الفصل السابع

ابدأ من البداية
                                    

كتف جاسر ذراعيه أمام صدره علا ثغره إبتسامة صفراء واسعة يغمغم ساخرا :
- ومين قالك إن أنا هوافق أصلا ، ولا اقولك هوافق واطلع على جتته هو وأخوه البلا الأزرق
عيال اخوكي اللاجئين دول

ضحكت رؤى من جديد توجهت صوب المرحاض في حين اضطجع هو يظهره إلى ظهر الفراش أمسك جهاز التحكم يقلب بين قنوات التلفاز بغير هدى إلى أن توقف ينظر لما يُعرض أمامه بابتسامة عريضة يتذكر أول مرة شاهد فيه فيلم الكرتون ذاك معها
Flash back من الجزء الأول
جلست علي الفراش تشاهد فيلم كرتون ( frozen )
رفع جاسر نظره يري ما تشاهد ، فبدأ يندمج مع أحداث الفيلم ويسألها عنه
جاسر: يعني البنت دي لما بتمسك حاجة  بتتجمد
رؤي : ايوة ، وايديها بتطلع تلج لما بتخاف أو تتوتر
جاسر: طب مين البنت أم شعر أصفر دي
رؤي : دي أختها
بعد مدة من الاندماج ، قاطعها جاسر مرة اخري
جاسر: طب ليه البنت ام شعر أبيض دي ما بتلعبش مع أختها ليه
رؤي بضيق من مقاطعته الكثيرة : شايف الخصلة البيضا الي في شعر اختها
هز جاسر رأسه إيجابا فاكملت : وهما صغيرين البنت الي بتطلع تلج من ايديها كانوا بيلعبوا مع بعض ومن غير ما تقصد ضربتها بالتلج دا في دماغها ، فالقزم العراف الي عالجها في الفيلم مسح كل ذكريتها عن قدرات اختها ، عشان كدة اختها ما بترضاش تلعب معاها بتخاف لتأذيها
جاسر: يا رتني أنا كمان اقدر ، امسح كل الذكريات الوحشة الي شوفتيها معايا
اشاحت ببصرها الي التلفاز حتي لا يري دموع عينيها ، فاغلق حاسوبه الشخصي وقام من مكانه وذهب ناحية الفراش وجلس بجابنها
لاحظ ابتعادها عنه لتترك مسافة بينهما
فاصطنع انشغاله بالفيلم ، ليعود مقاطعتها مرة اخري
جاسر: يعني دلوقتي البنت دي بقت الملكة
رؤي: آه يا جاسر ، أبوها مات وبما انها الكبيرة فبقت هي الملكة
جاسر: طب فين الملك
رؤي: ما فيش
جاسر بضيق: ايه الهبل دا ازاي ما فيش ملك ، ماليش دعوة أنا عاوز ملك
رؤي ساخرة : ملك ولا كتابة
نظر لها جاسر باشمئزاز : قومي يا رؤي من جنبي
رؤي: أنت الي جيت قعدت جنبي ، واسكت بقي مش عارفة اتفرج على الفيلم
تمتم جاسر بصوت منخفض : رخمة
عاد لمتابعة الفيلم مرة اخري ، اندمج مع أحداث الفيلم ، ثم فجاءة وجدته ينظر لها وعلي شفتيه ابتسامة خبيثة
رؤي بخوف: بتبصلي كدة ليه
جاسر مبتسما بخبث: True love kiss
تدرجت وجنتيها بحمرة الخجل
جاسر ساخرا : فعلا فيلم أطفال
ضيقت عينيها بغيظ وامسكت جهاز التحكم واغلقت الفيلم
جاسر بضيق: انتي جاية عند الحتة المهمة وتقفلي التلفزيون ، هاتي يا بت الريموت
رؤي بغيظ : لاء ، وريح نفسك ، هانز مش هيبوسها
جاسر ساخرا : عشان فقري
رؤي: لاء عشان ما بيحبهاش وكان بيضحك عليها عشان يوصل لحكم المملكة
جاسر: ايه دا يعني ما فيش بوس في الفيلم دا
رؤي بغيظ: أنت قليل الادب علي فكرة
جاسر ضاحكا: عارف علي فكرة
Back
حين عاد من ذكراه انفجر ضاحكا ، علا صوت ضحكاته حتى أنها خرجت على صوته وهو يضحك ، نظرت له متعجبة لتنظر لشاشة التلفاز علها تعرف على ما يضحك ، وفهمت لما يضحك حين رأت ذلك الفيلم وتذكرت نفس المشهد القديم ، قام هو من مكانه أقبل صوبها إلى بات أمامها ليغمزها بطرف عينيه يغمغم عابثا :
-ما تجيبي واحدة True love kiss
ضحكت عاليا تصدمه على صدره برفق تظنه يمزح ، تحركت لتغادر ليمسك برسغ يدها يعيدها إليه يغمغم عابثا :
