الفصل التاسع

Start from the beginning
                                    

كانت تنطق الحروف بصعوبة و ما إن
إنتهت حتى أخفضت وجهها اكثر...حركته
تلك جعلت الدماء تغلي داخل عروقه،
نعم هو  يعترف لقد أخطأ بشدة و تصرف بقسوة
معها عوض ان يكسب ودها فهو هكذا يجعلها
تكره البقاء هنا أكثر...
تنحنح حتى يجلي تلك الافكار من عقله و يؤجلها
قليلا إلى بعد حين و هو يجيبها على الفور :
-لا.. إصعدي إلى الغرفة سوف أرسل لك
الطبيبة ".

كان يظن انها سوف تتمرد و ترد عليه
بوقاحتها المعهودة و في الحقيقة هذا
ماكان يتمناه لكنها خيبت أمله و فعلت
شيئا أصابه بالدهشة...
أحنت رأسها أمامه كما رأت الجميع يفعل
و هي تقول :
-حاضر ألفا...عن إذنك".

أمال رأسه ينظر في أثرها بعيون ثاقبة
و هي تصعد الدرج ركضا و ترفع فستانها
الطويل دون أن تنظر وراءها...لا يدري
لما يشعر ان وراء سكونها هذا بركان على
وشك الانفجار و للأسف هذا ما توقعه أيضا
أوليفر... عنقاءه الذي حذره من انها تخطط
للهروب في أقرب وقت فالعنقاوات لديهم
قدرة غريبة على الشعور بما يخططه الآخرون
سواء أكانوا قريبين او في مكان بعيد... طالما
أن الأمر يخصهم...

همهم فولكانو و هو يبعد هجينيه إلى أبعد
مكان في مخيلته حتى يستطيع التركيز جيدا
فيما ينوي فعله.... قام بالتخاطر مع ماريو
قائد الحرس حتى يختار مجموعة من  المستذئبين
الأقوياء و اللذين يثق فيهم حتى يرسلهم إلى
منزله لتزويد الحراسة خوفا من هروب اللونا
أو تعرضها لأي مكروه بسبب غيرة بعض
إناث المستذئبين اللواتي خابت أمالهن
في أن يكن رفيقات للالفا و بوجودها
قطعت جميع السبل...أو بعض من أفراد
مملكته اللذين قد يعارضوا أن تكون اللونا
خاصتهن بشرية ضعيفة....

وصل إلى عتبة الباب مقررا الخروج
و الركض لبعض سويعات في الغابة
منفسا عن غضبه أو ربما سيذهب إلى
إلى الجهة الشمالية لزيارة أقاربه.. أهل
والدته العنقاء...
توقف بتحفز بعد وصله تخاطر مع الغاما
بيدرو يخبره فيه باقتضاب أن يأتي
إلى النهر القريب من منزل ماكسيمس
بسبب عثورهم على متسللين من مصاصي
الدماء....
في أقل من دقيقة كان في نفس
المكان حيث أخبره بيدرو مستخدما قوته
الذئبية دون أن يتحول...دار حوله بتحفز
حتى يكتشف ما يحصل مسخرا كل حواسه
و قواه الخارقة لكنه لم يستطع رصد أي
رائحة دخيلة سوى روائح رفاقه....

حتى هجينه أوليفر كان هادئا و لم يحذره
من وجود  أي شيئ خطير ذلك ذئبه سيزار
سخر منه كيف سيستطيع دخلاء مصاصي
الدماء من تجاوز حرس الحدود و تلك
الثكنات التي تجوب المملكة بشكل دقيق
و حتى إن إستطاعوا ذلك رغم انه من سابع
المستحيلات لن يصلوا سالمين إلى مركز
المملكة حيث يوجد منزل ماكسيمس
مفترضا أن هذا بلاغ كاذب و قد شعر
بذلك من صوت بيدرو الذي كان مضطربا ..

تمتم بغضب و هو يحاول التركيز لإيجاد
مصدر الرائحة :أين أولئك اللعناء... تبا هل
هذا وقت مزاحهم ".
كان غاضبا بشدة مما فعله برفيقته منذ
قليل و ما زاد حنقه هو ما يحصل الان...
صوت حفيف أقدام خافت جدا قطع أفكاره
و لو لم تصله رائحة  جاك سجان القطيع
لكان في أقل من ثانية قد قطع رأسه دون أن
يرى هويته حتى....

مجنونة في بلاد المستذئبين Where stories live. Discover now