- البِدَايَة .

11 2 1
                                    

- الطبيب "جيهون" : "إذًا ، يا "كيم هانا" ، إنه تحليلي الأوليّ لكِ ،
و لكن بالطبع لا تنسي ، إنه ليس سوى تحليل أولي يجب تدعيمه باختبارات أكثر دقة".
- مررّ الطبيب "جيهون" ورقةً ل "هانا" ،
و كان محتواها كالتالي :
"اضطراب القلق المتزايد ، اضطراب الغضب الانفجاري المتقطع .".
-
- هانا : "أوه ، لم أتوقع كل هذا".
- الطبيب "جيهون" : "لا تقلقي ، ليست بالمشاكل الكبيرة ، جميعها مشاكل شائعةٌ للغاية،
حتى أن العامة أصبحوا يظنون أنها طبيعية ، و لكنها ليست كذلك ،
و لهذا ، يجب عليكِ العلاج منها ،
على أي حال ، استخدمي هذا الدواء عندما تشعرين بقلقٍ كبير لا يُحتَمل ،
و استخدمي هذا إذا مررتِ بنوبةٍ غضب ،
و لكن لا تبالغي في استخدام كليهما".
- هانا : "حسنًا".
- الطبيب "جيهون" : "إذًا ، تنتهي جلستنا الثانية هنا ، أراكِ في الأسبوع القادم".
- هانا : "أوه ، نعم ، وداعًا".
-
-
<<بعد أسبوع>>
- في مستشفى "موجين" ،
عيادة الطبيب النفسي "كانغ جيهون" ،
الجلسة الثالثة لِ"هانا" : -
- الطبيب "جيهون" : "كيف كان حالكِ؟".
- هانا : "عدا أن والدتي لم تكن تريد رؤيتي بعدما علِمَت أنني مريضة ، فأنا بخير".
- الطبيب "جيهون" : "لا بأس ، هذا يحدث كثيرًا".
- هانا : "نعم ، أظن ذلك".
- الطبيب "جيهون" : "هل أخذتِ أيًا من أدويتكِ خلال الأسبوع الماضي؟".
- هانا : "نعم ، لقد أخذتُ دواء القلق أربعة مرات،
و أخذتُ دواء الغضب لمرةٍ واحدة".
- الطبيب "جيهون" : "هذا كثيرٌ ، هدفنا هو تقليل استخدامكِ للأدوية حتى تصبحين في غِنىً تامٍ عنها ، حسنًا؟".
- هانا : "حسنًا".
- الطبيب "جيهون" : "اليوم سأركز على اضطراب القلق الخاص بكِ ،
أولًا ، - و بجانب دوائكِ - ،
يجب عليكِ تقليل الكافيين ، أي تقليل هوسكِ بالقهوة ،
و يجب عليكِ تحسين نظام نومكِ و الحصول على ساعات نومٍ كافية ، و ما أعنيه هو أن تحصلي على أكثر من ثمانِ ساعاتٍ من النوم ،
و يجب أيضًا أن تتجنبي ممارسة الحمية الغذائية".
- هانا : "هل تظن أنني سأستمع إليك حقًا؟".
- الطبيب "جيهون" : "نعم ، ستستمعين و تطبقين ما أقوله".
- هانا : "و لما أنت متأكدٌ هكذا؟".
- الطبيب "جيهون" : "لأنكِ تفعلين هذا لأجلكِ ،
و ليس لي ،
قلقكِ في حالةٍ سيئةٍ حقًا ، و أنتِ تدركين ذلك جيدًا ،
لذلك سينتهي بكِ الأمر بتتبع تعليماتي".
- هانا : "أيًا يكن".
- الطبيب "جيهون" : "لنبدأ العلاج الحقيقي الآن،
ما الذي يجعلكِ تشعرين بالقلق يا "هانا" ؟".
- هانا : "لا أستطيع التوقف عن التفكير في تدهور حياتي ، أعني فشلي الذريع".
- الطبيب "جيهون" : "هذا بالضبط ما يجعلكِ تعانين : القول أنكِ فشلتِ فشلًا ذريعًا ، و أن حياتكِ تدهورت ،
بينما في الواقع حياتكِ كما هي و لم تتغير كثيرًا ،
و لكنكِ تقنعين نفسكِ بأنكِ فاشلة و أنها النهاية".