- أنتِ رايحة يا برقوقة أنتِ ، أنا عايز واحدة True love kiss
توسعت حدقتيها خجلا جاسر الوقح ألا يخجل ، ماذا إن فتح أحد الصغار الباب ورأهم الآن ، كادت أن تنهره حين فتح سليم الصغير الباب بعنف يصيح غاضبا:
- ماااامااا ، سليم جعان وياسو جعان ومراد جعان ويوسف جعان كله جعان ، كله جعااان
التفت جاسر ينظر محتدا لذلك الصغير الذي يقف غاضبا ، أقترب منه يرفعه من تلابيب ثيابه عن الأرض يصيح فيه محتدا :
- هو أنا يا حيوان مش قولتلك ألف مرة ما تدخلش الأوضة من غير ما تخبط ، جو التربية الايجابية وقول Sorry  دا بتاع أمك، لو كررتها تاني يا سليم هعلقك في المروحة
اضطربت حدقتي الصغير ينظر لوالدته يستنجد بها لتهرع رؤى إليهم سريعا تأخذ الصغير من بين يدي جاسر تغمغم تعاتبه :
- يا جاسر براحة عليه قولتلك لسه صغير ، روح يا حبيبي وأنا هنزل احطلكوا العشا
هرع الصغير يهرب من الغرفة لتتحرك رؤى خلفه ليقلب جاسر عينيه ساخرا يغمغم يقلدها متهكما :
- براحة عليه لسه صغير ، دا صغير دا ، دا قرد عيال عاهات أنا اللي جبته لنفسي
____________
في شركة عاصم ، تحديدا في مكتب حسين رفع حسين رأسه عن مخطط التصميم أمامه لتقع عينيه على جوري الواقفة جواره توجه انظارها للتصميم أمامها ترفع يدها بين حين وآخر تمسح قطرات العرق عن جبينها في حين وقف هو ينظر لها يبتسم كمراهق يختلس النظر لابنة الجيران التي يحب ، چوري الجميلة إبنة عمته لازال يتذكر تلك الأوقات التي قضوها سويا وهم صغار كانا أعز أصدقاء كانت حتى قرر في يوم أن يخبرها بحقيقة مشاعره تجاهها وكانت النتيجة أنه خسرها كصديقة ولم يحصل عليها كحبيبة ، چوري بعد أن أخبرته بشكل لطيف أنها لا تراه سوى شقيق كرعد وربما هو أقرب بدأت علاقتهم تتداعى ، بدأت تتهرب منهم شيئا فشئ إلى أن انقطعت علاقتهم تماما قبل عدة أعوام تحديدا ثلاثة أعوام وباتا نقيضين بعد أن كانا أعز أصدقاء ،
شعرت هي أنه ينظر إليها حين أطال النظر ، رفعت وجهها تنظر إليه تقطب جبينها ليحمحم مرتبكا ينظر للتصميم أمامه ، ابتسمت هي يائسة تنظر لساعة يدها لتشهق تغمغم سريعا :
- يا نهار أبيض الوقت سرقنا ، دا أنا قولت لماما من أكتر من نص ساعة أننا خارجين دلوقتي ويستنونا على العشا ، يلا بسرعة
وبدأت تلملم أغراضها سريعا ليضحك هو بخفة يساعدها على ضب أوراقها وأوراقه معها ، التفتت إليه تغمغم سريعا :
- حسين أنا هكلم ماما على ما تخلص ما تتأخرش
ابتسم لها يومأ برأسه ، صدق من قال رب ضارة نافعة .. في حين خرجت هي من غرفة المكتب وقفت بالخارج تحادث والدتها ، ما أن انتهت من المكالمة وجدت زين يقف أمامها يبتسم متوترا قبل أن يتنهد بعمق يعتذر منها :
- حاسس إني سبب غير مباشر في اللي حصل ، أنا آسف بجد على اللي حصل
نظرت چوري له متعجبة ما بال ذلك الشاب المتوتر يحمل نفسه الذنب ، يعتذر لأجل خطاء لم يفعل من الأساس ، ابتسمت تغمغم سريعا :
- ايه اللي أنت بتقوله دا يا باشمهندس ، أنت مالكش ذنب طبعا ، لا من قريب ولا من بعيد
ابتسم لها متوترا كعادتها قبل أن يحمحم مرتبكا يتلعثم قائلا :
- هو أنا ، لو مش هضايقك طبعا ، لو مش موافقة عادي والله ، لو هضايقك بلاش ، هو أنا يعني ينفع اخد رقمك ، مش قصدي والله حاجة أنا

أسيرة الشيطان الجزء الأول + الجزء الثاني+ الثالثحيث تعيش القصص. اكتشف الآن