◦•●◉✿ الفصل 13 ✿◉●•◦

Start from the beginning
                                    

صُنعت الخيمة من الجلد الثخين المضاد للماء وكانت البوابة عبارة عن رقعة بيضوية الشكل من الجلد نفسه مزود بسحاب سميك من المعدن المرن .كانت آنسيا تهم بدفع السحاب قليلا لصنع فجوة عندما لاحظت عينا ًسحرية صغيرة فوق الجزء البيضوي من البوابة .توقف قلبها عن النبض وهي تتذكر حلمها .حيث رأت مجموعة من العيون الشريرة تراقبها من خلف تلك الدوائر التي لم تلحظ وجودها من قبل .

ربما لم تكن مدركة لوجودها هناك بسبب ارتباكها ،لكن عقلها اللاواعي كان مدركا لوجودها حيث قرر ان يزرعها لها داخل حلمها.

فتحت الغطاء المثبت فوق العين السحرية وألقت نظرة .

السكون المريب يخيم على جنبات المخيم .لا يبدو  أن أحدا ما يتجول في الخارج .لابد أن الجميع لازالو متحصنين داخل خيمهم .وهذا الوضع في حد ذاته يدعو الى الريبة .

عادت الى السرير ولمست جبهة جايد من جديد وقلبها يكاد ينفجر كلما فكرت في الحرارة التي تلتهم أحشاءه .طبعت قبلة رقيقة فوق وجنته وهمست متوسلة في رقة :"أرجوك يا جايد أخبرني ما الذي علي فعله ؟".

انتظرت قليلا وهي تداعب خصلات شعره الرطبة الملتصقة برأسه وكأنها تنتظره منه قول شيء ما ، وعندما لم يتحرك زفرت بخيبة أمل كبيرة وهي تعود لتقطع الغرفة ذهابا وإيابا في توتر ملحوظ،  بينما رأسها يضج بالكثير من الاحتمالات .

أول احتمال كان ضمن قائمتها هو أن تظل في الغرفة وتواصل عملها الدؤوب في مسح جسد جايد بالماء البارد ، وحتى لو لم يكن لفعلها أي نتيجة مرجوة فهي على الأقل ستكون بجانبه طوال الوقت الى أن يحدث تغيير ما في الأحداث .ربما يشفى ويستيقظ بشكل ما .ألم يخبرها بأنه لا يحتاج سوى الى غفوة ، ربما كان يقصد غفوة طويلة تتمدد الى يوم أو يومين .ألقت نظرة خاطفة على جسده الهامد وفكرت أن احتمال استيقاظه حاليا ليس أمرا مرجحا على الإطلاق .

أما الجانب المظلم من بقائها هنا في الغرفة هو احتمالية تعرضهما لهجوم مباغت .

فهذه الجدران القماشية لم تكن كافية لحجبهما عن الخطر المحدق بهما .كما أن باب الخيمة يمكن فتحه بسهولة من الخارج وهو عامل إضافي يحطم ذاك الأمان الهش الذي كان ذهنها يوهمها بوجوده .وهذا يعني أن التواجد هنا لا يختلف إطلاقا عن التواجد بالخارج .

وهذا ما دفعها الى الاحتمال التالي ، وهو الذي كانت تحوم حوله بتعاسة منذ البداية .عليها حتما أن تخرج للبحث عن المساعدة .

لكن.أي نوع من المساعدة ؟

كانت واثقة أنه لا يوجد شخص آخر بالخارج غير الأزواج السبعة المنزوين في خيمهم في هذه اللحظة .ورغم أن هذه الفكرة تبدو جنونية إلا أنها لن تجد أي حل آخر غير أن تطلب من أحدهم المساعدة .فحتى لو هامت على وجهها داخل هذا المخيم دو المساحة اللامتناهية فسيكون الأمر بلا أي فائدة .فحتى لو كانت هناك أعشاب ما قادرة على شفاء جايد فلن تتمكن من التعرف عليها أو إعدادها بالطريقة الصحيحة .

𝖙𝖍𝖊 𝖈𝖔𝖑𝖉 𝖉𝖆𝖓𝖈𝖊 ꕤ الرقصة الباردةWhere stories live. Discover now