"يا إلهي هذا رائع!"

عقدت الأفعى حاجبيها وأردفت وهي تقرب رأسها وجذعها من بيرلا حتى أصبح وجهها قريب من خاصة بيرلا أما ذيلها الطويل فبقي محاصر بيرلا دون لمسها بينما تتابعها بيرلا باهتمام ..

وكأنها تقف في أحد المتاحف وتنظر إلى أحد المجسمات العائدة لأحد الكائنات المنقرضة باهتمام وذهول ..

فهمست الأفعى أمام وجهها بصوتها المميز:

"وما الرائع أيتها البشرية الصغيرة؟"

ابتسمت بيرلا في وجهها وأردفت بدون تردد:

"أنت"

هسهست الأفعى وهي تتراجع قليلاً وأمسكت بخصلة من شعر بيرلا وقربتها من أنفها تشتمها بينما تردف لها:

"ألست خائفة مني أيتها البشرية؟"

نفت بيرلا برأسها وأردفت بعفوية:

"ولما سأخاف منك؟ فأنا لم أؤذيك والأفاعي لا تؤذي أحداً لم يمسها بأذى إضافة لذلك فأنا أحب الأفاعي كثيراً وكنت ألاعبها منذ أن كنت طفلة"

أنهت كلامها بإبتسامة واسعة بينما بقيت ملامح الأفعى جامدة كما هي وهي لا تزال تتفحص بيرلا بعينيها الحادة ثم أردفت لها:

"وهل الأفاعي في بُعدكم كائنات أليفة ونباتية حتى تلعبين معها؟"

عقدت بيرلا حاجبيها عندما وجدت الأفعى تلف طرف ذيلها حول خصرها وترفعها نحوها بينما عيناها الحادة تدقق في وجهها وكأنها هي الكائن الخرافي وليست الأفعى ..

"لا هي ليست نباتية ولا أليفة ولكنني اعتدت ترويضها كباقي حيوانات الغابة"

أردفت بيرلا بخفوت وهي تراقب نظرات الأفعى لها ولسانها الذي يخرج كل ثنية وأخرى وكأنها شاردة في شيء معين في وجهها ..

"رائحتك جميلة"

خرج صوت الأفعى المبحوح بعد لحظات من تأملها لبيرلا مما جعل بيرلا تعبس بعدم الفهم ثم أردفت باستغراب:

"أتقصدين رائحة الزيت العطري الذي أستخدمه؟!"

رسمت الأفعى إبتسامة باردة على وجهها قبل أن تردف لها:

"بل طاقتك الروحية أستطيع شمّ الهالة النقية التي تحيط بك والشعور بها حتى وإن لم تمتلكِ طاقة مثلنا"

رمشت بيرلا بغير استعياب فأردفت لها الأفعى:

"تبدين جديدة هنا فأنت لا تعلمين شيئاً عنا وإلا لما لحقت بي بقدميك من حسن حظك أنني لست جائعة الآن"

ألفا القمر الأحمر ..Alpha Red MoonWhere stories live. Discover now