- هانا : "لا تحاول تجميل الواقع ،
لقد فشلتُ ، هذه حقيقة ، مهما حاولتَ إنكارها".
- الطبيب "جيهون" : "أترين؟ ،
أنتِ مقتنعة تمامًا بذلك لأنكِ تستمرين في ترديده لنفسكِ ،
سأقول ذلك مجددًا ، لا شيء حدث حقًا لحياتكِ".
- هانا : "أعتذر ، و لكن هل أنت غبي؟ ،
ألا يمكنك رؤية التغيير الذي حدث لحياتي أم أنك تتظاهر بعدم وجوده؟".
- الطبيب "جيهون" : "أتعلمين يا "هانا" ، لقد تغيرت حياتكِ فعلًا ،
و لكن كوني صريحة ،
لم تتغير بسبب "فشلكِ" ذاك ،
بل تغيرت بسبب ما حدث معكِ ،
أليس كذلك؟".
- هانا : "ما الذي تعنيه؟".
- الطبيب "جيهون" : "ما تتحدث عنه والدتكِ دائمًا ،
أظن أنه قد حان الوقت للحديث عن ذلك".
- ظهرت علامات التفاجؤ و الضياع على ملامح "هانا" ،
بدت ملامحها مختلفةً تمامًا عن ما كانت تبدو عليه قبل دقائق ،
ف قبل دقائقٍ كانت تبدو واثقةً ،
أما الآن ، فهي تبدو خائفةً و تحاول جمع شتات نفسها بصعوبة -
- الطبيب "جيهون" : "أعلم أن هذا صعب ،
و لكن يجب عليكِ مواجهة ما تخافينه حتى تنهين خوفكِ ،
لا يجب أن تُماطِلي".
- هانا : "لستُ متأكدةً من ذلك".
- الطبيب "جيهون" : "هانا ، أخبريني بما حدث معكِ بالتفصيل ، بكلّ تفصيلةٍ مملة ،
كما لو أنكِ تروين قصةً في أحد كتبكِ".
- هانا : "هل .. ستصدقني؟".
- الطبيب "جيهون" : "سأفعل ،
حتى لو لم يصدقكِ أي أحدٍ آخر ،
حتى لو كنتِ تبدين و كأنك تتفوهين بالهراء ،
سأصدقكِ يا "هانا" ".
- تنهدت "هانا" ، ثم قالت : "في يوم الثلاثاء ، الرابع عشر من يناير ، في ما يقارب الساعة التاسعة صباحًا ،
لقد خرجتُ من المنزل للتجول بسيارتي بحثًا عن الإلهام أو أفكارًا لكتاباتي ،
و هذا شيءٌ أفعله كثيرًا ،
على أي حال ، لقد ظللتُ أتجول بسيارتي لوقتٍ طويلٍ ،
و بعد ساعةٍ تقريبًا ، كنتُ في مكانٍ لا أعرفه ، و لا أستطيع تقدير موقعه حتى ،
بدا ذلك المكان ك منطقةٍ فقيرةٍ و مليئةً بالخطر ، و لكن ذلك كان مثاليًا لإيجاد أفكارٍ لرواياتي بالطبع ، بما أنها تحمل تصنيف الجريمة دائمًا ،
لذلك ، نزلتُ من سيارتي و بدأت أتسكع دون حذرٍ ، لم يخطر ببالي أنني قد أواجه شيئًا سيئًا بما أن كل تفكيري كان النظر حولي حتى أستوحي تفاصيلًا لقصصي ،
و بينما كنتُ أتسكع ، كان هناك متجرًا في آخر الزقاق ، بدى مهجورًا و فارغًا ،
و لكن كان يصدر منه صوتًا ما ،
صوتٌ يشبه صوت وقوع شيءٍ ما ،
و بما أنني غبيةٌ ، لقد جذبني مظهر المتجر من الخارج ، لذلك اقتربت حتى ألقي نظرةً خارجيةً قريبة ،
و لكن باب المتجر كان مفتوحًا قليلًا ، قليلًا للغاية ،
نظرتُ به و أنا لا أتوقع رؤية شيئًا جادًا ،
و لكن ما رأيته كان شخصًا يرفع كرةً حديديةً و يحاول ضرب رجلٌ ما ،
استمر في السعي خلفه حتى طرحه أرضًا ،
و من ثم ..
