Two

74 4 15
                                    

"تركضينَ تحتَ المطر،
بتلكَ الطّريقَة الّتي تجعلُ المارَّة
وسائقِي السَّيارات،
يُصدّقونَ أنَّهُ من أجلكِ يَهطل".










فَجَاءة انبَثَق جَناحين من ظَهره باللون الاسود يَمتَدُ لِلأعلى رَويدا بِرِيشٍ كَثيف وَكأنه بِالتَصوير البَطيئ ، بَزَغ مِن المَكان الذَي يَبدوا وَكأنه جُرح مُلتأم عَلى كِلا جانبيّ ظَهرِه مِن الأعلى، وَهي تَتَبع بِعينها مَسار بُزوغ الجناحين بِوَجهٍ مُتسَمر لاَ يوجد ايةُ مَلامِح هي ظَنت انها تَرى حتفَها بِأُم عَينِها.
وَكأنها تَرى مَشهد مِن فيلم الغَير قابل لِلتَصديق.

لَم يَعطيها فُرصة لِتُفكِر فسَحَبها من يدِها يُقرِبُها مِنه فالتف مَرة اُخرَى مَع الحِرص الا تَصطَدم الاجنِحة بِها، فَأمسَك يَدَيها وَجعل ذِراعيها تُطَوق رَقَبتِه وامسك تحَت فَخذيها فَجعلها تَصعدُ عَلى ظَهرِه يَتَمسكُ بِها بِاحكام.

"تَمَسَكي جَيدَاً"أردَف وَهو يَستَعِدُ لِلتَحليق
وَبَدأ يُرفَرِفْ شَيئ فَشيئ بَدأ يُحَلق مما جَعَلها تَصرُخ بِصوتِ عالي وَهي تَتمَسك بِه بِإستِحكام وتَحشُر رَأسها في رَقَبَتِه.
كَانتْ تَتَنَفس بِاضطراب صَدرُها يَعَلوا وَيَهبُط وارتَعَدَت اوصالَها ، مَحاجِرْ عَينَهَا كَانَت متُوَسِعة عَلى مَصَاريِعَهَا.

"مالذي تَفعَلُه  ارجوك اعدِني ارجوك"تَمتَمَت وَهي عَلَى حَافة البُكَاء

"فَقَطْ اغمِضي عَيناك".

اغلَقَتْ عَلَى عَيناها تَشَدُ عَليه وَهي لا تَزال تُطَوق رَقَبَتِه بِقوُة تُحاول ان تتمسك بِرِبطة جَأشَها وَلَكِن هيهات.
كَانَ يَشعُر بِهَا وَهي تَرجُف وتَتَمَسكُ بِه وَكَأنَه آخر خَيطُ امَل في حَياتِها.

فَقَالَ عَلَى حِين غَرَة وَهو يَقبِض عَلى يَدَها التي تتَمَسكُ بِعُنُقِهْ
"افتَحي عَيناك".

شَيئً فَشيئ بَدَأت بِفَتح عَيناها وهُنا في هَذِه اللحْظَة تَوَقَفت عن التَنَفُسْ.

الجو اصبَحَ ساكِنَاً.

الهَواء انحَصَر في رِئتَهَا.

واوصَاَلها مُتَجَمِدة لا تَتَحَرك قَيدُ انمَلة.

بِعينَان مُتوَسِعة اخَذت تُنقُلْ عَينَها من صَوب لِآخَر وشِفَاهها فَاغِرة قَلِيلاً.

اُعتقل لِسانُها هي حَتى لَم تَرمُش ، تُريد ان تَتَحَدَثْ وَلَكِن عَقلُها يُحاول ان يُترجم ما رَأتهُ هُو بِالأساس لَم يَدُخل لِعَقلِها ما تَراهُ بِأم عَينِها.

ANGEL WITH BLACK WINGS.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن