الفصل ال١٤

Start from the beginning
                                    

جملة واحدة جعلت قلبه يتقافز فرحا ظل قلبه يعيدها مرارا وتكرارا طلبت المصعد للمرة الرابعة تقريبا دخلت إليه ليلحق بها خوفا عليها تبدو حقا متعبة ، نظرت إليه لتبتسم ناعسة :
- مش قولتلك ، اديك ركبت معايا الاسانسير عشان خايف أحسن أتعب
حاول أن يتبع نصيحة شقيقه مراد التي تؤتي ثمارها لو ترك العنان لنفسه لصرخ منفعلا يخبرها بحبه ، تنهد بعمق يشد على كفه يحاول أن يهدأ يعطيها ابتسامة صغيرة هادئة ، وصل المصعد إلى الطابق المحدد ليسير جوارها إلى أن اقتربا من الغرف التفت إليها يغمغم :
- أما في أوضة 501 جنبك لو عوزتي اي حاجة خبطتي عليا
وصل لغرفتها لتجد العامل ينتظرها هناك بالحقيبة اقترب حسين منه يدس يده في جيب سرواله يعطي له بعض المال ليشكره الرجل ويغادر ، اقتربت چوري تفتح باب غرفتها بالمفتاح ليحمل حسين الحقيبة يضعها جوار الباب من الداخل ، حمحم يغمغم متوترا :
- ابقي اقفلي على نفسك من جوا كويس بالترباس ما تعتمديش على المفتاح بس ، استريحي تحبي اطلبلك عشا
استندت برأسها إلى حافة الباب من التعب بالكاد ابتسمت تهمس له :
- لاء يا حسين أنا كلت في الطريق وحاضر هقفل الباب من جوا ، تصبح على خير
ابتسم يطلب منها أن تغلق الباب استأذنت منه وفعلت ظل واقفا إلى أن سمع صوت المزلاق يغلق من الداخل ليطمأن قليلا يتوجه إلى غرفته ، على شفتيه ابتسامة كبيرة يفكر هائما ربما لذلك لم يلاحظ زين الذي كان يقف بعيدا يراقب المشهد منذ البداية !!
_____________
الألم شعور سئ يتهرب الجميع منه ، الألم من شظية صغيرة تخترق الجسد ، فما بالك من شظايا تمطر كالسيل تخترق الروح ، وقفت أمامه متجمدة كل ذرة بها ترتجف ألما مع تلك النظرات المشمئزة التي يرميها بها ، وكل ذرة به تحتضر وهو يراها أمامها بذلك الشكل ، مهاب انسحب من الغرفة تاركا إياهم بالداخل خرج يخرج الباب خلفه يخرج هاتفه يطلب رقم عدي  ليهمس له سريعا ما أن إجاب :
-الحق يا عُدي بيه ، رعد ابن جاسر مهران وعرف أن طرب رقاصة أنا قولت أبلغ جنابك...

أما داخل الغرفة فلم يكن هناك شعور يطغى على الألم ، ابتسم رعد في سخرية سرعان ما تحولت ابتسامته لضحكات عالية مريرة ساخرة :
- ياربي يا طرب حتى أنتِ ، دا أنتِ الذنب الوحيد اللي في حياتي ذنب كل ما أحاول ابطله ألاقي نفسي مدمن عليه أكتر ، دا أنا ما صدقت الاقي ليا ملجأ ، عشت سنين عمري في بيتنا بين أهلى وحاسس أن غريب ومع بنت غريبة شوفتها بترمي نفسها في الماية حسيت أنها وطن يا طرب
صمت حين زاد الألم في قلبه عن حد الاحتمال اختفت ابتسامته يقبض كفيه ليلجم زمام أمره
بصعوبة ، أحمرت حدقتيه تحتقن بالدموع ليغمغم ملتاعا :
- ليه تضحكي عليا ليه ، أنا اذيتك في ايه ، أنا طلعت أكبر مغفل ، أنتِ مش بتحتقري نفسك ، كدابة وملوعة ولا أنا هستنى ايه من رقاصة صحيح تطلع معلمة أجيال ، ما هي لازم تبقى شبه البيئة اللي هي مزوعة فيها ، هي دي بيئتك ، أنا بس مش قادر وش البراءة اللي كنتي بتعمليه ، أنتِ عارفة أنا المفروض اعمل ايه دلوقتي أروح أعتذر للولدين بتوع الملاهي ، اصلهم طلعوا على حق وأنا اللي طلعت مغفل أنتي النمرة بتاعتك فعلا بترقص الشارع كله ، يا راقصة مصر الأولى مش دا لقبك بردوا، أنا حقيقي بندم على كل لحظة ضيعتها على واحدة زيك ، آه صحيح كنت هنسى
مد يده في جيب سرواله يخرج حزمة من النقود ألقاها في وجهها يغمغم ساخرا :
- أصلهم قالولي أن اللي بيدخل أوضتك هما كبار الزوار بس وبيدفعوا مبالغ ضخمة ، دول كفاية ولا اكتبلك شيك على بياض ، بس معلش أنا ماليش في أكل الشارع أنتي عارفة

أسيرة الشيطان الجزء الأول + الجزء الثاني+ الثالثWhere stories live. Discover now