الفصل العاشر

Start from the beginning
                                    

جحظت عينيها عندما وقعت عليه
عاري الصدر و قطرات المياه تتسابق
من شعره المبلل مارة بصدره العريض
ليتوقف بعضها داخل إنحناءات عضلات 
بطنه... بينما تابع البعض الاخر ليغيب
داخل تلك المنشفة العريضة التي كانت
تغطي جدعه السفلى..

كاد ان ينفجر ضاحكا أمامها و يفقد رباطة
جأشه بعد أن سمعها تهتف به بهمس ظنا
منها انه لم يسمعها :
-وقح... كيف يتجرأ على التجول عاريا
أمامي هل نسي انني موجودة ".

واصل خطة تجاهلها و التي نصحه بها
دياغو ذئبه و هو يقف أمام المرآة يسرح
خصلات شعره الطويلة مرددا بكلمات
إحدى الأغاني المشهورة لديهم متأملا
جمالها الفاتن رغم ملامحها الذابلة
عبر المرآة أمامه...

وضع المشط ثم بدأ يتجول في أنحاء
الغرفة في كل مرة يتظاهر بأنه
يبحث عن شيئ ما حتى صاحت سيلا
بعد أن إنتهى صبرها من تصرفاته الغريبة :
- توقف أنت توترني...

رفع حاجبه و هو ينظر إليها على جنب
هاتفا بعدم إكتراث  :
- لما...أنا حتى لم اكلمك أو أقترب منك
رفيقتي ".

ضغطت على أسنانها بقوة حتى
تحولت شفتيها المكتنزتين إلى خط
رفيع قبل أن تجيبه متحاشية النظر إليه  :
- متى ستخرج من الغرفة أريد النوم".
رد عليها مدعيا الانشغال بتلك التحفة التي
كان يمسكها في يده :
- تناولي طعام العشاء و بعدها يمكنك النوم ".
ضربت بقبضتها على الفراش مجيبة
بحنق :
-لا أريد... انا متعبة و اريد النوم هل يمكنك
الخروج او سأذهب انا إلى أي غرفة أخرى ".

لم يبدو عليه الاهتمام و هو يفسر لها
مما اشعرها بالغرابة فهو منذ أن عثر
عليها و هو لا ينفك يلتصق بها مالغراء :
-هذه غرفتنا...ستتناولين طعامك و تنامين
في مكانك الطبيعي رفيقتي.. و هو بين
ذراعي".

قفزت من على الفراش هادرة باحتجاج :
-لا يجوز انت لست زوجي أيها المستذئب". ضحك بخفة بعد أن فقد حموده المزيف
و هو يقول :
-لكنكي رفيقتي أيتها البشرية الجميلة...

نظر نحو الباب و هو يضيف :
-لقد حضر طعام العشاء...

لم تستغرب سيلا من قوله و هي تشاهده
يسير ليفتح الباب قبل أن يقرع فهي
أصبحت تعلم القليل عن عالم الذئاب
و أن حاسة سمعهم قوية للغاية و تمكنهم
من سماع أدق الأصوات فلذلك فإن
ماكس قد سمع صوت أقدام الخادمة التي
أحضرت طاولة الطعام قبل أن تصل....

كتفت ذراعيها أمامها مدعية الشجاعة
رغم انها كانت ترتعش من شدة خوفها
مما سيحصل في هذه الليلة فهي
وحيدة، ضعيفة و في غرفة وحش
عاري الصدر لا ينوي بها خيرا...
- لقد قلت لك لا أريد...أنا فقط متعبة
و أريد الخلود إلى النوم ".

تابع ماكس إدخال الطاولة و  كأنه لم
يسمعها...جلس على الاريكة و وضع الطاولة
أمامه ثم رفع أغطية الأطباق مهمهما بتلذذ
رغم انه لم يكن جائعا البتة :
-مممم رائحته لذيذة تعالي رفيقتي فلتتعرفي
على طعامنا".

مجنونة في بلاد المستذئبين Where stories live. Discover now