بعد ما ثانوية عامة تخلص يا دكتور يوسف

أسيرة الشيطان الجزء الأول + الجزء الثاني+ الثالثWhere stories live. Discover now