الفصل الخامس و الاربعون

8.8K 455 17
                                    

إحساس مرير بالعجز, طعمه أمر من العلقم
يفتك بروحه بلارحمة ذلك ما كان يشعر به
فولكانو و هو يراقب زوجته النائمة، لا يستطيع
نسيان أنه قد عجز على حمايتها مرة أخرى
من تلك الأخطار المحدقة بها و التي كانت
تترصدها في كل لحظة و من كل جانب.
في البداية من قبل ذلك المشعوذ
وولكر الذي استطاع الولوج داخل أحلامها
و جعلها تهجر النوم ليال طويلة خوفا من
يتراءى لها، كان يظل بالساعات
ساهرا إلى جانبها يهدهدها و كأنها طفلة
صغيرة بعد أن تستيقظ فزعة كلما اغمضت
عينيها،و كاد أن ينجح في خطفها لولا
ظهور عنقائها فجأة التي استطاعت
الدفاع عنها و إنقاذها في حين  فشل هو
و الأن تأتي كلاريسا و تخطط لقتلها حتى
تأخذ مكانها.

في جميع الممالك و على مر العصور لم تكن
حياة الملوك سهلة بل كانت محفوفة بالأخطار
حيث الأعداء يتربصون لهم دائما، كم من
ملك اغتيل و ملكة قتلت بسبب أطماع
الآخرين في السلطة، سلطة العرش الملعونة،
فهو مطلقا لم يختر أن يولد ألفا أو من العائلة
الحاكمة بل كان يتمنى لو انه كان مستذئبا
عاديا لكن القدر هو من جعله كذلك.

رسم إبتسامة مرغمة على شفتيه عندما شعر بها
تتململ في نومها ثم تفتح عينيها و هي
تتذمر كعادتها لابد أن أورورا هي من قامت
بإيقاضها لأنها تشعر بالملل،ف فرح كانت
تشبه القطط في نومها كلما وضعت رأسها
على الوسادة نامت سريعا و لا تستيقظ
إلا بعد ساعات طويلة حتى أنه شك
بأنها قد تكون حاملا.

إنتقل من مقعده ليجلس بجانبها على
الفراش و هو يهمس لها برقة تعودت عليها
مؤخرا و أصبحت تخرج منه عفوية لكن
لها فقط:

-اورورا مجددا، أليس كذلك؟
رواية لياسمين عزيز

حركت رأسها بإيجاب ثم ردت عليه
بضيق ليس منه بل من هجينتها المزعجة:

-أجل و من غيرها، لا تتوقف عن الصراخ
داخل عقلي و كأن نهاية العالم قد حلت.

توقفت عن إكمال جملتها و هي تضع
يدها على جبينها كي تتحمل صوت أورورا
العالي و هي تنبهها:

-كفي عن انتقادي أيتها الكسولة، ألا يكفي
أنك لا تجيدين فعل أي شيئ سوى النوم
بينما انا أظل أبحث عن الأعداء.

لوت فرح شفتيها بامتعاض و هي تكز على
أسنانها و تسألها:

-و ماذا اكتشفت حضرة المفتش كرومبو؟
أرجو أن تكوني قد توصلتي إلى شيئ
لأنني سوف أغلق الرابطة معك إلى الأبد
إذا كان سبب إيقاضك لي تافها كالعادة.

تحدثت أورورا بجدية إندست داخل نبرة
صوتها و تخللت ملامحها الحادة:

-اخرسي و اسمعيني، هيا أخبري الألفا
أن شقيقة البيتا تحتمي داخل أسوار قلعه
الفامباير و وولكر هو من ارسلها، انا لازلت
أحاول إستشعار مكانه لكنني لم أستطع.

مجنونة في بلاد المستذئبين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن