الفصل الثاني عشر

13.9K 615 22
                                    

حمحم ليجلي صوته ليسألها  :
- هل تناولتي طعامك ".
قلبت عينيها و تجاهلته و كأنه لم يتحدث و هذا ما جعله يزفر بغضب و لولا سيزار الذي حاول تهدأته
مذكرا إياه بوعده لقام باقتلاع عينيها متناسيا
انها رفيقته....
شتم في سره لاهنا نفسه بأنه في كل مرة
يفشل في السيطرة على غضبه بسبب
طبيعته الحادة ...

سألها بصوت حاول أن يخرج منه هادئا 
و هو يتقدم نحوها :
-لقد سألتك هل تناولتي طعامك".

كان يظن أنها سوف تتجاهله لكنها خيبت
أمله عندما أجابته :
- لست جائعة...

زفر الهواء بقوة و هو يتخاطر مع أحدى
الاوميغا اي الخادمات حتى تحضر لها
بعض الأكل... هو تعمد سؤالها فقط
لكي يحدثها لكنه في الحقيقة كان يعلم
مسبقا انها رفضت فتح الباب للخدم....

دقق النظر فيها ليجدها لا تزال ترتدي
ذلك الفستان ليتذكر أنه قد نسي تماما
إحضار أي ملابس لها.. كان سيتخاطر مع
أولغا شقيقة ماكس حتى تحضر له بعض
من ملابسها شرط أن تكون لم ترتديها من
قبل من أجلها لكن إقتراح أوليفر جعله
يغلق رابطة التخاطر على الفور إذ أخبره
بأنه لا ضرر من منحها بعضا من ملابسه هو
بل سيكون الأمر أكثر إثارة...
لا يدري لما تحمس كثيرا لهذه الفكرة ليدلف
غرفة الملابس و ينتقي منها قميصا له
أسود اللون ثم خرج من جديد و رماه لها
على الفراش قائلا :
-خذي إرتدي هذه و غدا سوف أحضر لك
الكثير من الملابس...لقد نسيت فعل ذلك
اليوم بسبب إنشغالي ببعض الأمور الهامة
في المملكة و لم أكن جاهزا  لحضورك المفاجئ ".

دون أن ينتظر الكثير من الوقت بل و على
الفور جاءته إجابتها الساخرة :
-حسنا إذن بما أنك لم تكن جاهز لإستقبالي
فدعني أعود من حيث أتيت إذن".
رواية لياسمين عزيز

توقفت فرح عن الحديث بعد أن تفطنت ان
لغتها الانجليزية أصبحت متقنة أكثر من
قبل كما انها كانت تفهم كل ما يقوله رغم
لهجته الصعبة...لكنها أوعزت ذلك إلى
انها قد إنتقلت إلى مكان جميع سكانه
يتحدثون هذه اللغة و ربما عندما ستعود
إلى مصر قد تعود لغتها كما كانت ركيكة
مليئة بالأخطاء بفضل تعليمها الحكومي الذي
تلقته....
تابعت إقناعه و هي ترفع الغطاء عن
جسدها لتنهض من على الفراش :
-لدي عائلة و لدي دراسة تنتظرني
و سوف أطرد
إن لم أذهب إلى جامعتي ارجوك
فقط حاول فهمي... إنت لن تستطيع
جعلي أبقى هنا غصبا عني حتى لو فعلت
ذلك فأنا لن أستسلم ربما حتى بعد عشر
سنوات سوف أهرب من هنا.. هل ستستطيع
إن تعيش معي و انت تفكر في أنني في كل
لحظة يمكنني أن أختفي كما أتيت... فكر
في الأمر فقط إنه من أجل مصلحتك
أيضا... حسنا دعنا نضع خلاقاتنا جانبا
و لنتحدث بعقل و لو لمرة واحدة... انا
أعلم أنني أخطأت في حقك كان يجب
أن أحترم أنك الملك و أنك تتوقع مني أن
لا أخالف أوامر مثل ما يفعل باقي شعبك
لكنني لم أقصد ان اكون وقحة... انا فقط
كنت خائفة و لم أستطع التصرف كما ينبغي...

مجنونة في بلاد المستذئبين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن