الفصل الخامس

Start from the beginning
                                    

توقفت عن الحديث و هي تفتح عينيها بفزع
عندما سمعت زمجرته الغاضبة لتتمسك بذراع
فرح معتذرة على الفور :
- آسفة لا نريد شيئا...

تمتمت بصوت خافت تحدث فرح :
-داه زعل لما طلبنا شوية هدوم امال
لو قلتله على الأكل... بقلك إيه انا مش
هتكلم ثاني داه شوَية كمان و هي تحول
و ياكلنا...اااه...

صاحت عندما جذبها ماكس إليه ليبعدها
عن فرح هاتفا بنبرة تفيض غيرة بينما كانت
عيناه تتلونان تارة بالذهبي و تارة بالازرق المشع
دليلا على سيطرة ذئبه دياغو :
- رفيقتي الصغيرة...مكانك الطبيعي في أحضاني....

حاوطها بذراعيه و هو يرفع عيناه التي إسودت
بغضب جعل عظام فرح ترتجف بداخلها
مضيفا :
-و انت إياكي أن تلمسيها مرة أخرى...إنها
رفيقتي انا... إن رأيتك بقربها مرة أخرى
سوف ازج بك في السجن، لقد تركتك حرة
فقط من أجل رفيقتي فلا تختبري صبري...

لانت نظراته و كذلك نبرته عندما أخفض
عينيه نحو سيلا يرمقها بحب واضح
ليطمئنها :
-صغيرتي... سوف ارسل لك الخادمات
و هن سيتكفلن بكل شيئ...لكن إياكي
أن تظهري جسدك أمامهن فأنا أغار كثيرا....

داعب أنفها و هو يبتعد عنها تاركا إياها
تتلون بألوان الطيف من شدة الخجل
بينما كانت فرح تراقب من بعيد و هي
منكمشة على نفسها مدعية انها لا تفهم
ما يقوله و أنها غير مهتمة به حتى لا تثير
غضبه....

سار نحو الباب ليغادر و هو يضحك باستمتاع
على خجلها و ما إن أغلق الباب حتى
تنهدت سيلا بصوت مسموع بعد أن كانت
تكتم أنفاسها ثم تطلعت نحو فرح قائلة :
-إلحقي يا بت داه مصر إصرارا و ملح إلحاحا
دبرينا بسرعة هنعمل إيه في المصيبة دي
ماما زمانها قلقانة عليا... انا إيه اللي كان
جابني عندكوا إنت و خالتك المجنونة...
بقالها عشرين سنة بتعمل تجارب فاشلة
و يوم ما حظي المهبب جابني عندكوا
فلحت و إختراعاتها نجحت.. تصرفي
خرجينا من هنا ".

فرح و هي تلوي شفتيها بسخرية :
- و انا في إيدي أعمله بس...و بعدين
إحمدي ربنا ما إنت واقعة واقفة اهو
مشاء الله.. و طلعلك عريس طول بعرض".

رمقتها سيلا بغيظ ثم جلست على حافة الفراش
مدمدمة :
-متفوريش دمي انا مش ناقصة...

قاطعتها الأخرى التي يبدو أنها إنتبهت الان
إلى الجناح لتشهق من جماله هاتفة :
- بت يا سيلا... بصي حواليكي يا نهار
أسوح...أوضة مين دي".

إنتبهت سيلا هي أيضا و بدأت تحدق
حولها لتكتشف روعة الغرفة و آثاثها
الفاخر و كذلك ذلك الحائط الزجاجي
ذو الإطلالة المذهلة... هرعت نحو
الشرفة و وقفت إلى جانب فرح الذي
كانت تنظر نحو الغابة و النهر القريب
هاتفة بإعجاب :
- بجد الفيوز من هنا يجنن واو...أحلى
من سويسرا ذات نفسها يا ترى
تبع مين الأوضة دي...

مجنونة في بلاد المستذئبين Where stories live. Discover now