◦•●◉✿ الفصل 17✿◉●•◦

17.6K 1.1K 318
                                    




كان الفجر قد أرخى سدوله عندما عثرت إيليار أخيرا على صخرة مجوفة آمنة .

سألها بافي وهو يلتفت من حوله لتفحص المكان :"هل أنت واثقة من أنه المكان المثالي للاختباء ". كانت الصخرة غير بارزة كثيرا بحواف مظللة بلون التربة ، كما انتشرت من حولها الكثير من الأعشاب البرية وأعشاش الطيور القديمة .

لم يكن بافي يشكك في قدرات إيليار كساحرة،  لكن طرح الأسئلة كانت من شيمه ، ولم يكن قادرا على تجاوز تلك العادة القديمة المتأصلة في شخصيته .

نبشت إيليار بأظافرها في التربة ، في بقعة بدت باهتة ومختلفة عن باقي الأماكن .هناك ، عثرت على زر فتح البوابة وبمجرد أن فُتحت أبواب الصخرة حتى أعادت التربة الى مكانها وموهت مكان الزر بزرع زهور بيضاء شبيهة بتلك المنتشرة فوق سطح الصخرة .

"تستطيعان الدخول ". قالت إيليار وهي تلتفت نحو جايد وبافي اللذان ظلا يراقبان عملها بصمت دون أن يقوما بخطوة واحدة .

كان بافي مفتونا بالعمل الذي قامت به إيليار وخاصة باكتشافها مكان الزر، الذي بدا له شخصيا أنه لن يكون قادرا على اكتشاف مكانه حتى لو قضى اليوم بطوله وهو يحفر بالتربة ، هذا إن تمكن أصلا من اكتشاف مكان الحجرة الصخرية التي بدت له مثل أي صخرة أخرى .

فالتفاصيل الدقيقة كانت أكثر الأشياء تعقيدا بالنسبة إليه  .

لم يستجب جايد لطلب إيليار الا عندما اقتربت منه ولمست ذراعه بلطف .كان غارقا في النظر الى آنسيا التي بدت وهي نائمة كحمل وديع بين ذراعيه .فمنذ ان نزع الألم من جسدها وهي تنام بعمق مثل الأطفال، بينما لاتزال ذراعيها تتمسكان بعنقه ورأسها محشور في رقبته .

كانت أنفاسها المنتظمة والهادئة تدغدغه .

قالت إيليار والحزن يكسو ملامحها :"سأحظر لك شراب الخشخاش سيساعدك على تخفيف الألم ".

كان وجه جايد متشنج من الألم بينما العرق يتصبب فوق جبهته وذراعيه .فجرعة المعاناة الذي أخدها من آنسيا هذه المرة كانت مضاعفة وقد شعر أن ما عانته هو بسبب تذكرها لتلك الحادثة .فحتى ذكرى موت والدها لم تكن تقتلها بهذه الطريقة .فتساءل إن كانت قد عرفت أن ريكار هو ابن ذاك السافل الذي قام بتعذيبها بأبشع الطرق من قبل .

لم تساهم تلك الأفكار سوى بجعله أكثر عصبية وغضبا .

"أحتاج الى كبسولة ".نظر نحو إيليار مترجيا :"تنتابني رغبة قوية في القتل .ساعديني في تخطي الأمر ".

ازرقت شفتي ايليار وأضحى جسدها أصغر حجما وهي تقول مذعورة :" لا أملك واحدة ". كانت تمقت تلك الكبسولات ومجرد ذكر أمرها يصيبها بالدوار وخاصة عندما عرفت الكمية التي تناولها جايد طوال حياته .كانت تلك الكبسولات الحمراء تهدئ من روعه وتبعد  عنه رغبت القتل التي تنتابه بشراسة عندما يتراكم الغضب في صدره ، لكنها خطيرة على المدى البعيد .إنها تقتله ببطء دون أن يشعر .

The cold dance II الرقصة الباردةWhere stories live. Discover now