14

852 40 12
                                    

استيقظت بعد حُلم طويل المدى لا يزال ينهش ذاكراتها بقوة بشكل بائس ، وضعت يديها حول رأسها وجمعته مع ركبتيها ثم تنهدت بهدوء وعاودت النظر خارج الكهف لا يزال الجو قاتمًا شديده البرود ترافقه قطرات المطر ، جمعت بعض الاغصان التي لم تتحول رماد ثم تمتمت بعدة تعاويذ حتى خرجت النار من بين يديها وأشعلتها واستندت لجدار الكهف خلفها تراقب الضباب الكثيف يحاوط بعض الأشجار سادًا عن عينيها الرمادية منظرها الآسر

في الغابة

غاب ضوء الشمس خلف السُحب التي تتنبأ بأكثر الايام عصفًا وبرودة اشتدت الرياح واقتلعت في طريقها بعض الشجيرات الضعيفه و محاولاتها بالصمود باتت بالفشل

كان شعورها يشبهُ تلك الواقفه خلف النافذة تراقب مايحدث خارجًا بترقب و ضيق لا فكره لديها عن سببه ، ولكن داخلها يخبرها بأن هذا اليوم يوم مشؤوم لا محاله

جفلت حين اسدلت لآريس الستاره البيضاء الرقيقه حاجبه المنظر الخارجي عن عينيها البُندقيه رفعت حدقتيها بغيض مكبوت نحوها فتحت شفتيها متحدثه ولكن قاطعتها لآريس

" ان نظرت للغابه سترسل الساحره العجوز أحدى الشجيرات لأقتلاع بُندقيتيك "
سخرت منها واصابعيها السبابه والوسطى توجهت نحو عينان التي لا تزال تنظر إليها

بينما الأخرى تسارعت نبضاتها حين رأتها لأول مره تبتسم كانت إبتسامتها اجمل ما رأته لهذا اليوم كان شعرها الاحمر يعاود الالتصاق بوجهها وتاره يذهب للخلف لتتضح ملامحها الحاده والناعمه في آن واحد

استلقت لآريس على السرير الواسع بتصلب نتج عنه طقطقه بعضًا من عظامها المُرهقه ثم اغلقت حدقتيها بينما الأخرى لا تزال تشعر بالضيق وحرقه خفيفة على عنقها لامست بذراعها نقش الريشة

لا تعلم كم مر من الأيام وهي حبيسه هذا المنزل و الغريبه التي لم تسمح لها حتى للنظر من النافذة كل الذي تعلمه بأن تلك المستلقيه ليست حتى بشرًا ، تقلص شعورها بالخوف حتى أصبح لا وجود له ويبقى السؤال هل كان بسبب مرور الأيام ام مايربطها بها ، ذلك النقش !

أوليفيا

حملت الكوب الزجاجي الشفاف بعد ان سكبت داخله القهوه ثم توجهت نحو الصغيرة آناليس وجلست بجانبها بينما الأخرى تراقب التلفاز واذنيها ارتفعت عاليًا حيث كانت تستمع للمحادثه التي تُقال داخل الغرفة أمامها بات فضولها يجرها نحوها ولكن قاطعها جلوس أوليفيا التي شاركتها نفس الفكرة قبل ان ترفع الصغيرة اصبعها الاوسط امامها

زمجرت أوليفيا لها بغيض ثم تحدثت " يبدو أن والدتك وسمت احداهن "

" لا يهم " تمتمت الصغيره بينما تمضغ بعض الفشار تعمدت ان تزعج الجالسة بجانبها

" اللعنة عليك أنتِ تشبهينها "

قاطع محادثتهن خروج لآريس نظروا إليها جميعًا بفضول ولكن تنهدوا بيأس حين اغلقت الباب قبل ان تسترق اثنتيهما النظر
للداخل

" أعلم مابداخل تلك الغرفة " تخاطرت اوليفيا مع لآريس دون ان تتكلم

" اين عهدك لأتادا ؟"

اغلقت عينيها لآريس بأنزعاج و لم ترد علي إي من سؤاليها بينما الأخرى استقامت بغيض وخرجت خارج المنزل

" سأحرقكن جميعًا " تمتمت بها وهي تسير في العاصفة التي اشتدت ثم باتت تعدو بسرعة حينما اكتسى جسدها الفراء وتحولت تمامًا للذئب منطلقه نحو الشمال

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Mar 15, 2023 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

( الريشه البيضاء )Where stories live. Discover now