الفصل التاسع عشر

11.7K 541 17
                                    

في حديقة منزل ماكسيمس...

كانت فرح تقف مذهولة.. تتأمل كيف
تحول صديقتها سيلا و أصبحت عبارة
عن ذئبة رمادية تماما بعد يوم واحد من
وسمها...
رفعت تلقائيا يدها إلى عنقها و هي
تبتلع ريقها بصعوبة قائلة :
-بركة دعاكي يا خالتي سميحة عمرها
ما حرمتني من حاجة و كانت دايما
بتنده عليا يا بنت الكلب... اهو كبرت
و تطورت و قريب هبقى بنت ذئب".

حركت الذئبة إيلا ذيلها ثم مشت نحو
فرح التي شعرت بالقليل من الخوف
و الغرابة تجاهها لا زالت لم تتعود على
فكرة انها نفسها صديقتها سيلا...
جذبتها بفكها من فستانها الصوفي
ثم جرتها قليلا كي تتبعها...

و ما إن فهمتها فرح حتى تركتها
و بدأت تركض بسرعة مناسبة أمامها
حتى تلحق بها الأخرى بسهولة...
بعد دقائق قليلة وصلتا إلى ذلك الشلال
القريب من منزل ماكس و الذي كان
دائما يأخذ سيلا إليه...

شهقت فرح و هي تدور حول نفسها بانبهار
تتأمل هذا المنظر النادر من شدة جماله..
-يجنن...أنا حاسة نفسي في سويسرا ".

ضحكت عندما حطت فراشة صغيرة على
كتفها ثم طارت لتلتحق بأخواتها تحت أنظار
فرح المنبهرة...
جلست على إحدى الصخور و مررت يديها
على الحشائش الخضراء الزاهية مستمتعة
بنعومتها بين أصابعها خاصة و أنها كانت
مليئة ببعض رذاذ الثلج الذي اضاف على
المكان سحرا خاصا...

فجأة أفاقت من ذهولها لتكتشف انها
كانت وحيدة... وقفت من مكانها تبحث
عن صديقتها التي إختفت فجأة تاركة
إياها في هذا المكان الغريب...
فزعت و هي تنادي عليها بصوت عال
و تبحث في نفس الوقت عن أي شيئ
لتدافع به عن نفسها في حال هجم عليها
شخص ما... صحيح ان منزل ماكس كان
قريبا من هنا لكنها لم تستطع حفظ الطريق
بسبب تلك الطرقات المتداخلة بين
الأشجار الكثيفة...
-سيلا... رحتي فين و سبتيني هنا ".

إنتبهت إلى صوت خشخشة قادم من
الجهة الأخرى لتصرخ فرح بخوف ظنا من
انه إحدى الذئاب لكنها شتمت بصوت
عال ما إن رأت سيلا قادمة و قد عادت
إلى هيأتها البشرية مرة أخرى :
- اه يا جزمة..يعني متعمدة تخوفيني عشان
إنت مشاء الله بقيتي قردة... قصدي ذئبوبة
بقيتي بتمشي تفتري عالناس... حرام عليكي
انا قلبي كان هيوقف انا عارفة إني هموت
بسكتة قلبية من كثر الخضة في العالم داه ".

ضحكت سيلا و هي ترتب فستانها الذي
وجدته خلف إحدى الأشجار ثم قالت :
-ما إنت اللي مش عاوزة تقتنعي.. إنه
مفيش داعي لخوفك داه... يا بنتي
إنت بقيتي لونا يعني ملكة العالم داه
و مفيش حد هيتجرأ و يتعرضلك
أبدا...و كل اللي هنا موجودين عشان حمايتك
و إلا إنت مش شايفة اللي خلف الشجر
هناك ".

دارت فرح حول نفسها حتى ترى مالذي تتحدث
عنه صديقتها التي ضحكت من جديد مواصلة
حديثها :
-مش هتقدري تشوفيهم عشان هما متخبيين
كويس... دول جاردز حطهم الالفا عشان
يراقبوكي و يحموكي من بعيد..إنت عشان
حواسك لسه ضعيفة مش هتقدري تشعري
بيهم إنما أنا بشم روايحهم كويس...".

مجنونة في بلاد المستذئبين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن