الفصل التاسع

12.9K 573 6
                                    

لم تدري المسكينة انها بفعلتها تلك قد تجاوزت
الحدود و أيقضت الوحش الكامن بداخله
راقبته بذعر إخترق قلبها و يبتسم بقسوة
ضاغطا على أسنانه بقوة و كأنه ينوي تحطيمهم...
بياض عينيه تلاشى ليحل محلهم سواد
قاتم جعل مظهره يبدو مرعبا و كأنه إحدى
الأشباح المخيفة...

إنحنى عليها بطوله الفارع مما جعلها تنتفض
إلى الوراء بذعر لكنه كان أسرع منها ليمسك
شفتيها بين أصابعه و يسحقهما مهسهسا بصوت
هامس محذر :
-شفتاك هذه التي تخرج كلاما كالسياط
سوف أسكب عليهما الاسيد يوما ما... حتى
تتعلمي كيف تتحدثين مع الالفا فولكانو...
فأنا لست مراع دائما... أنا فقد أقدر انك لازلتي
جديدة في مملكتي و لا تعلمين القوانين
لكن صدقيني أنصحك بعدم إثارة غضبي
حتى لا تندمين رفيقتي الجميلة.... رواية لياسمين عزيز

كانت دموعها تنزل على وجنتيها من شدة
الألم... لم تستطع حتى الصراخ أو منعه
كي لا يضغط عليها أكثر حتى فاقت قدرتها
التحمل فهي في الاخير ليست سوي بشرية
ضعيفة و هو ملك المستذئبين...يستطيع
قتلها باستخدام  باصبعه الصغير فقط...

شهقت بألم حاد جعل شفاهها تتخدر
لتسقط على الأرض جالسة على ركبتيها
مستندة بيديها على الأرضية و هي
تبكي و تشهق... لأول مرة في حياتها يعاملها
أحدهم هكذا... لطالما كانت ذات شخصية
قوية و سليطة الناس تستطيع أخذ حقها
بيدها دون مساعدة الآخرين... لكن الآن
الظروف تغيرت فعلى ما يبدو قد ظهر الشخص
الذي سيلجم جماح تمردها لكن ليس بهذه
الطريقة القاسية.... لم تشعر بهذا القدر
من الضعف و الإذلال من قبل رغم مرورها
بأقسى التجارب التي يمكن ان تمر على فتاة
مثل موت والديها و إجبارها على الحياة
وحيدة......

ضغط فولكانو على شفتيه بقوة  و هو يتراجع
إلى الخلف و قد صم أذنه صوت تصارع
عنقاءه أوليفر و ذئبه سيزار اللذين كانا
يريدان أخذ السيطرة منه حتى يساعدا
رفيقتهما و يصلحا ما أفسده ذلك الجلف
فولكانو الذي كان واقفا أمامها يتأملها
كالصنم...بداخله كان يشعر بألمها الذي
إنتقل له عبر الرابطة... شفتيه كانتا تحرقانه
بالإضافة إلى ألم ضغطه عليها و كأنه يعاقب
نفسه على إيذائها....لا يدري كيف فقد
تعقله و آذاها.. من المفترض على أي مستذئب
حماية رفيقته و إفداءها بروحه لكن
هو فهل عكس ذلك، فرغم أنه أعجب بشجاعتها
و قوتها و  جرأة ردودها التي جعلته يطمئن
نوعا ما من انها ستكون مناسبة لمنصب
اللونا عكس صديقتها رفيقة ماكس التي
كانت تخاف من خيالها إلا أنه قد ضاق
ذرعا من وقاحتها معه خاصة بعد أن تجرأت
و ذكرت رغبتها الصريحة في تركه و الإبتعاد
عنه بكل سهولة و كأنه لا يعني لها شيئا
مستهينة برابطة الرفقاء المقدسة بالنسبة
لهم..اللعنة ألا تعلم انه سيموت إن تركته...

تابعها بصمت و هي تسترجع عافيتها
و تستند على يدها كي تقف من جديد
كانت تخفض وجهها الغارق بدموعها
الصامتة و الذي إستحال لونه إلى الأحمر
الدموي...
جففته بسرعة بأكمام قميصها متحاشية لمس
شفتيها التين كانتا تنزفان بالقليل من الدماء...
تحدثت بصعوبة رغم محاولتها الواضحة
أن تكون قوية أمامه....
كم هي عنيدة حتى بعد ما حصل لا زالت
لم تستسلم :
- هل أستطيع أن أذهب إلى سيلا ".

مجنونة في بلاد المستذئبين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن