الفصل التاسع الجزء التاني

Start from the beginning
                                    

حرك رأسه يرفض ذلك يردف :
-لا يا ماما مش جعان هبقى اتغدى على طول ، هي الدنيا هادية ليه كدا فين سليم وياسين ومريم وعمر ، طب چوري في الشغل أنا عارف ، الباقي بقى فين

لاحظت رؤى أن رعد لم يسأل عن والده وذلك حقا غص قلبها ، ابتسمت تخفي ذلك :
- يوسف راح هو ومراد النادي وياسين وسليم شبطوا يروحوا معاهم ، مريم فوق في اوضتها بتذاكر ، وچوري زي ما قولت في الشركة ، وأبوك فوق في أوضته
اومأ لوالدته يبتسم يشكرها ، لتتنهد رؤى حزينة تخرج من الغرفة صوب المطبخ ... لمحت جاسر ينزل السلم لتقترب منه سريعا تهمس له :
- رعد قاعد في الصالون خش اتكلم معاه يا جاسر عشان خاطري
ابتسم لها يربت على كتفها برفق يومأ برأسه موافقا لما تقول تحرك متجها للغرفة رأى رعد يمسك هاتفه يحاول الاتصال بأحد ما يغمغم حانقا :
-ما تردي بقى معقول كل دا مش سامعة الموبايل
لمح والده يدخل إلى الغرفة ليغلق الخط ، قام من مكانه يود الخروج مر جوار أبيه ليمسك جاسر بذراعه يرفض خروجه يغمغم سريعا :
- استنى يا رعد عاوز اتكلم معاك في حاجة ارجع اقعد لو سمحت
تنهد يزفر أنفاسه حانقا رجع للغرفة يكتف ذراعيه أمامه يغمغم بنبرة جافة :
- افندم يا جاسر باشا ، خير
تغاضى جاسر عن طريقة رعد وهو يتحدث ليشير له للأريكة حيث كان يجلس يغمغم بهدوء :
- طب تعالا أقعد أنا عاوزك في موضوع مهم
أراد أن يتأفف حانقا ولكنه لم يفعلها قط ولم يفعلها الآن، حرك رأسه يوافق على مضض ... تحرك يعود للاريكة يجلس عليها ، طال الصمت بينهما لعدة دقائق فقط قبل أن يقرر جاسر البدء في الكلام :
- رعد أنا عارف إن أنا اذيتك كتير معاملتي ليك كانت فعلا قاسية وفيها ظلم كبير ليك بدون وجه حق
- ليه
قطب جاسر جبينه حين سمع تلك الكلمة من رعد ، ليرفع الأخير وجهه صوب أبيه يهمس له بحرقة :
-ليه ؟ السؤال اللي هيجنني طول عمري من وأنا عيل صغير ليه ؟ أنا عملت ايه غلط عشان تعاملني كدة ، أنا فيا وحش يخليك بتكرهني أوي كدة
حرك جاسر رأسه للجانبين بعنف ينفي ما يقول ولده ، ابتلع لعابه يغمغم سريعا:
-لا يا رعد المشكلة مش عندك ، المشكلة عندي أنا ، أنا يا بنتي زمان وأنا في سنك وأصغر من كدة كمان كنت شاب زيي زي أي شاب في كلية طب كلها كام سنة وابقى دكتور ، كنت عايش في أسرة هادية وسعيدة كنت مدلع من الكل لأني الصغير ، بس بين يوم وليلة اتغير كل حاجة ، ربنا امتحنا إمتحان صعب أوي يا رعد ... وانا رغم أني كنت ملتزم جداا إلا أن إيماني أنهار ومشيت في طريق الشيطان وعملت حاجات كتير أووووي وحشة لحد اللحظة دي وأنا بستغفر عنها ونفسي ربنا يسامحني عليها
صمت لبضع لحظات يلتقط أنفاسه ، ينظر لرد فعل رعد على ما قال ليرى على وجه ولده علامات الدهشة ، تنهد يكمل بنبرة أشد ألما :
- أنا اذيت ناس كتير أوي يا رعد ، منهم والدتك نفسها ، اللي دخولها في حياتي كان النجدة اللي اتبعتتلي بعد سنين ... وعرفت قد ايه كنت إنسان سئ ومؤذي وربنا كرمني وبعدت عن كل اللي كنت بعمله ، بس فضل جوايا هاجس ما بيفارقنيش لحظة ، أنك هتبقى عقابي ، أنك هتكون ذنبي ... إن ربنا هيعاقبني فيك ونسيت أن ربنا ما بيشيلك حد ذنب مالوش دعوة بيه ، خوفت لتطلع زيي ... كنت بحاول  هتصدقني لو قولتلك أنا بجد مش عارف أنا كنت بعمل ايه ، أنا بس كنت خايف ، خايف أوي لأشوف جبروت جاسر مهران بيتجسد فيك من تاني ، أنت عارف أنا ليه مسميني الشيطان ونفسي اخلص من اللقب دا ، 
بسبب اللي أنا كنت بعمله ، رعد أنا كنت خايف يا ابني وخوفي خلاني آذيك ، أنا آسف يا ابني سامحني
انتفض رعد ينظر لأبيه مصعوقا عينيه تكاد تخرج من مكانها ، يحاول عقله أن يعي أن والده يحمله ذنب لم يكن يعرف عنه من الأساس ضحك من شدة الألم يغمغم مذهولا :
-يعني ايه ، أنا مش فاهم ، يعني اللي أنا شوفته من طفولتي دا عشان إنت خايف اطلع زيك ، ربنا يعاقبك وابقى نسخة من جاسر مهران الشيطان ، طب أنا ذنبي اييييه .. أنا عمري ما فهمت ليه بتطبطب على چوري وتاخدها في حضنك وأنا لاء ، ليه بتعامل أخواتي كلهم بحنية
وأنا لاء ، ليه على طول حاطنني في قالب المتهم اللي بتدورله على أي غلطة ، بسبب خوفك يا جاسر باشا أنا كنت بحس إني يتيم
كنت بفضل أدعي ربنا دايما وأنا صغير وأقول يارب بابا يحبني أنا بحبه أوي ، خليه يارب يحبني
أغرقت الدموع عيني رعد لتهبط على وجهه يصرخ مكملا بحرقة :
- عمري ما هنسى القلم اللي ضربتهولي ظلم وأنا عيل لما جيتلك بجواب رفد من المدرسة ، ما حاولتش حتى تسألني ايه اللي حصل
Flash back
وقف رعد في صالة منزله  ملابسه مبعثرة وجهه مكدوم ... التراب يغطي جسده بالكامل يحمل في يده ورقة يقبض عليها بعنف .. جلست رؤى سريعا علي ركبتيها أمامه تسأله فزعة.:
- رعد يا حبيبي مالك ايه اللي حصل ... حصل ايه يا جوري
اخفضت جوري رأسها ارضا دون أن تنطق بحرف ... ليخرج جاسر في تلك اللحظة من غرفة مكتبه احتدت عينيه غضبا حين رأي مشهد ابنه ليقترب منه يصيح فيه غاضبا :
- أنت عاامل كدة ليه يا بيه ... اوعي تكون ضربت حد
بلع الصغير لعابه مذعورا ... ينظر لوالده يحاول أن يخبره بما حدث ... لم يجد ما يقول ليمد يده بذلك الظرف ناحية والده اخذه جاسر منه بحدة يفتحه يقرأ ما فيه لتشخص عينيه في غضب احتقنت الدماء في مقلتيه كور الورقة في يده ينظر لابنه للحظات غاضبا الدماء تفور في رأسه ليسقط رعد أرضا دون سابق إنذار أثر صفعة عنيفة قوية من يد والده. ... لن تنسي ابدا ردة فعل طفلها لم يبكي لم ينطق بحرف فقط وضع يده علي وجهه ينظر لوالده بحقد ... بينما صاح جاسر غاضبا :
- البيه ابنك بلطجي ضرب زميله وفتحله دماغه واترفد من المدرسة ....
هنا تحديدا تدخلت جوري وقفت أمام والدها تنظر له تبكي تعاتبه بنظراتها ....لتهمس بصوت باكي من بين شهقاتها :
- بابا إنت ضربت رعد ظلم ... اخت شهاب واحنا بنلعب في الفسحي زقنتي جامد ووقعني علي ضهري روحت أنا زقتها ووقعتها وكنت هضربها ... جه رعد وبعدني عنها ...  راح شهاب جايب أصحابه وضربوا رعد ..رعد كان بيزقهم بعيد عنهم فشهاب وقع اتعور ...