و من ثم بدأ بتحطيم رأسه بتلك الكرة الحديدية ،
- توقفت "هانا" للحظات و هي تنظر للفراغ، ثم عاودت الحديث -
وقفتُ صامتةً مفزوعةً ، كنتُ أشعر بالخوف حقًا ، لقد تجمدتُ في مكاني ،
لم أستطِع التفكير في أي شيءٍ عدا الابتعاد عن هنا سريعًا ،
لا أود قول ذلك ، و لكن بما أنني كاتبة قصص جريمة ،
كنتُ أتوقع التفات المجرم لي ، أو أن يراني أحدهم أنظر إلى هناك ؛ لذلك سِرت مبتعدةً ،
و لكنني حاولت عدم إصدار أي صوتٍ بالقرب من ذلك المتجر ، و حاولت السير ببطءٍ و ثبات،
و من ثم عدتُ إلى المنزل ،
حاولتُ إخبار عائلتي و أصدقائي ، و لكن لم يستمع أحد ؛
و لذلك أخرجتُ مشاعري بالكتابة ،
و هذا ما جعلني أكتب قصة "لقد رأيتُك" ،
و رواية "إنه أنت" ،
و كما ترى ، كلاهما يحملان القصة ذاتها بالأحداث ذاتها و بنهايةٍ مفتوحة ، لأنني كنتُ أروي ما حدث معي".
- الطبيب "جيهون" : "هل هذا كل شيء؟".
- هانا : "نعم".
- الطبيب "جيهون" : "هل حاولتِ إبلاغ الشرطة؟".
- هانا : "ليس لدي أي أدلة ، سيبدو كبلاغٍ كاذب ،
و لأكون صريحة ، كنت أشعر بالخوف من ذلك ،
أظن أنني أجبن من أن أواجه الأمر".
- الطبيب "جيهون" : "و لكنكِ قد فعلتِ ، لقد واجهتِ الأمر الآن".
- هانا : "لستُ متأكدة ، مازلت أشعر بالخوف ذاته".
- الطبيب "جيهون" : "هذا طبيعي ، لم يكن الموقف سهلًا ، إضافةً إلى أنكِ لن تتجاوزي الأمر فقط بالحديث عنه".
- هانا : "إذًا كيف أواجهه حقًا؟".
- الطبيب "جيهون" : "يجب عليكِ إخبار الجميع بذلك دون خوف ، و دون التفكير في أنهم سيكذّبونكِ ،
و الأهم من ذلك ، يجب عليكِ الذهاب إلى المكان ذاته ، إن هذه أكثر طريقة فعالة لتخطي الصدمات النفسية".
- تصنمت "هانا" ، ارتعشت يديها ، و بدأت التحدث بسرعةٍ كبيرة : "و لكن .. أنا ..أنا لا أعلم ، لا أستطيع الذهاب إلى هناك مجددًا ، أنا .. أشعر حقًا- ".
- الطبيب "جيهون" : "لستِ وحدكِ يا "هانا" ،
سأذهب معكِ ، سنواجه ذلك معًا".
- هانا : "هل ستفعل؟".
- الطبيب "جيهون" : "بالطبع ، أنا لن أترككِ وحيدةً أبدًا".
- هانا : "و لكن .. أنا لا أعرف المكان".
- الطبيب "جيهون" : "لا بأس ،
حتى لو كان علينا البحث في كل بقعةٍ في سيؤول ، ف سنفعل ،
سنجد ذلك المكان ، و سنواجه ما مررتي به ،
و ستُثبِتين صدق ما تقولينه".
- بدت "هانا" أكثر اطمئنانًا و هدوءًا ،
كانت كلمات الطبيب "جيهون" مواسيةً و شافيةً حقًا -
- الطبيب "جيهون" : "لنذهب في نهاية هذا الأسبوع ، سآتي لأصطحبكِ من أمام منزلكِ ، و ستقودين أنتِ سيارتكِ ؛ حتى يكون من الأسهل التذكر ،
لا داعي لإخبار والدتكِ إن لم تريدي ذلك ، لن أذكر لها الأمر".
- هانا : "حسنًا، أظن ذلك".
-
- يُتبَع ..

[ &quot;أتمَنّى أن ينتَهِي العالمُ غدًا&quot; | &quot;I hope the world ends tomorrow&quot; ]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن