Part: 15

275 15 1
                                    

رواية: روميو وجوليت ٢٠٢٣.
الفصل: ١٥
للكاتبة/منة محسن.

تجلس «سوزان» بغرفتها، تنظر إلى الهاتف بيدها، تطالع تلك الصورة التي تجمع زوجها بأخرة! تتذكر حديث «رعد» الذي فتك قلبها.

تتذكر كلماته عن قوته في اثبات حديثه عن «مراد»، جُن جنونها لتلقي الهاتف الذي بيدها تصدمه بالحائط، صرخت بجنون يكاد يتلف ماتبقى من اعصابها.

لم تتوقف عن الصراخ والتكسير بأي شيء يقابلها بالغرفة.

استمعت «رحمة» بل الخدم وجميع من بالمنزل لصوت الصراخ المروع، وصوت التكسير الذي حل بأرجاء المنزل.

ركضت للأعلى حتى تتحدث خلف باب غرفة «سوزان» بقلق لما تسمعه من صراخ من اعماق قلبها:
 -«سوزان» هانم، أنتي كويسة؟

لم تجيبها «سوزان» بل ظلت تلقي بكل شيء تقابله ارضًا، تصرخ بكلمات تنهك روحها المًا:
 -تخوني؟! تخوني أنا؟ أنا يا «مراد»؟! أنا اللي استحملت كل افعالك وكل حاجة كنت بتعملها، استحملت عيشتي في عز الفقر معاك بحكم أني بحبك، بحكم أني مش هسيبك علشان مجرد ظروف، هنتخطة كل حاجة سوا، هنبني مستقبلنا سوا وأنت من البداية كنت بتخوني! كنت بتخوني!

تكسر بكل شيء كالمغيبة لعل روحها تهدء، جلست باكية مستندة بظهرها على مقدمة السرير وهي جالسة ارضًا.

قامت «رحمة» بالدخول لتطالعها بصدمة لما تجثوها من حالة مروعة، تطالع الغرفة بدهشة قد احاطت بها!

تبكي «سوزان» بقهر وصرخات تفتك روحها:
 -أنت كنت كل حاجة ليا، كنت كل حاجة حلوة أنت عارف كده، ليه تكسرني بالشكل ده؟!

تطالعها «رحمة» فقط لا تدري ماذا تفعل، اتقترب مواسية لها؟ فما فهمت من حديثها هو خيانة «مراد» والتي كانت تعلم بها منذ البداية!

اقتربت وهي تقدم خطوة وتأخر الأخرى، جلست فوق ركبتيها لتصبح بمستوى جلوسها، تحدثت بهدوء ونظرات مشفقة ولكنها ليست بحجم اشفاقها على «جوليت»، فما يعلمه الجميع هو اظهار كل ماهو خفي بالوقت المناسب له، ليكون عقاب احدهم بذنب قد اقترفوه معًا.

تربط «رحمة» فوق كتفها بحنو وخفوت، لم تتفوه بكلمة؛ فأي حديث سيواسي أمراة جرحت كرماتها بل وكُسر قلبها؟!

تبكي دون توقف، وكأنها لا ترى سوى خيانته لها، لا تستمع سوى لكلمات «رعد» الازعة، والتي صفعت قلبها صفعة كادت تميتها.

تتحدث بكلمات من وسط بكائها لعلها تخرج مابقلبها:
 -ليه يحصل كده، ليه يحصل معايا كده؟

تطالعها «رحمة» بهدوء مربطة فوق كتفها.

وضعت «سوزان» يدها فوق وجهها باكية، فيبدو أنها تخرج جميع الام وشكوك الفترات الماضية.

««بقصر حازم»»

تجلس «ريم» بغرفتها تبكِ،  فمنذ عودتها من الجامعة لم تتوقف عن البكاء؛ ولأن حديث «أدم» الذي جعل شكوكها بأنه لا يود التحدث إلى «حازم»، تزداد مما قال اليوم، وإن تركها وهي متيمة به ماذا ستفعل حينها؟

روميو وجوليت ٢٠٢٣حيث تعيش القصص. اكتشف الآن