بدأ الأمر في نهاية 2019
الساعه قد تجاوزت منتصف الليل بساعتين
كانت أختي الصغرى بين يدي تبكي وكنت أحاول إسكاتها
لأكمل استذكار بقية الكتاب لاختباري الذي يبدا بعد سويعات من الان
في تلك اللحظة بذات
أصبح صوت أختي أقل صخبًا
ولم أستطيع التركيز على ما كنت أذاكر
غرقت في صمتي
حتى أفكاري كانت صامته
كل ما حولي أصبح فراغ وهدوء
ومن اللامكان تفاجأت بثقل على صدري
وكأن جبال الأرض كلها أجتمعت لتحط عليه
وآلاف الأشواك قد زُرعت في حلقي
لم أستطيع أن أتنفس أو أن أتكلم
بقيت على هذه الحال لدقائق معدودة ولكنني شعرت وكأنها أيام
حاولت إستجماع شتات نفسي لا أود من أحدٍ أن يراني على هذه الحال
لم أستطع إكمال ماكنت أستذكر فاغلقت كتابي ووضعته في حقيبتي
ورفعت أختي الصغرى لاضعها في فراشها لتكمل نومها
ومضى بقيت اليوم وأنا أحاول مسح هذا الشعور من داخلي
كان الرياضيات أخر أختبار لي ولكن عوضًا عن شعور الإنجاز والفرحه
كنت لا ازال أعاني من الثقل والفراغ
ضننت أنه زائل ولن يستمر لفترة طويلة
ولكن قليلًا ما عرفت
شعور الثقل اصبح أثقل اذا كان ذلك حتى ممكنًا ولكنه لم يكن وحيدًا
لقد صاحبه الخدر والفراغ
لاشيء أصبح شيقًا بعد الان
لم أعد أشعر بالمتعة والحماس في كل ما كنت أحبه
لاشيء أبدًا يشدني اليه
الطعام لم يعد له مذاق لذا توقفت عن أكله
أصبحت أجبر نفسي على الاشياء
ليس انني أحبها ولكن لانها روتين اعتدته
تخدر جميع جسمي وجفت دموعي لم أستطيع حتى البكاء
في بعض الاحيان يكون شعور الخدر طاغيًا
حتى بدأت اتساءل اذا كنت على قيد الحياة
او هل انا بشرًا ام مجرد آلة
ولطرد ذلك الشعور أغرس أظافري في يدي او ساقي
كي أحس بالالم ولكي أطمئن نفسي بأنني بشرًا
وأني لم أكن أتوهم الحياة
كان مهربي الوحيد هو النوم
توالت الايام والشهور
أصبح وزني في انحدار
كثر تساقط شعري
وكان الصداع صديق لي طوال تلك الأيام
ولكن لم يكن ذلك أسوء ماحصل
كان أسوء شيء هو أنه لم يلاحظني أحد
أو بالاحرى رأوني ولم يهتموا
ايامي كانت مكرره
استيقظ من النوم على صُداح أمي بأني نِمتُ طويلًا
بعد ذلك ستجد أمي شيئًا لتضع اللوم علي فيه
وعندما لاتجد شيئًا لي لأفعله
ستبدأ توبيخها لي بأن وزني اصبح في نقصان وشعري بدأ يقل شيئا فشيئا
ولكن كل ذلك ليس حرصًا أو خوفًا علي
حاشا
بل لإن فلانه شعرها طويل وجميل وأنا لا
وأخرى قد ارتدت فستان تناسب مع جسمها على عكسي
لازال أتذكر ذلك اليوم وكانه الأمس
عندما بدأت أتحسن قليلا واحتفالًا به قررت إرتداء فستان ملون ولأول مره
فقد كانت الالوان الداكنة هي السائدة بين ملبسي
ارتديت فستاني وكعبي العالي وبعض الحُلي
وبكل ما تبقى لي من حماس
ذهبت لأمي كي أريها
ولكن أمي حطمتني وهزت ثقتي بما قالت
"ههه هل أنتي جاده !!"
" وكأن مثل هذه الفساتين ستكون لائقة بك الا ترين جسمك أنتي!!"
أكاد أقسم أني سمعت تهشم قلبي من مكان وقوفي
ولم تكتفي أمي بذلك فقط بل أضافت بتهكم
"وهل يعجبك شعرك هكذا ملتصق برقبتك وكأنه شعر مسنه بل هي أفضل من شعرك بمراحل "
تمنيت وقتها لو أستطيع الهروب أو أختفي من على وجه الأرض
ومن تلك اللحظة تفاقمت معاناتي في عدم الثقه بالنفس
وأصبحت من بعدها مرتابه
في كل مرةٍ يبدي احدهم إعجابه بملبسي أو بشعري لن أصدقه
وأبدآ بالتفكير بأنه يسخر مني وأنه من المستحيل أن يكون صادقًا
بدأت أنظر لانعكاسي بالمرآة أقل
واذا نظرت سأجد دائما شيئًا لانتقدته بنفسي
اصبحت أشعر بعدم الاستحقاق
لا أستحق الحب
لا أستحق الاهتمام
لا أستحق النجاح
و لا أستحق اي شيءٍ في الحياة
لذلك أصبحت لا أجادل اذا أخطأ أحدهم في حقي
فربما يكون على حق وأنا أستحق ذلك
من المؤكد أنني فعلت شيئًا خاطئا لذلك أنا أستحق تلك المعامله
وبسبب تشكيكي بكل من حولي أصبحت وحيدة
وهم محقين بذلك
أعني من يريد شخصًا هكذا
يشكك في كل شي يقولونه
لايستطيع قبول المجاملة
يشعرهم بالسوء مهما قالوا
أصبحت في الحضيض
أريد الاستمتاع بالحياة وأن أعيشها على أتم وجه
أريد ان اكون قادرة على النظر بالمراة وأرى انعكاسي ولا اشمئز منه
أريد أن أحب نفسي
أكون صداقات
أتقرب من شخص
أُحب
أريد أن أشعر بالسعادة بعدما نسيت كيف كانت
أريد أن أقوم بالكثير من الأشياء قبل أن أموت
ولكن
هل سأتمكن من ذلك يومًا ما
أم سأُدفن قبل أن يتسنى لي القيام بها
________________________________
أسفة على السلبية الموجودة بس ودي أفضفض
وللأسف ماعرف كيف أو لمين أفضفض
