الفصل السابع

Start from the beginning
                                    

أما على صعيد قريب صعد رعد إلى غرفته يلتف حول نفسه يشعر بالغضب ، لما كذبت عليه ، لما كانت تضع زينة وجهها في سيارة أجرة ، وحتى زينة وجهها تضعها بشكل فج يثير الغرائز ، كيف تفعل ذلك ... دق هاتفه نظر إليه ليجد رقمها ... نظر للهاتف غاضبا ولم يرد ، اتصلت مرة بعد أخرى وهو في كل مرة ينظر للهاتف ويتذكر شكلها ويرفض الرد إلى أن قرر إغلاق هاتفه ... دخل إلى المرحاض يضع رأسه تحت صنبور المياه الباردة عله يُطفئ تلك الحرارة التي تقتحم رأسه تغلي في عروقه ، حين خرج من المرحاض تسمرت قدميه حين وجد أبيه يقف أمامه تبادلا النظرات للحظات قبل أن يتنهد جاسر يردف بنبرة هادئة :
- رعد ، بص أنا عارف أنك زعلان بسبب اللي حصل في الشركة .. حقك عليا يا سيدي ما تزعلش ... أنا يومها كنت غضبان جداا وانفعلت عليك ، ارجع الشركة وأنا مستعد اعتذرلك قدام الموظفين لو دا يرضيك

رفع رعد حاجبيه لأعلى ساخرا قبل أن يبتسم ساخرا يردف في تهكم :
- لاء ما يرضنيش ، لأن الموضوع أكبر من كدا بكتير أوي يا جاسر باشا ، طردك ليا في الشركة كانت القشة التي قسمت ظهر البعير زي ما بيقولوا ، لو سمحت يا باشا أنا جاي من الشغل تعبان ومحتاج أرتاح
وقف جاسر ينظر لولده للحظات وَّ أن يجذبه لأحضانه ، أن يعانقه ولكن لأنه لم يفعل ذلك منذ أعوام شعر بأن الأمر غريبا ، تنهد يخرج من غرفته يجذب الباب خلفه ، تحرك إلى غرفة نومه ... فتح الباب يرتمي بجسده إلى الفراش رفع كفيه يغطي بهما وجهه يفكر ، هل اخطئ لتلك الدرجة ، تذكر قديما والده لم يكن يوما بالقاسي عليه كان المدلل لدي الجميع لأنه كان الصغير ، ربما لذلك أصبح الشيطان حين تعرض لأكبر صدمة في حياته ، لم يكن يريد لولده أن يصبح مثله أراده أن يكن صلبا ولكن النتيجة كانت عكس المتوقع ؛ رعد يقف هناك بعيدا عنه يفصل بينهما حاجز من القسوة صنعه هو طوال سنوات .... أبعد يديه عن وجهه حين شعر بأصابعها تمسح برفق على خصلات شعره ، نظر لها وابتسم مرهقا لتقابله بابتسامة لا يكل ولا يمل من النظر إليها أبدا ... لا يصدق أن العمر تسابق معاهم ولكن أفضل ما في ذلك السباق أنها كانت جواره في كل مرحلة من مراحل حياته ، في الهزيمة قبل الفوز ... في المرض قبل الصحة ... أنها هي من أخرجته من سجن الشيطان الذي وضع نفسه فيه لأعوام يعثو في الأرض فسادا ، ربعت ساقيها ليضع رأسه على ساقيها كما اعتاد أن يفعل منذ أعوام احتضن خصرها بذراعيه يغمغم مرهقا :
- أنا تعبان يا رؤى ، أنا بقيت بكره أروح الشركة ورعد مش فيها ، كل ما بتفكر شكله وأنا بزعقله وبطرده ببقى عايز أحرق المكتب كله ...

مشطت خصلات شعرها بأصابعها برفق تغمغم مترفقة :
-خلاص راضيه زي ما زعلته ، رعد طيب وغلبان طالعلي رغم كل اللي عملته دا بيحبك

أغمض عينيه يتنفس بعمق قبل أن يهمس بنبرة حزينة متهدلة :
- أنا حاولت اتكلم معاه ، بس هو رفض بس أنا هحاول معاه تاني وتالت وعاشر ، أنا غلطتت في حقه ولازم اصالحه
ابتسمت رؤى سعيدة تدعو من قلبها أن يفعل جاسر ذلك ، مالت بجزعها تقبل وجنته تهمس له متلهفة :
- آه يا جاسر بالله عليك أعمل كدة ، أفضل وراه لحد ماتصالحه ، دا ابنك الكبير وسندك في الدنيا ، يلا أنا هقوم احط العشا ، البت جوري اتصلت بيا وقالتلي أنها هتيجي هي وحسين يتعشوا
ضيق جاسر حدقتيه قام يرفع جسده جلس جوارها يغمغم حانقا :
- الواد ابن أخوكي دا لازق في البت ليه كدة ، وبعدين مش كفاية أخوه مقيم عندنا ، جاي هو كمان يتعشا ، هو اخوكي حارمهم من الأكل
ضحكت رؤى عاليا ، تحرك رأسها يائسة من غيرة جاسر ادمعت عينيها من الضحك لترفع يدها تمسح دموعها تغمغم :
- يا حبيبي أنت عارف أن حسين بيحب چوري من زمان ، هو بس مستني بنتك أم دماغ ناشفة زيك دي توافق وهو هيجي يتقدملها الصبح ، وبعدين واضح أن حصل مشكلة في الشغل لأنها قالتلي أنهم شغالين على تصميم سوا بعد ما تصميمها باظ

أسيرة الشيطان الجزء الأول + الجزء الثاني+ الثالثWhere stories live. Discover now