...♡ بِــســم الـــلَّـه الرحــمــٰـن الــرَحـــيـم ♡…
,,,,,
كُنتُ ولا أزالُ فارغًا ، كَصـندوق خالٍ ضاع مفتاحه .
،،،،،
": أُستاذ !..."
هتف متعجبًا وهو يلمح الشخص الذي رافقه فِكرًا و خالفهُ عُمرًا ، مدَّ الأكبر يده ليعاونه ، وهو استند عليها
شامخًا بقامته .انتقلت أجسادهم لحديقة المدرسة ، طال النظر بينهما ، دامت دقيقتان عامين كاملين ،وتوقفت عقارب الساعة سامحةً للنفوس أن تُنقى من شوائِب الماضي العفن ، يستذكرُ طالبهُ الذي ترك المدرسة فكم افتقدهُ و اشتاق لسماع حديثه عن الكُتب وتعلقهُ بما يقرأ .
هبت رياحٌ عليلةٌ ضاربةً بشرتهُ الحنطية ، الحنين يظهر من خلال عينيه المشبعة باليأس والأمل في ذات الآن .
": متى عُدتَ أيها المُحارب ؟ أفتقدك الجميع بحق "
قوس شفتيه قليلاً ": أنت تعلم يا أُستاذ أني قد غادرتُ مدينتا لفترة ، وها قد أنتهت وعدت ….. على ما أعتقد .. " .زفر الهواء بتعب وانحنى حاجبه بخفة ": أجل ..
بسبب تلك الحادثة …"أولى اهتمامه لحروف تلك الجملة ، أخفض رأسه و قابلته الأرضيةُ الوعرة ، والأدهى أن الابتسامة لم تترك شفتيه ، ترك موت عائلته شرخًا غائرًا في صدره ، وأثر على روحه النقية ودنسها ، فَـغدا يرى دربه وهو يُترس بالعقبات والحفر الوعرة ، مما جعل السير به كَطلب الموت في ملعقةٍ ذهبية .
تدارك الآخر الوضع من حوله ، فأسكت حديثه لبرهة ، مُعبرًا بفعلته عن مدى أسفه لوضع الملح على جروحه متوسطة الالتئام ": أرجو المعذرة ما كان عليَ تذكيرك .." .
": لا بأس يا مُعلِم ، فالأمر قد حدث وأنتهى .. أنا بخير " مسح توماس على يده النحيلة مختتمًا ذلك المشهد بابتسامةٍ دافئة ، تمامًا كالنيران على حطبٍ في ليلةٍ باردة .
أنذر الجرس بصوته السَمِج أنتهاء وقت الراحة ،
": هيَّا لديك حصصٌ تخوضها ولديَّ دروسٌ أُعطِيها "أومأ ليُلحقها بمحاولةٍ للنهوض ، لكن الثقل الذي رُمي فوق ظهره فجأةً جعلته يعاود الجلوس ، صوتٌ مرتفعٌ نبض في أذنه ": هارو .. تعود دون كلمةٍ تُقال ولا تسأل عن رفيقك يا خائِن العشرة ، و لعلك نسيت الخبز والملح الذي بيننا ؟! "
ما إن سمع صوت المتحدث حتى فزع تمامًا والتفت ليؤكد شكوكه ، وهاهي قد بُرهنت أمام ناظريه ، قابلته عيونٌ زرقاءٌ تماثل نقاء البحر ولمعانه ، شعره الحرير المُكحل مربوطٌ إلى الخلف وبضع شُعيراتٍ عارضته تتناثر على جبينه ، أمعن التحديق في بؤبؤيه و التي قد حَكت عن مدى توقه لهذا اللقاء.
YOU ARE READING
أنَــا بِــخـيـر ✎...
General Fictionانا بـِخيـر ... كلـمة قلتها دومـاً ولـم أعنِـهـا يـومـاً .... فـأنا كَـ ـزجـاجٍ كُـسر بَـعد حَـجرٍ أصَـابـه ... قـلبِيَ كَــورقـةٍ مُـزقَـت لِــ أهـمـالِـهـا .... تعِــبٌ مـن الـحـيـاة وَ عـراقِــلـهـا ..... مُـرهــقٌ حـتى بِــتُّ أكــرهُ ذاتـــي...