صحيح أن جاسر اغلق المدرسة بأكملها لأنه عرف أن ذلك الفتي هو ابن مدير المدرسة لذلك رفد ابنه هو فأغلق جاسر له المدرسة ومن يعترض ... ولكن رعد لن ولم ينسي ابدا صفعة والده ... التي هوت علي قلبه ظلما
Back
- عمري ما هنسهالك يا جاسر باشا ... أنت عارف أنا كان نفسي تبقى المشكلة عندي أنا ، أنت اتفننت تكسر كرامتي في البيت وفي الشركة ، تعرف أنا كدة ارتحت عشان عرفت إني عمري ما كنت السبب ويا رتني ما عرفت ، والله يا رتني ما عرفت ...
وقف جاسر يحاول الاقتراب منه ليحرك الأخير رأسه بعنف يبتعد عنه خرج من المنزل مسرعا يركض كمن يهرب من الموت وصوت والده خلفه يصرخ فيه وكشافات سيارة ضربت أمامه فجاءة والصمت غزا المكان بعد صوت الفرامل العنيفة !!
___________
خلص الفصل ما تنسوش الدعم بلايك وكومنت برايكوا بالتوفيق ومن نجاح لنجاح بإذن الله
دمتم في حفظ الرحمن 💖
#عائلتنا_الصغيرة
#عائلة_دينا_جمال

أسيرة الشيطان الجزء الأول + الجزء الثاني+ الثالثWhere stories live. Discover now