في القلعة.

و تحديدا في قاعة العرش، كلمة صدمة
لم تنجح في التعبير عما يختلج آرثر في
تلك اللحظة، تعلقت عيناه بتلك التي كانت
تسير نحوهم بخطوات تضج دلالا لم يعد
يستهويه، نظر نحو لوسيفر الذي بادله
نظرة معناها افعل ما أريد و حاول منعي.

أخفض رأسه الذي كان يعج بأفكار و سيناريوهات
لقتلها و  الذي أصبح شبه مستحيل حاليا، خاصة
مع دعم لوسيفر الواضح لها فهو بالتأكيد
من قام بإخراجها من السجن و إنقاذ حياتها
أيضا.

لم يكن بالهين عليه أن يضبط اعصابه
أمام الملك الجديد لكنه اضطر لفعل
ذلك حتى لا يفصل رأسه عن جسده
دون أن يتوقف عن جلد نفسه لأنه لم
يستمع إلى نصيحة تلك المستذئبة، كلاريسا
التي نصحته بقتلها دون الحاجة إلى تعذيبها.

مرت من جانبه دون أن تهتم به و كأنه هواء
ثم إنحنت بخفة أمام لوسيفر الذي أشار
لها بأن تأخذ مكانها بجانب بقية مستشاري
المملكة و الذين كان عددهم قليل للغاية،
لكنه لم يستغرب أن يحصل ذلك في
بلاد على وشك ان تباد.

صوته صدح عاليا و هو يقف من كرسي العرش
ليسير على الممر بكل خيلاء و غرور:

-لقد عدت أخيرا إلى مملكتي لكني للأسف
لست سعيدا لما آلت إليه الأمور و السبب
تلك القرارات الغبية التي كان يأخذها
الملك السابق دوم ان يفكر بمصلحة المملكة.

كان آرثر سيتكلم حتى يدافع عن نفسه
من تلك الاتهامات الخطيرة التي من الممكن
ان تؤدي به إلى الموت مكان زوجته لكن لوسيفر
أشار ان ان يصمت ليذعن إليه صاغرا بينما
اكمل الآخر موضحا:

-أنا اعلم كل شيئ، فقد تحالفت ضدكم
بقية الممالك و هذا ما جعلكم ضعفاء
للغاية حتى أن البعض منكم قد مات جوعا
بسبب هذا الحصار الغير عادل، كل ذلك
إنتهى دون رجعة و سوف تعود المملكة
إلى سابق عهدها و سنغزو كل الممالك
الأخرى و نخضعها تحت سيطرتنا كما
اننا سوف نحول مدينة البشر إلى مزرعة
كبيرة  و نقتات عليهم بدل دماء الحيوانات.

هتف الجميع بحماس لهذه الوعود التي
بدت لهم بمثابة حياة جديدة لطالما حلموا
بها، اكمل لوسيفر حديثه و هو يرفع
بصره عاليا نحو النوافذ المعتمة قائلا:
رواية بقلمي ياسمين عزيز

-اما تلك اللعنة القديمة فسوف نتخلص
منها عن قريب، اعدكم بذلك لكن اولا
يجب أن تطيعوني و تفعلوا كل ما آمركم
به.
أومأ الجميع بطاعة بعضهم برغبته و البعض
الآخر رغما عنه و كأنه يمتلك خيارا للرفض
ففي قانون لوسيفر الجديد إما القبول و
إما الموت.

في مملكة الذئاب.

هتف ماكس مقترحا بعد أن قام فولكانو
بالاجتماع بهم بخصوص التجهيز للحرب:

-ما رأيك أن نهجم عليهم الان بما اننا قد
علمنا بمكان لوسيفر فهو لازال ضعيفا
و لم يكتمل جيشه و بهذا سوف نتخلص
منه بكل سهولة.

دلك فولكانو صدغيه و هو يرمش بصعوبة
فبسبب إلحاح فرح في التدريب قضى
معها ما يقارب الخمس ساعات متواصلة، ليتحمل
خلالهم عصبية أورورا و انفجارها كلما أخفقت
في إنجاز مهمة يطلبها منها، ما جعله يصبر
عليها هو فقط تحسنها السريع و الذي فاق
كل توقعاته حيث كانت ذكية و قوية
بشكل لا يصدق و قد قامت بتفتيت جبل
من الصخور دوم ان تلمسه تماما كما فعل
لوسيفر بجنود العنقاوات.
تذكر كيف انها سقطت امامه بانهاك رافضة
الاستسلام او الاعتراف بأنها تعبت من التدريب
لكنه بصعوبة بالغة إستطاع أقناعها بأنه سوف
يعيدها في المساء حتى تتدرب في الظلام.

أخذ دفة الحديث ليجيب ماكس الذي يبدو
انه ليس بحال جيد هو الآخر حتى يسأل هذا
السؤال الغبي:

-لوسيفر لوحده يستطيع هزيمة جيش
كامل لذا يجب أن تكون اللونا جاهزة
فهي الوحيدة التي تتمتع بتلك الميزة
التي تمكنها من قتل الأعداء بواسطة
تحديد أماكنهم فقط.

كان يكره الاعتراف بذلك، بأنه في حاجة
إلى زوجته و التي سوف يعرضها للخطر
بكل أنانية حتى ينقذ شعبه، و كم حاول
إيجاد حل بديل لكنه لم يفلح لكنه اقسم
مقابل ذلك على حمايتها بروحه و عدم ترك
ذاك الفامباير و شقيقه المشعوذ يلمسان
شعرة منها.

هتف معترفا و هو يدلك عنقه من الخلف
و الذي تشنج من شدة تعبه:

-اعلم بأن هذه الحرب طالت كثيرا و جميعنا
بدأنا نشعر بنفاذ طاقتنا في الصبر لكننا
مضطرون رغم إرادتنا، ان ننتظر اياما أخرى
حتى نكون جاهزين كليا.

أومأ له معاونيه بطاعة و قد شعروا بالإرتياح
من كلامه فالكل كان واثقا جدا من حسن
قيادته و كذلك قراراته الحكيمة فهو لم
يكن ذلك الملك المستبد بل كان يتشاور
معهم في كل صغيرة و كبيرة تخص المملكة.

مجنونة في بلاد المستذئبين Where stories live. Discover now